ليلة القدر هي واحدة من أعظم الليالي التي ينتظرها المسلمون كل عام، لأنها ليلة خير من ألف شهر، فهي ليلة المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم، وتحري ليلة القدر في الأيام الفردية جاء بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي السطور التالية يرصد الوطن لماذا أوصى الرسول الكريم بتحري ليلة القدر في الليالي الفردية.

تحري ليلة القدر في الأيام الفردية

وقال شوقي علام مفتي الجمهورية إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بتحري ليلة القدر في الأيام الفردية أو الليالي ذات الأعداد الفردية، وذلك عملا بالحديث الشريف عن الرسول الكريم  فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هِيَ فِي رَمَضَانَ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ؛ فَإِنَّهَا وِتْرٌ: فِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ، فَمَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ».

وتابع علام، خلال حديثه عن تحري ليلة القدر في الأيام الفردية، أنَّ هذه الليلة هي ليلة مشهودة يحصل فيها مزيد اتصال بين العباد وربهم سبحانه، وهي ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة سلام تنزَّل الملائكة فيها بالبركة والرحمة، وخص الله عز وجل الأمة المحمدية بها، فليلة القدر ليلةٍ ساطعةِ النور، جليلةِ القدر، عظيمةِ الأجر، عظيمةِ الثواب، عامةِ البركة، شاملةِ الرحمة.

موعد ليلة القدر

ولفت مفتي الجمهورية، أثناء الحديث عن تحري ليلة القدر في الأيام الفردية، إلى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم موعد ليلة القدر على وجه التعيين، ثم أُنسيها لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى، ليتحفَّز الناس إلى العبادة والدعاء في العشر الأواخر، وألَّا يخصوا ليلةً منها بعينها، والدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: «خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى (تخاصم) رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة».