×

هند كامل تروي لـ (الزمان) تفاصيل مشوار فني طويل:

هند كامل تروي لـ (الزمان) تفاصيل مشوار فني طويل: | Azzaman

هند كامل تروي لـ (الزمان) تفاصيل مشوار فني طويل:

هند كامل تروي لـ (الزمان) تفاصيل مشوار فني طويل:

(أنا وأنا) فيلم يستقدم الزمن من المستقبل

الموصل – هدير الجبوري

في مدينة الكاظمية ببغداد رأت النور طفلة بهية جميلة ومشرقة وكان مولدها إيذاناً ببدء الجمال والحب في بيت لايُعرف اليه طريقاً سوى الرقي والثقافة وكان قدومها متعة لعائلتها وتغيير كبير أحدثته في مجريات هذه العائلة، وشيئاُ فشيئاً كبُرت هذه الطفلة وأصبحت تهوى ان تقلد شخصيات عائلتها بطريقة كوميدية أدخلت معها الفرحة لقلوبهم المُحبة لها ولم تكن هذه الطفلة سوى الفنانة  هند كامل والتي أصبح لها شأن كبير فيما بعد وعرفت الشهرة طريقها إليها وهي ضيفة هذا الحوار مع (الزمان):

□ أين كانت البداية ..لان البدايات توضح للاخرين مسيرة أي شخص وبالذات الفنان؟

-أنا لااعترض على أي سؤال يتناول سيرتي وبداياتي لكني اود ان اوضح انني الآن في هذه المرحلة العمرية والنضوج والمشوار الطويل الذي قطعته في الفن والتي أصبحت معها أتمنى ان لايتكرر طرح نفس الاسئلة التقليدية في الحوار معي ، لكني مع هذا وفي كل حديث صحفي اتطرق لسيرتي كون ذلك مرتبط مع بداياتي واشعر بان جمهوري يرغب بان اتحدث عنه. انا الابنة الكبرى لكامل الشندي الذي اكمل دراسته في امريكا وعاد بعدها الى بغداد ليحقق طموحه ومشواره وعائلتي كانت تعتبر من ضمن العوائل التي اغلبها موظفين وجدي كان تاجرلكنه تخلى عن تجارته، والدي تعرف بعد عودته لبغداد على والدتي الفنانة فوزية الشندي والتي لم يكن لديها أية علاقة بالفن عند بداية زواجها منه لكنه شجعها ان تدخل الى معهد الفنون الجميلة وفعلا تم ذلك ودخلت في أول دورة بهذا المعهد وكانت هي ورفيقاتها من جيل الاوائل وهن (آزادوهي صاموئيل، فوزية عارف) من الرواد في هذا المعهد ومن بعد دخولها المعهد طرق الفن بابنا وأنا اعتبر ان والدي هو المشجع والداعم الحقيقي لنا في اننا سلكنا طريق الفن انا ووالدتي وأختي هديل  علماً ان والدي تزوج من والدتي وهي كانت بالاساس تهوى الفن والخط والزخرفة لذلك دعمها في دخول معهد الفنون الجميلة.

والدي هو عملياً الذي خلقنا لنكون في هذا الوسط وأقصد الفن فقد كان مؤمناً بالفن كثيراً ويحترمه جداً فهو كان من ضمن الاجيال الشابة نهاية الخمسينات وبداية الستينات فقد كانت هذه الاجيال آنذاك في منطقة وعي عالية جداً ولديهم أيمان بكل شئ حقيقي بعدها اتيت انا لعالمهم وكنت الحفيدة الاولى لعائلة والدي وكنت امتلك موهبة الكلام لاني كنت (مفوهٌة) منذ الصغر. وعندما بدأت اكبر بعض الشئ وبالذات في المتوسطة قامت والدتي باصطحابي معها وكنت ارافقها دوماُ بعد ان اصبحت هي ممثلة في اعمالها المسرحية والتلفزيونية بصفتي ابنتها لكني على مستوى الاحتراف دخلت الاذاعة وأبتدات مشواري الفني كممثلة أذاعية والعمل الاذاعي خلق مني ممثلة محترفة ومن هناك كانت البداية في العام 1976-1977.

□ هل كنت تشعرين بانك مختلفة عن باقي بنات جيلك في مرحلة المتوسطة؟

– نعم بالتاكيد رغماً عني كنت احس بذلك، لاني تحملت مسؤولية أكبر من عمري وطاقتي وهي مسؤولية سلوكية واجتماعية وعائلية تجاه اخوتي حيث سُرقت من عمري مراحل لم اعشها بالطريقة الطبيعية لكل مرحلة عمرية كوني كنت الاخت الكبرى لاخوتي (هاملت وهمام وهديل).

