×

تأثيرات مشتركة للتضخم وتداعيات الجائحة تخفض متوسط الإنفاق عند المغاربة

تأثيرات مشتركة للتضخم وتداعيات الجائحة تخفض متوسط الإنفاق عند المغاربة

تأثيرات مشتركة للتضخم وتداعيات الجائحة تخفض متوسط الإنفاق عند المغاربة

تأثيرات مشتركة للتضخم وتداعيات الجائحة تخفض متوسط الإنفاق عند المغاربة
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:00

في آخر منشوراتها الإحصائية والتحليلية السنوية المعروفة بـ”المؤشرات الاجتماعية للمغرب – إصدار 2024″، وضعت المندوبية السامية للتخطيط ديناميات الأسر المغربية فوق مِشرحة التحليل، مؤشرات سوسيو اقتصادية مهمة من حيث “تطور النمو”، أو وضعية “المداخيل”، فضلا عن “مستويات معيشتها”، مؤكدة ضمن أقوى الخلاصات أنها (تلك المستويات) عاشت “تحت تأثير مشترك بين جائحة وباء كوفيد-19 وموجات التضخم”.

“في ظل الأثر المشترك للوباء والتضخم، كان من الممكن أن يقع 3,2 مليون شخص إضافي في الفقر أو وضعية الهشاشة أو الضعف (vulnérabilité)”، أوردت المندوبية مفسرة بأن ذلك يؤشر على “انخفاض مستوى معيشة الفرد” بشكل محسوس.

الإنفاق الفردي

حسب ما طالعته هسبريس في وثيقة المؤشرات الاجتماعية المحينة عبر البيانات التفصيلية المقدمة في شكل جداول تُبين تطور مؤشرات اجتماعية مختارة حسب الميدان والموضوع، فإن مؤشر “متوسط الإنفاق السنوي للفرد” (المعروف اختصارا بـDAMP) طاله انخفاض بـ7,2 في المائة على المستوى الوطني، و6,6 في المائة في المناطق الحضرية، و8,9 في المائة في المناطق القروية.

أما من حيث نوعية الأسر، فإن الانخفاض، حسب مندوبية التخطيط، كان بنسبة 8 في المائة بين الأسر الفقيرة “الأقل ثراء”، وبـ6,6 في المائة “للأسر المتوسطة”، وبـ7,5 في المائة للأسر الأكثر ثراء (أو الميسورة جدا).

أما الانخفاض في “الإنفاق على الغذاء” للمغاربة فقدرتْه المندوبية بنسبة “11 في المائة على المستوى الوطني” ناتجة عن تراجعه بـ10.1 في المائة في المناطق الحضرية، وبـ12.9 في المائة في الوسط القروي. كما رُصد الانخفاض حسب طبقات الأسر بـ13.5 في المائة للأسر الأقل ثراء، وبـ12.9 في المائة للأسر المتوسطة ثم بـ6.9 في المائة للأسر الغنية”.

“في ظل هذه الظروف”، تابعت المندوبية مسجلة “سقوط نحو 3,2 مليون شخص إضافي في براثن الفقر (1,15 مليون) أو في حالة ضَعف أو هشاشة (بنحو 2,05 ملايين)، مضيفة بالتفسير: “ما يقارب من 45 في المائة من هذا التدهور في الفقر ومستويات الهشاشة بين المغاربة يرجع إلى تأثير الوباء، و55 في المائة إلى التضخم”.

تراجع يتعمق

كان لتَراجع الإنفاق والمستوى المعيشي لمعظم فئات الأسرة المغربية انعكاس “سلبي” جليّ على الاحتساب الإجمالي لبيانات مؤشر الأسعار عند الاستهلاك (“ICM”) إلى حدود نهاية عام 2023، إذ جددت المندوبية خلاصات سابقة لها، مفيدةً بأن “المعنويات لدى الأسر المغربية لامَست أدنى مستوياتها لتصل 44.3 نقاط”.

