يأتي الربيع كل عام حاملاً معه الزهور والنسيم والكثير من المخاوف بشأن الحساسية وغيرها من الأمراض التنفسية التي تسببها تقلبات الجو وذرات الغبار في الهواء، وإن كنا لا نصاب جميعاً بحساسية الربيع، فإننا قد نواجه هذا العام فيروسا خطيرا يصيب الرئة.

فيروس مختبئ في الجو

تزايدت حالات الإصابة بفيروس التهاب الرئة البشري المشار إليه باسم «HMPV»، في الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري، وفقاً لموقع «The sun» البريطاني الذي أوضح أن الأطباء نجحوا في التعرف على الفيروس عبر تسلسل جيني يعود إلى عام 2001، ليدركوا أنه مرض تنفسي شائع جداً وموجود في جميع أنحاء العالم، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى من يعانون من ضعف جهاز المناعة.

أعراض فيروس التهاب الرئة البشري

يمكن اكتشاف فيروس التهاب الرئة البشري من خلال الأعراض المشابهة لتلك التي تظهر على حاملي فيروس «كورونا» من سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال والغثيان، غير إنه لا يستدعي القلق بشأنه؛ ففي كثير من الحالات لا تعتبر الإصابة به أخطر من نزلة برد عادية، إلا لمن يعانون من الأمراض المزمنة أو مشاكل في الرئة، كونه من الفيروسات التي تتطور كل عام بما يسبب التهاب الشعب الهوائية خاصةً لدى كبار السن والأطفال لضعف مناعتهم.

التعامل مع فيروس التهاب الرئة البشري

فيروس التهاب الرئة البشري من الفيروسات الموسمية التي تنشط مع بداية فصل الربيع وتختلف شدته تبعاً للعوامل الجوية، وبحسب الدكتور خالد العيسوي أخصائي أمراض الصدر والحساسية الذي أوضح لـ«الوطن» أن فيروس كورونا ضاعف من حالة القلق والتوتر لدى العالم حيال الفيروسات الرئوية رغم التعرف عليها قبل ظهوره، وذلك خوفاً من تحورها بشكل خطير يودي بحياة الإنسان، مؤكدا أن هذه الفيروسات لا تتم ملاحظتها إلا بعد حدوث تحورات تظهر في صورة أعراض أكثر شدة مما كانت عليه خلال السنوات الماضية، وبشكل عام تختلف تفاعلات الفيروسات الرئوية حسب ظروف المناخ فتجدها نشطة بصورةٍ أكبر في الأجواء المتقلبة عن المستقرة، ومن الممكن الوقاية منها من خلال العناية بنظافة اليدين والحرص على عدم الاختلاط بأي شخص تظهر عليه أعراض العدوى بنزلات البرد مع الإبقاء على مسافة مناسبة عند مصافحة الآخرين كإجراء وقائي.