×

في ذكرى معركة بدر الكبرى – سامي الزبيدي

في ذكرى معركة بدر الكبرى – سامي الزبيدي | Azzaman

في ذكرى معركة بدر الكبرى – سامي الزبيدي

في ذكرى معركة بدر الكبرى – سامي الزبيدي

في حديث نبوي شريف اعتبر نبينا الكريم محمد (ص) ان أفضل أيام شهر رمضان أربعة هي الأول من الشهر الفضيل وآخر يوم منه وليلة القدر ويوم معركة بدر لفضل هذه المعركة ودورها الحاسم في تثبيت الدين الإسلامي ونصرته و معركة بدر هي أولى معارك المسلمين وأهمها وأكثرها تأثيراً على  المسلمين بشكل خاص  وعلى الدين الإسلامي الحنيف  بشكل عام وهي المعركة التي قلبت موازين القوة وموازين الحياة السياسية والدينية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية رأسا على عقب وفتحت الطريق لمعارك أخرى كبيرة وعززت مفاهيم الدين الجديد وثبتت دعائمه وأركانه وساعدت في انتشاره وكسرت شوكة المشركين  وغطرستهم واستهانتهم بالدين الجديد وبالمسلمين وقد وقعت معركة بدر الكبرى في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة بعد حادثة قافلة قريش التجارية التي كان يقودها أبو سفيان حيث أمر الرسول (ص) المسلمين بمهاجمتها والاستيلاء على حمولتها قائلا لأصحابه ( هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها)  فهب المسلمون وكلهم إصرار وعزيمة على تلبية نداء رسول الله (ص) لتحقيق هدفين رئيسيين أولهما الثأر من قريش لما فعلته بالمسلمين عندما كانوا في مكة من اضطهاد وتنكيل والاستيلاء على أملاكهم وثانيهما الاستيلاء على القافلة  وحمولتها لكن أبو سفيان الذي كان يتحسس الأخبار عن نوايا المسلمين عرف أنهم يتهيئون لمهاجمة القافلة فبادر الى تغيير طريق القافلة سالكا الطريق الساحلي ثم أرسل رسولا الى مكة لإخبار قريش بهذا الأمر الخطير ودعاهم للخروج لقتال المسلمين والحفاظ على أموالهم وهيبتهم فجمع المشركون خيرة رجالهم وعدتهم بجيش يقوده أبو جهل زاد تعداده عن تسعمائة رجل ومائة فرس وعدد كبير من الجمال يقابلهم الجمع المؤمن بقيادة الرسول الأعظم (ص) وعددهم ثلاثمائة وسبعة عشر رجل وسبعون جملاً وفرسان والتقى الطرفان في منطقة بدر وهي عبارة عن وادي يقع جنوب غرب المدينة المنورة تحيط به الجبال من جانبية ويخترقه طريق القوافل بين مكة والشام وتكثر آبار المياه في حافته الشمالية والتقى الجمعان في معركة شرسة اظهر المسلمون خلالها أروع بطولاتهم الفردية والجماعية دفاعا عن دينهم ومبادئهم وعن نبيهم  فهزموا المشركين شر هزيمة بعد ان قتلوا منهم العشرات من أبرزهم قائدهم أبو جهل وعدد من قادتهم وفرسانهم وولى من بقي منهم فاراً من ساحة للمعركة تاركين خلفهم أسلحتهم وخـــــــــيلهم وجمالهم ومئونتهم .

ومن هذه المعركة الغير متكافئة برزت العديد من الدروس المستنبطة التي كانت السبب الرئيس لهذا النصر الكبير للمسلمين على قلتهم على المشركين رغم كثرتهم ومن هذه الدروس:

قيادة حقيقية

أ . وحدة القيادة كانت قيادة المسلمين موحدة تحت قيادة الرسول الأعظم محمد (ص) الذي أظهر مبادئ القيادة الحقيقية من خلال  تواضعه وتعامله مع أصحابه ومشاورته لهم في أمور المعركة وكان المسلمين يطيعون أوامره وينفذونها بكل ضبط واحترام أما المشركون الذين اختاروا أبو جهل قائدا لهم إلا أنهم دخلوا المعركة بثلاث مجموعات متفرقة لكل مجموعة قائد ولن تجمعهم قيادة موحدة .

ب . المعلومات (الاستخبارات) كان للمعلومات دور كبير في حسم هذه المعركة فقد تمكن المسلمون من اسر بعض المشركين قبل المعركة وحصلوا منهم على معلومات مهمة عن مكان تجمع المشركين وأعدادهم وقادتهم وأسلحتهم.

ج .المباغتة لقد باعت المسلمون أعدائهم في العديد من الجوانب منها اختيار المكان الملائم لتجمع المسلمين في أرض ذات  طبيعة جيدة لا تتأثر بالأمطار و كان مكان التجمع هذا في مواجهة الغرب بحيث كانت الشمس خلفهم خلال المعركة ثم عمد المسلمون على دفن آبار الماء بعد ان سيطروا عليها وتركوا واحدا لهم وبذلك حرموا المشركين من الماء .

د. أسلوب جديد في القتال استخدم المسلمون أسلوباً جديدا في القتال لم يألفه المشركون من قبل ألا وهو أسلوب القتال بالصفوف المتراصة المتعاقبة وتمكنوا خلاله  من إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المشركين الذين كانوا يقاتلون بأسلوبهم القديم المعروف الكر والفر .

هـ . المعنويات كان المسلمون يقاتلون بمعنويات عالية لأنهم كانوا  متشوقون لملاقاة المشركين في معركة للثار منهم بسبب تعسفهم واضطهادهم كما كانوا متشوقين للجهاد في سبيل الله والدين بينما كان الكثير من المشركين مترددين لا يرغبون القتال خصوصا بعد ان عرفوا ان قافلتهم قد نجت , ومما زاد في معنويات المسلمين قتل قادة المـــــــــــــشركين على أيدي الحمزة وعلى وعبيدة رضي الله عنهم في بداية المعركة اثر كبير في رفع معنويات المسلمين وتثبيط معنــــــــــويات المشركين .

و . خطة واضحة دقيقة كانت خطة الرسول (ص) واضحة ودقيقة وكانت سيطرته على مجريات الأمور كبيرة مما سهل تنفيذ صفحات المعركة باستخدام رماة السهام أولاً ثم الرماح وبعدها القتال بالسيوف ومن ثم استثمار الفوز بتعقب المشركين الأثر الكبير في تحقيق النصر .

ح . الشؤون الإدارية اعتمد المسلمون خلال المعركة على الأرزاق البسيطة والخفيفة الحمل كالتمور والسويق مما ساعدهم على التغلب على الكثير من الصعوبات .

كما سيطر المسلمون على آبار الماء قبل المعركة مــــــــــما اثر بشكل كبير على المشركين الذين واجهوا صعوبات في تامين المياه التي أثقلت أحمالهم هي وأرزاقهم ومؤنهم فشــــــــــــكلت عبئا عليهم .

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 2 أشهر | 3 قراءة)
.