تبعا لذلك وضمن وثيقة “المؤشرات” ذاتها، نبهت المؤسسة الإحصائية الوطنية إلى أن “8 من كل 10 أسر أقرت وشهدت على تدهور في مستوى معيشتها خلال العام الماضي”.

ورصدت المعطيات الرسمية ذاتها “قلقا مستمرا في أوساط الأسر المغربية”، مؤكدة أنهم “لا يزالون متشائمين بشأن ماضيهم ووضعهم الاقتصادي المتوقع”، واستدلت على ذلك ببلوغ “مؤشر الأثمان عند الاستهلاك ما مجموعه 44,3 نقاط (46,5 نقلط في الربع الثالث) في الربع الأخير من عام 2023 و46,6 نقاط في الربع نفسه من العام السابق”.

أبلغت 87 في المائة من الأسر عن تدهور في مستويات المعيشة خلال العام الماضي مقابل 57.9 في المائة يتوقعون تدهور مستوى المعيشة خلال العام المقبل؛ ما يجعل 8 من كل 10 أُسَرٍ تَعتبر أن الوضع غيرَ مواتٍ لشراء سلع مستديمة”.

الوضعية المالية

أفادت وثيقة المؤشرات بأن “ما نسبتُه 56.1 في المائة من الأسر تعتقد أن دَخْلَها يغطي نفقاتها؛ بينما أبلغ 42.1 في المائة عن إمكانية تحمل الديون أو الأخذ في مدخراتهم. وظل “ميزان الآراء سلبيا”، على العموم.

أما عن “القدرة المالية في المستقبل”، فإن المندوبية أكدت، عبر بحوثها السنوية والفصلية، أن “81.7 في المائة من الأُسر بالمغرب لا تتوقع أي تحسن في وضعها المالي”، بينما عبرت نسبة 90.4 في المائة من الأسر أنها “لا تتوقع الادخار في الـ12 شهرا المقبلة”.

وبعد استعراضها “كرونولوجيا تعميم منظومة الحماية الاجتماعية” بالمغرب، منذ العام 2021 ودخول ترسانتها القانونية حيز التنفيذ في أفق تعميم شامل سنة 2025، أوصت مندوبية التخطيط بـ”إنشاء نظام وحيد لتحديد الهوية ونظام متكامل للمعلومات بما سيُتيح إمكانية ضمان الفعالية”، فضلا عن توفير “المزيد من البيانات عن أعداد وصفات وخصائص الأشخاص المشمولين أو المؤهلين حسب البرنامج ونوع الاستحقاق”.

للإشارة، ومن خلال هذا المنشور، أتاحت المندوبية “لمختلف وعموم المستعمِلين مجموعة من المؤشرات القادرة على رسم صورة اجتماعية لتيْسير اتخاذ القرارات وتوفير العناصر اللازمة لتقييم السياسات العمومية”، حسب شروح مرفقة.

وبالإضافة إلى تلك التي تنتجها الـ”HCP”، وفرت الوثيقة الإحصائية “بيانات من إدارات أخرى؛ بما في ذلك الصحة والتعليم والتكوين المهني والشباب والرياضة والعديد من الإدارات الأخرى، من السجلات الإدارية أو الدراسات الاستقصائية التي أجرتها هذه الإدارات”.

‫تعليقات الزوار

11
  • عثمان
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:37

    الجائحة كانت ف 2020/21 .
    من بعدها كانت الأمور غادية مزيان لي كانو متضررين هما أصحاب المحلات.
    تزادت أسعار المحروقات من بعد ما تم توقيف مصفاة لاسامير
    وتزادت أسعار الخضروات والفواكه.
    هاد الأسباب الأخيرة هي لي كانت السبب المباشر في ضرب جيب المواطن….

