قلق دولي من المجاعة ومهاجمة مجمع الشفاء وبوريل:غزة أكبر مقبرة مفتوحة في العالم
جنيف-بروكسل -الزمان
يعقد رئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري ومسؤولون مصريون لقاء في الدوحة الاثنين، لبحث هدنة محتملة واتفاق تبادل رهائن في غزة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المحادثات وكالة الصحافة الفرنسية ومراسلنا في القاهرة.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته نظراً لحساسية المحادثات، إن اللقاء بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين «من المرتقب أن يُعقد اليوم (الاثنين)».
وهذه المحادثات في العاصمة القطرية هي الأولى بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة التي شارك فيها وسطاء قطريون وأميركيون ومصريون، والتي فشلت في تأمين هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس. وسمحت هدنة استمرت أسبوعاً في تشرين الثاني/نوفمبر بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وفي مقابلة مع قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إنه «بناء على صلاحيات الوفد الإسرائيلي المفاوض، يمكننا أن نقدّر ما إذا كانت هذه الفرصة كبيرة».
وأضاف «نحن لسنا بحاجة إلى من يستمع بل إلى من يمكن إبرام اتفاق معه. إذا كان لديه صلاحيات الاتفاق، أعتقد أننا أمام فرصة حقيقة».
وأوضح أن الحركة قبلت «أن يكون هناك انسحاب جزئي من قطاع غزة قبل أي عملية تبادل، ومع انتهاء المرحلة الأولى يتم الانسحاب في بداية المرحلة الثانية بشكل كامل مع إنهاء العمليات العسكرية بشكل كامل».
وكانت حماس قدمت سابقاً مقترح هدنة يدعو إلى انسحاب إسرائيلي من كل المدن والمناطق المأهولة في غزة خلال وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع، إضافة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية، وفقاً لمسؤول من الحركة.
وأردف حمدان أنه «خلال المرحلة الأولى سيكون هناك وقف كامل للعمليات العسكرية، بمعنى لا تحليق لسلاح الطيران، ولا حركة للقوات (…) على أن يتم الانسحاب بعد 14 يوماً إلى شرق محور صلاح الدين، ما يعني فتح الطريق أمام النازحين بالعودة».
ولفت إلى أنه «لم يتم تحديد موعد حاسم للمفاوضات، بمعنى بضع ساعات أو يوم أو يومين، ولكن كل البيئة التفاوضية القائمة، أن المدة الزمية لتنفيذ هذه الورقة ليست طويلة، نتكلم أنه خلال أيام يحب أن يكون هذا الأمر قد حسم».
وأكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين بأن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى «مقبرة مفتوحة».
وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل «كانت غزة قبل الحرب سجنا مفتوحا. باتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة».
وأضاف «إنها مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني».
وكرّر بوريل الاثنين اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة «سلاح حرب» عبر عدم السماح لشاحنات المساعدات بدخول القطاع.
وقال في مؤتمر لمنظمات إنسانية «إسرائيل تثير المجاعة». ردّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على بوريل داعيا إياه إلى «التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقّنا في الدفاع عن نفسنا في مواجهة جرائم حماس».
وكتب كاتس على منصة «إكس» أن «إسرائيل تسمح بدخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة برا وجوا وبحرا من قبل أي شخص يرغب بالمساعدة».
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها الاثنين بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية في مجمع الشفاء الطبي في غزة، محذّرة من أن المعارك «تعرّض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر».
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة «إكس» «نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في مستشفى الشفاء في شمال غزة» مضيفا ان «المستشفيات يجب ألا تكون ميدان معارك».
ويتعرض محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لعمليات قصف وإطلاق نار منذ فجر الإثنين، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليته في أكبر مستشفيات القطاع.
وهي المرة الثانية منذ اندلاع الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ينفّذ الجيش عملية في هذا المستشفى. وسبق أن اتهم حماس باستخدام المنشآت الطبية غطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الإثنين إنه يواصل مع جهاز الأمن (الشاباك) «تنفيذ عمليات دقيقة» في مواجهة مقاتلي حماس بعد أن رصد «خلال الساعات القليلة الماضية إطلاق نار» من عدد من مباني المستشفى. وتحدث عن اشتباكات وعن إيقاع «عدة إصابات». وقال الجيش في وقت سابق إن عمليته تستند إلى معلومات تُشير إلى استخدام «مسؤولين كبار» من حماس للمستشفى.
ويعاني نصف سكان غزة من جوع «كارثي» بينما يتوقع بأن تضرب المجاعة شمال القطاع «في أي وقت» بين الآن وأيار/مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة الاثنين.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بيث بيكدول لفرانس برس إن «وجود 50 في المئة من كامل السكان عند مستويات كارثية، قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق».
يعادل ذلك حوالى 1,1 مليون فلسطيني يعانون من «انعدام كارثي للأمن الغذائي» بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وفق تقرير «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي».
يصنف نظام التصنيف الذي تعدّه الأمم المتحدة ووكالات إغاثة مستويات المجاعة على مقياس من درجة إلى خمس وتستخدمه الأمم المتحدة أو الحكومات لتحديد إن كان يتعيّن إعلان المجاعة.
يعد الوضع في شمال غزة صعبا على وجه الخصوص. وأفادت وكالات إغاثية عن صعوبات في بلوغ المنطقة لتوزيع المواد الغذائية وغير ذلك من المساعدات.
وقال التقرير إن «المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية ويتوقع بأن تحدث في أي وقت بين منتصف آذار/مارس وأيار/مايو 2024».
وأضاف «كل الأدلة تشير إلى تسارع كبير في الوفيات وسوء التغذية. انتظار تصنيف مجاعة بأثر رجعي قبل التحرّك هو أمر لا يمكن قبوله».
ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزّة العمليّة، قائلًا إنّ «اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب». وقال إنّ المستشفى يتعرّض «للقصف»، مشيرا إلى أنّ «عشرات آلاف النازحين» موجودون في أنحاء المجمّع الطبي.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الاثنين الى ان مستشفى الشفاء «استأنف في الاونة الاخيرة تقديم خدمات صحية بالحد الادنى».
وحذر من أن «أي أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة تعرّض للخطر الخدمات الصحية ووصول سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة لحياة» السكان.
وأضاف «يجب حماية المستشفيات. وقف إطلاق نار!».