محمد الكعبي

برزت بعد سقوط النظام السابق ظاهرة الاستيلاء على الاراضي بحجة الاستثمار ، وهذه المسألة ادخلت البلد والمجتمع في ازمة كبيرة من حيث تغيير جغرافية المناطق والاستحواذ على الممتلكات العامة بحجة الاستثمار فمن يقف خلف ما يحدث في الكثير من المفاصل التي تجعل الانسان يتسائل ماذا يحدث؟ والى اين نريد ان نصل؟ ومن يقف خلف هذا التصرفات؟ ومن يحاسب؟ ومن يقبل او يرفض؟ من له القرار والسلطة في منح هذا ومنع ذلك؟ وماهي القيمة الفعلية للاراضي والاملاك؟
اين الحكومة، اين لجان المحاسبة والمراقبة؟

سباق محموم وحملة كبرى للاستيلاء على الاراضي الواقعة في وسط المدن، وخصوصا ذات المواقع الحساسة وتحويلها إلى أسواق ومستشفيات وعمارات سكنية وجامعات اهلية واستثمارها لبعض الأشخاص والجهات المتنفذة، مما شوه صورة المدن، وضيع معالمها وافقدها رونقها وسبب ذلك في احداث تغييرات في البناء الهندسي للمدن فضلا عن تشويه صورة المناطق والازدحامات والمشاكل الصحية والاجتماعية والامنية، لا يخفى أن هذا مخالف للمخططات الاولية، وكل هذا يحدث بحجة الاستثمار والاستثمار لجهات معينة معروفة. الى متى يبقى البلد بيد أشخاص مهمتهم تقسيمه وتبعيضه وجعله مقاطعات تجارية لهم ولاحزابهم؟.

متى نرى محاسبة فعلية وجادة بعيدة عن المجاملات والمحاصصة؟ نعم نحسن الظن ببعض الوطنيين الأحرار الذين كانوا ومازالوا يحاربون الفساد والانحراف، وهذا يتطلب جهدا كبيرا واستثنائيا وتعاضد الجهود لكشف ملابسات تلك الملفات وإيقاف نزيف الهدر والاستيلاء.
ساعد الله بلدي.. من اين تتلقاها من الخارج ام من الداخل؟.