  • Mnissar
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:38

    كل هاذه التخمينات خاطئة ولا أساس لها من الصحة.
    فالمشكل الكبير هو الزيادة في الأسعار /غلاء المعيشة/انكسار الطاقة الشرائية
    الانتاج يتزايد والاستهلاك ينقص أعني لا توازن في الحياة المعيشية.
    أتكلم عن نفسي : كنت أسافر مرتين أو ثلاث في السنة
    الآن أسافر مرة على ثلاث سنوات ، كل الفلوس أخذها الغلاء مقارنة مع السنوات الماضية ، لم يعد يبقى من المصروف شيء.
    ناهيك عن التطبيب واللباس ومصاريف أخرى .
    فغلاء المعيشة خراب للبيوت فبعض الأغراض لا تدخل المنزل بالمرة لثمنها المرتفع.
    فمتوسطو الدخل باتو على حافة الهاوية
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

  • محسن
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:38

    رغم المحاولات المتكررة لضبط ميزانية الانفاق إلا أنها كلها باءت بالفشل نتيجة لارتفاع الأسعار في كل المجالات…. الله يلطف بينا

  • سوسن
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:43

    ياك لبارح قلتو عدد الأثرياء فالمغرب ارتفع ب 35% !!؟
    شحال هادي دوزتا عام الجوع و الطاعون و جنون البقر و انفلونزا الطيور و حرب العراق و أفغانستان و الطايلاند .. و لم نشهد ارتفاع الأسعار ..
    حتى جاءت جائحة هذه الحكومة ..

  • Hoho
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:50

    “الاسر المغربية الاقل ثراء” تعبير جد معبر. استحييت ان تستعمل مصطلح “الغارقة في الفقر المدقع”.

  • azzouz
    الخميس 18 أبريل 2024 - 11:54

    صحيح كاين التضخم وحتى حد ما يمكنش ينكر التداعيات ديالو
    لكن ما يمكن ليناش نفسرو كولشي بالتضخم، عايشين معانا انتهازيين كيستغلو أدنى فرصة لرفع الأسعار بهدف الربح السريع ، كيتافقو بيناتهم بما في ذلك شركات كبرى على أسعار معينة لنهب جيوب المواطنين ضدا على قانون المنافسة والأسعار، كيستغلو كذلك غياب الوعي عند المستهلكين لي لو كان متوفر غيخليهم بشكل تلقائي وعفوي يقاطعو أي منتوج بغاو ماليه يفرضو أسعار غير معقولة في السوق.
    مستعدين نتقبلو على مضض تداعيات التضخم لي هو مشكل عالمي ، ولكن ما يمكنش تقبل تصرفات ضباع ولصوص السوق لي من المفروض يتحاربو بالقانون وبتفعيل قاع الاليات لي كتحمي الاقتصاد والمستهلك من ممارسات منافية لقانون حرية الأسعار والمنافسة.

  • عماد
    الخميس 18 أبريل 2024 - 12:08

    التقرير يرسم صورة قاتمة بينما الواقع غير ذلك، شاهدنا إقبالا كبيرا خلال عطلة العيد على السفر السياحي و ليس العائلي فقط ، كما أن الأسواق عرفت إقبالا على المشتريات الخاصة بالعيد من ملابس و حلويات، حتى أن بعض المحلات عرفت نفاذ سلعها بشكل تام، ليس هناك من أزمة بشكل ملحوظ و محسوس، كما أن الشارع يعرف عودة السيارات الجديدة و الفارهة. نعم مناك إرتفاع في الأسعار لكنه ليس كابحا لتنشيط دورة الإقتصاد، الغلاء لم يصل بعد مستوى الخطر لخلق أزمة، فكل السلع تجد لها مشتر مما يعني أنه لم نصل بعد أزمة طلب بل الأزمة في العرض الذي لا يزال قليلا و غير متوفر