اكمال الدراسة

□ هل أستمر مشوار الدراسة والفن سوية بعد ذلك؟

– نعم أستمريت بالدراسة واكملت دراستي الاعدادية في الفرع العلمي واكملت بعدها دراستي في اكاديمية الفنون الجميلة وبقيت ليومنا هذا مابين الدراسة والعمل ومعها الزواج بعد ذلك.

□ هل تعارضت الدراسة مع الفن آنذاك؟

– لا طبعاً لانني كنت أرتب الامور بشكلها الصحيح والحياة كان أيقاعها آنذاك أهدأ من الآن وطبيعة التعامل كذلك واحترام الالتزامات مختلف كثيراً ايضاً.

□ هل ترى هند كامل ان الجيل الجديد من الشباب يحاول بطريقة ما ان يلغي الجيل الذي سبقه من الفنانين ومالسبب برأيك ؟

– جوابي هو لا بالتاكيد, وهذه المسؤولية الخاصة بالغاء الجيل السابق ليس للفنانين الشباب علاقة بها بل تتحملها الجهات الانتاجية التي لاتسعى لطلب الفنان الاكبر عمراً ولايتحملها سوى الجهات الانتاجية وليس للمخرج وكاتب السيناريو دخل فيها,لكن انا كنت احبذ أن تختلف صيغة السؤال المطروح  لتكون اجابتي بان هذه سنٌة الحياة ونهجها وجيل يسلم الراية لجيل والخطأ إذاً ليس الخلل في الجيل الحالي من الفنانين الشباب والجهة الانتاجية عندما تقرر ان تصدر حكم الاعدام على جيل لايزال فاعلاً وهو يستطيع ان يقدم مثل ماهو موجود في الواقع العربي مثل (مصر وسوريا ولبنان) وكذلك شمال افريقيا حيث ان الشباب والاكبر عمراً من الفنانين كلهم موجودون في الساحة لكن عراقياً هناك اصرار وحدية على إلغاء الآخر من قبل جهات الانتاج..وهذا يدل على ان هناك فكر فني عقيم لان الحياة اساساً فيها الصغير والكبير ,الطفل والمراهق,والذكي واللامع وهذا هو نسيج الحياة والكل مؤثرين في مجرياتها ومثال ذلك رجل في الثمانين يحب ويتزوج وامراة في السبعين كذلك تحب وتتزوج وهكذا تستمر مسيرة الحياة..لكن الطامة الكبرى هنا عندما يكون صاحب القرار الانتاجي يتمتع بعقل ضيق الأفق او عقيم الادراك ويبحث عن نتاجات فنية متواضعة لاترضي طموح المتلقي ولاتحترم عقليته.

□ كنت بطلة مسلسل (أم بديلة) بمشاركة فنانين لبنانيين في رمضان قبل الماضي وأخذت مساحة كبيرة في الدور وهذا يعتبر تناغم مع بعض الجهات الانتاجية المتفهمة لمكانة الفنان العراقي الكبير في الفن والعمر والخبرة، وهذا بحد ذاته لايعد إلغاء للجيل السابق تماماً اليس كذلك؟

-نعم فأنا لم أقل أن المعني بكلامي هو كل الجهات الانتاجية فهناك جهات انتاجية جيدة ومحترمة ومتوازنة وتبحث عن قيمة فنية.

□ يتبادر الى الذهن سؤال يكمن في لماذا لايبادر الفنان العراقي بالسعي للوصول الى ادوارتعرض عليه فهل ياترى يمنعه الكبرياء من ذلك وهل تجديها حالة غير صحيحة بخصوص طريقة السعي؟ كيف ياترى يبادر الفنان بالجري خلف جهة انتاجية؟

– هذا السؤال أشبه بسؤال عالم كيميائي لماذا لاتذهب لانتاج دواء معين في بيتك، وكذلك مثل توجيه معلم بان يفتح مدرسة ويجلب طلاب كي يدرسٌهم، لذلك الممثل لايمكن أن يعمل عمل فني لنفسه.

أما عن موضوعة قيام الفنان بابعاد نفسه عن الساحة الفنية فجوابي هو ماذا يفعل الفنان العراقي إذا لم تعرض عليه ادوار ليشارك فيها، ونحن عندما كنا في فترة ما نُحسب على جيل الشباب تسلمنا الراية من الجيل الذي سبقنا والسابق يسلم الى اللاحق وربما قمنا بأخذ أدوار أكثر مساحة من الجيل الذي سبقنا والذي تعلمنا منه وهذا ليس بعيب وانما طبيعي وهكذا هي الحياة وسنتها.. لكن العيب عندما لاتنصف الجهة الانتاجية وتوجه أصحاب السيناريو بأن يكتبوا أدوار تناسب مختلف الاعمار.

