×

كرة القدم .. المسافة صفر – مخلص مولود

كرة القدم .. المسافة صفر – مخلص مولود | Azzaman

كرة القدم .. المسافة صفر – مخلص مولود

كرة القدم .. المسافة صفر – مخلص مولود

ما إن تسمع ان هناك مباراة كرة قدم حتى يتهلل وجوه الحاضرين فرحا واستبشارا بقضاء وقت ممتع في المشاهدة ناهيك عن الاجواء التشجيعية التي تصاحب هذه اللعبة بما تمتاز به من منافسات وفن تستهوي وتستقطب كل الاجيال، ترى الاطفال والكبار ينادون بها وتسمع الكثير من التحليلات في التلفزيون كما يتخلل النقاش موضوع المباراة في المدارس والجامعات وفي الاسواق والطرقات والمقاهي بالاضافة الى العائلة التي دائما ما ينقسم فيها الاولاد الى قسمين متضادين وهنا تبدأ مرحلة من مراحل الصراع وربما يؤدي ذلك التعصب الى خلافات كبيرة ومعلنة.

أصبحت كرة القدم لعبة شائعة جدا في عالمنا الحالي فقد دخلت كل حي ودارت الكرة في كل زقاق وطرقت ابواب معظم الشباب وبهذا اصبحت اللعبة رقم واحد في لائحة الالعاب الرياضية والتنافس فيها يجري على كل الاصعدة بما فيها الدول العظمى نزولا الى شوارع الحي.لا انكر ما لهذه اللعبة من صدى في العالم حولي وربما لا تجد هناك من يعارض اقامتها بل العكس تماما الكل يسعى جاهدا لان يكون سببا في اقامتها وديمومتها. لكني اليوم اريد ان اقف موقف الناقد لها من خلال ما سأعرضه من نقد عسى ان اوفق في الطرح لانني في مثل هذا الموقف اقف وكل ما حولي سيعارضني بمجرد ان اتطرق الى مخالفات صريحة تتقبلها هذه اللعبة.بعيدا عن الرياضة الجسدية لنقترب قليلا عن الرياضة الذهنية وندخل شيئا فشيئا الى عالم الفيزياء ونتطرق الى مفهوم عميق أثار جدلا واسعا وأخذ جانبا من ابحاث العلماء، الا وهو طاقة نقطة الصفر، حيث يحاولون بعلمهم وتجاربهم أن يصلوا الى أوطأ طاقة موجودة في المادة والتي تعتبر طاقة اهتزازية بالنسبة للذرات والعالم ما دون الذري للوصول الى السكون والتي عندها ستكون الطاقة مساوية الى تقريبا الصفر، وهكذا بدأوا بتعميم الفكرة على كل المقاييس في عالم الفيزياء وبهذا اقتربوا اكثر من ذلك العالم وفعلا وصلوا الى ما أسموه طاقة نقطة الصفر واعتبروها اقل طاقة موجودة في المادة، ولتعميم الفكرة يمكننا ان نصف المسافة صفر هي اقل مسافة يمكن قياسها ومعرفتها بين جسمين حيث تميل الاجسام الى الابتعاد عن بعضها البعض بمسافة معينة تأخذ فيها حريتها في الاهتزاز والتأرجح وهذا هو جوهر متأصل في جميع المخلوقات حيث تميل الى ان تأخذ حريتها بعيدا عن ما يُقلقها.

يتضح هذا عند ركوبك في الحافلة حيث تختار مكانا بعيدا عن الاخرين لتأخذ حيزا اكبر متجنبا طاقات ربما تكون سيئة لك الا اذا كنت مضطرا للجلوس قرب شخص نظرا لإشغال اغلب المقاعد.بالرجوع الى موضوعنا الحالي فان إقتراب شخص ما ودخوله منطقة حريتك سيُحدد ذلك من حريتك وهذا ما يتسبب لك بالضيق من ناحية الاحساس به مثلا او بشم رائحة ما ليست مريحة وقد يتطور الامر الى الضرر، وبالنظر الى كل الالعاب الرياضية نجدها تُتيح مسافة بينك وبين اللاعب الند ما عدا بعض الألعاب التي اعتبرها دخيلة على البشر حيث تكون من ضمن فعالياتها ان تتواجد في منطقة محظورة تدخل فيها حيزا تابعا لشخص آخر وهنا تكمن الخطورة حيث يتسبب هذا في احداث ضرر لاحد الاشخاص لان المسافة أصبحت صفر وكأنك في ساحة حرب عندما يتواجه الفريقان وهذا ما نجده جليا اليوم في حرب غزة حين تلاحم الخصمان ودخل كل منهما حيز الاخر عندها أصبحت الطعنات بليغة والأثر واضحا،إن أي لعبة تكون فيها المسافة صفر مرفوضة لانها ستؤدي الى ما لا يحمد عقباه وإحداث ضرر في جهة معينة حيث يتحول الامر الى ساحة حرب وهذا ما نشاهده في لعبات متنوعة من ضمنها الملاكمة والمصارعة وايضا كرة القدم. لا يجب النظر الى الالعاب الرياضية التي هي ترويح للنفس وازالة طاقاته السلبية على انها مهمات قتالية بعيدة عن ما تحمله الرياضة من معنى سامي، إذ لا يمكن ان ارى الفائز في اللعبة يعلوه الفرح بينما اخوه تُخيم عليه اجواء الحزن لا لشيء فقط انه لم يحالفه الحظ في تسديدة او ضربة جزاء، بل العكس فهي أساس نشوء العلاقات الطيبة التي تتجسد في المباريات الودية التي تقوم بها بعض الاندية والفٍرق حيث يسود الجو صفاء وسلامة صدر لا نجده في مباريات التنافس.

ادعو كل من ينادي بالرياضة الى ان يفكر مليا بالامر فهناك رياضات كثيرة لا تُعد ولا تُحصى يتم استغفالها ويتم التركيز على هذه الانواع التي يكون فيها ضررا بالغ الاثر وهذا ما رايناه جليا من خلال امهر لاعبي كرة القدم بعد أن يتم اقصاءه من اللعب وينتهي مشاوره الكروي بسبب تعرضه للاصابة التي لا تخلو أي مباراة منها بينما لم نسمع في تأريخ الالعاب الاخرى مثل هذه الاحداث، لا تزال لحظة اصابة اللاعب رونالدوا البرازيلي حاضرة امامي وهو يتألم نتيجة الاصابة المحققة التي تعرض التي ختم بها مسيرته الكروية.

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 2 أشهر | 4 قراءة)
.