  • الحقيقة
    الخميس 18 أبريل 2024 - 12:09

    اغلب الأسر المغربية بالطبقة الوسطى والصغيرة تعاني من مديونية وبالتالي فالإنفاق العام سيقل وينعكس على الرواج التجاري
    وزاد في تعميق الأزمة جائحة كرونا و الحرب الاوكرانية والجفاف وما ارتبط بهم من ارتفاع كبير للاسعار
    وكان على الحكومات المتعاقبة على كراسي الوزارات ان تنفذ مشاريع عملاقة للصناعة وتخزينية استراتيجية للمحروقات والطاقات المتجددة
    وكان يجب عليها التفكير توفير سقف كافي يمثل الطلب الوطني من الواد الغذائية وذات الاحتياج اليومي كي تحمي القدرات الشرائية وتقي الأسر من الاستدانة المفرطة
    وكان من الضروري ان تحافظ على المنتوجات الغذائية المحلية من التصدير المفرط
    لكن كل هذا لم يحصل فكل الصرفيات العالمية تضرب بشكل فوري ومباشر في الفضاء الاقتصادي المغربي وبالتالي تحدث فجوات اجتماعية كبيرة تولد الاحتجاجات الاجتماعية قطاعية
    وهذه الحكومة الموقرة لا زالت تنهج سياسة اقتصادية ظرفية ومشتتة على عدة قطاعات دون تحديد قطاعات استراتيجية تكون المفتاح لتطور ذاتي يحقق معدل نمو على ومظطرد
    لذلك فالله وحده الأعلم بما سيصيب هذا الوطن العزيز في السنوات المقبلة وخصوصا إذا لازمنا القحط وجف الزرع والدرع

  • abdou
    الخميس 18 أبريل 2024 - 13:11

    التضخم داخلي يا ناس ، أما الجائحة اعطت الدرس لتشجيع المجالات الإجتماعية لكن لم يؤخد بها و تم تتبع الطريقة الليبرالية للأسف. و رغم هذه القلائل و مؤشر ٱرتفاع الأتمان يزيدون في تفكيك صندوق المقاصة . إن كان البوطان يستهلك من الفلاحة ، و لماذا لا يشجعون جميع الفلاحة صغارا و كبيرا على البديل لتعاطي الطاقة النظيفة ام حلال على كبار الفلاحين و حرام على صغارهم .عموما الموضوعية و الشفافية و تكافؤ الفرص و المساوات هي التي يجب ان يؤخد بها و العمل بها بدل الأولوية للمصلحة الحزبية و موالاتهم من الجمعيات و الصفحات الإلكترونية.

  • زكرياء
    الجمعة 19 أبريل 2024 - 10:55

    أين هو دور جمعية حقوق المستهلك، ودور لجنة مراقبة الاسعار ودور وزارة الداخلية ناهيك عن ارتفاع قطاع المحروقات والطاقة مما تسبب في ارتفاع اسعار جميع المواد الغدائية زيادة عن سوء تدبير المخطط الأخضر الذي كانت نتائجه سلبية على المواطن.

  • الدليمي بكار
    الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 11:58

    هدا المشكل دارتو الحكومة غير تشكلات الحكومة زادو ف كولشي هاتشي لي وقع او حتى هداك الدعم لي كايشدوه أصحاب العربات الطاكسيات ما خصهمش يشدوه حيت هما اصلا زايدين ف التسعيرى

صوت وصورة
"الطابع" لرشيد الوالي
الخميس 16 ماي 2024 - 09:30

"الطابع" لرشيد الوالي

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با
الخميس 16 ماي 2024 - 01:24 1

أكاديمية المملكة تُكرم هامباتي با

صوت وصورة
"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان
الأربعاء 15 ماي 2024 - 23:51

"مجلس بوعياش".. الزلزال وحقوق الإنسان

صوت وصورة
مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 22:32 3

مستجدات ملف "حقنة 20 غشت"

صوت وصورة
احتجاج عمال شركة "ليديك"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 21:30 1

احتجاج عمال شركة "ليديك"

صوت وصورة
ميارة يترأس "برلمان المتوسط"
الأربعاء 15 ماي 2024 - 20:40

ميارة يترأس "برلمان المتوسط"

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أشهر | 4 قراءة)
.