□ هل كان هذا الوضع الذي تحدثنا عنه يحدث سابقا ً في زمن الجيل الذي انت محسوبة عليه؟

-لا، لا لم يحصل بهذه القوة حيث كنا نجد الصغير والكبير والشاب والمراهق وغيرهم بنفس العمل.

-أؤيد ماذهبت اليه والدليل عندما كنت بعمر صغير جدا شاركتي في مسلسل الذئب وعيون المدينة .

-نعم وكنت في السابعة عشر من العمر آنذاك وقد كانت المعايير وكان هناك أناس أكاديميين ودارسين وكانوا يعملون بشكل مضبوط, الآن الوضع أختلف وخلت الساحة من المعرفة الاكاديمية ومن الاشخاص الذين يفقهون معنى العمل الفني بشكل صحيح ومواقع التواصل السوشل ميديا تدخلت بشكل كبيروحلت معاييرجديدة للثقافة الالكترونية واقصد عندما يتم جلب ممثل صغير ويتدرج بدوره الى حجم ومساحة اكبر واكبر فان هذا الممثل سيعرف قيمة العمل  لكن عندما أجلب شخص غير كفوء او موهوب وأعطيه دور لايحلم ان يمثله ولو بعد مئة عام سيبقى هذا الممثل لديه نوع من الاستسهال واللامسؤولية ,الان يبحثون عن الترويج الشكلي لا الموهبة الحقيقية.

– الآن يتم طرح مسلسلات على الساحة تشد المشاهد العراقي ويستسلم لمشاهدتها بالرغم من ركاكة السيناريو وموهبة الممثلين الضعيفة لماذا ياترى يستمر هذا الحال ؟

-صدقاً أنا لم أتابع الاعمال التي تحدثتي عن نوعيتها لكن أكيد يجد المشاهد مايشده لها لربما لوجود قصة حلوة أو وجه نسائي جميل أو بطل يحبه ,,وأقول مع هذا نحن لايتوجب علينا أن نلغي الجهود التي تُبذل مهما تكن لاني ضد ذلك لكني مع تقويمها..

-كيف ترى هند كامل الحل في الخروج من هذه الحلقة المظلمة التي ظلمت معها الفنان العراقي؟

-أرى بان يصار الى كتابة اعمال من الواقع العراقي والكف عن الاستعانة بأخذ مواضيع من المسلسلات التركية وغيرها وتعريقها وتحويلها الى سيناريو لاينطبق مع الواقع العراقي..علماً ان المواهب الكتابية كثيرة في العراق والحرية في أن تختارأي موضوع والعراق ملئ بمواضيع عظيمة وشخصيات أعظم سواء نسائية او رجالية أو شبابية وأعود للقول يجب على  الجهات الانتاجية ان يكون لديها ارتفاع بالوعي والشعور بالمسؤولية لأني أعتبر الدراما مسؤولية وطنية حقيقية .. لأنه يعتمد عليها في كيفية بناء مجتمع,اما عن موضوع ايجاد حل سحري فهذا صعب او وجود صفة معينة فهذا صعب ايضاً, كما يتوجب ان نترك الفرصة لأصحاب الخبرة والمعرفة يقودون الوضع ولنتعاون ونستعين بخبرتهم وأكثر من هذا لانستطيع فعل شئ..

– الم يكن هناك فكرة تجمع نخبة من الفانيين الرواد لأن يظهروا بعمل مشترك يعيد للدراما العراقية رونقها وعصرها الذهبي ؟

-نعم يحدث إذا كان هناك توجه فكري يقود الفن وليس بالضرورة أن نجدهم مجتمعين في عمل واحد ولكن لاضير أن يظهروا باعمال متفرقة منفردة يقدموا من خلالها ذات المستوى ونعود لذات النقطة أنه على جهة الانتاج ان تجلب مواهب حقيقية ويعيد انصاف توزيع الحصص من الخليط الفني ..

-ماذا عن تفاصيل الفلم الدرامي الذي أعلنت عنه مؤخراً وقمت بكتابة السيناريو الخاص به المعنون ( أنا و أنا ) ؟

– الفيم يحمل تسمية ( أنا و أنا ) وهذا العنوان يتحمل  ( الوحدة ) ويتحمل الايكو الانانية والنرجسية ,, وكذلك يتحمل الحب والعاطفة ومعناه أنا وروحي وانا ومَن أُحب ,, ممكن تحميله أي معنى سلبي وايجابي ضمن كل هذه الاطر لذلك كان واضح للاخرين في محاولة مهمة ..

هو فلم درامي نفسي مدته خمسة عشر دقيقة بطولة الفنانة ليلى محمد وجمال امين ,, الفلم عبارة عن شخصيتين فقط ويدور حول عالم فيزيائي وزوجته العالمة ايضاً ,, يحبون بعضهما البعض وكبروا مع بعض وهو كحال اغلب الرجال يمتلك نرجسية عالية وحبه لذاته جعلها تترك عملها وتتوالى الاحداث بشكل درامي ونفسي ,, الزوجة تعاني من الاهمال الزوجي وتحتاج وجوده كانسان وزوج ,, الفلم يدور حول موضوعة ( استقدام الانسان من المستقبل) وبه بعداً خيالياً وساترك للمشاهد ان يكتشف الاحداث بنفسه عندما يتم عرضه كي لاافسد بحديثي عنه احدادثه المشوقة للمشاهد..

-أين سيتم عرض الفلم وهل كانت كلفة إنتاجه معتدلة ام مكلفة ؟

– سنشارك فيه حالياً في المهرجانات ولكن لاضير من عرضه في قنوات تلفزيونية إذا تم طلبه من قبلها ,, كانت كلفته الانتاجية بميزانية متوازنة ومعتدلة وواقعية ضمن شركة العروبة والانتاج انا من تكفل به شخصياً..

-نريد الحديث الان عن بعض من مشاركاتك العربية والخليجية ؟

–              أنا ابتدات العمل العربي في عام 1980 -1981 واول عمل كان لي عربياً هو مسلسل

 ( أيام ضائعة ) هو عمل عراقي لكن الانتاج اماراتي في ابو ظبي وكان فريق العمل عراقي والمخرج والكاتب ايضا عراقي بمشاركة فنانين اماراتيين لكن العمل الاهم والذي وضع بصمتي عربيا هو مسلسل ( المرايا) سيناريو واخراج فيصل الياسري والذي اشتركت فيه مع اول تواجد عربي مهم ومميز من كبار الممثلين وهم سميحة ايوب صلاح ذو الفقار  أحمد خميس هاني الروماني وغيرهم من الخليج وقطر والبحرين والامارات وعمان ,, كان عمل كبير جداً صورناه مابين قطر وابو ظبي والكويت.وبعد ذلك تلتها اعمال اخرى بعد ارتباطي وزواجي من المخرج فيصل الياسري ..وأنتقلت الى الكويت كأقامة وكنت اتنقل بين الكويت وبغداد وأبتدات من هناك مسيرة جديدة بالعمل الفني حيث دخلت في الساحة الخليجية وأستطعت ان اضع بصمة واضحة ومميزة لي وأن اكون ضمن صفوف نجوم الخط الاول في الخليج في الاعمال الكويتية والسعودية على مدى عشر سنين لكن آنذاك لم يتوفر مثل هذا التنوع الفضائي الموجود الان فكانت الاعمال تعرض في القنوات ولاتُشاهد إلا إذا اشترتها دولة اخرى فكانت الاعمال الخليجية تباع وتشترى بين دول الخليج باتفاقية قائمة بينهما ..وبالنسبة للعمل الاول الذي هو المرايا كان من انتاج مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي عندما كان العراق يعد ضمن دول الخليج ..

ومن ثم عملت فلم (بابل حبيبتي) الذي كان هو انتاج عراقي مصري مشترك وكان من انتاج شركة بابل بالمناصفة مع الشيخ ذنون فرنجية هو لبناني لكن نتاجاته مصرية ومن اوضحها فلم حبيبي دائما لنور الشريف وبوسي.فعملنا الفلم بمشاركة الفنان يحيى الفخراني واحمد عبد العزيز وسماح انور وسامي قفطان ومحسن العزاوي وسليمة خضير ومحمد حسين عبد الرحيم ونجوم عراقيين كبار وبوجودي طبعاً وفريق عمل واضاءة مصري ,,حتى ان المخرج المساعد كان هو مجدي احمد وهو الان من أهم المخرجين في السينما المصرية في افلامها الحالية..

وكان العمل من سيناريو واخراج فيصل الياسري , وهكذا تم تواجدي في الاعمال العربية كممثلة ونجمة أستطيع معها اداء واجبي على احسن وجه ,,في عالم الفن ليس هناك تخطيط لأقحام أي ممثل او ممثلة في العمل الفني لكن نجومية الممثل وسمعته وكفاءته العالية وتأثيره هي التي تجلب له الطامحين في كسب وجوده باعمالهم الفنية سواء محلياً او عربياً.

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 1 أشهر | 5 قراءة)
.