×

مسؤولونا والارتجال.. كلّ رمضان وأنتم.. !!

مسؤولونا والارتجال.. كلّ رمضان وأنتم.. !!

مسؤولونا والارتجال.. كلّ رمضان وأنتم.. !!

مسؤولونا والارتجال.. كلّ رمضان وأنتم.. !!
الأربعاء 14 أبريل 2021 - 09:00

أقتبس من الكوميدي اللطيف “خالد الزبايل” قولته الساخرة البليغة، إن كورونا قد أسْلم (تديّن بالإسلام)، عندما دخل المغرب، وبات يعتكف لوحده في بيوت الله (المساجد)، ولذلك فإن الحكومة استمرت في إغلاق هذه المساجد لأشهر في وجه المصلين، وهاهي اليوم تغلقها أمامهم لمنعهم من إقامة صلاة التراويح لرمضان الثاني على التوالي..

مبررات الإغلاق الليلي، بما في ذلك منع الصلاة في المساجد، خلال شهر رمضان، حتى ولو للقرار بعض ما يبرره، من ضرورة الحفاظ على المكتسبات المحققة في الحرب ضد الوباء، إلا أن هذا المنع الجديد، يعود بنا للتشكيك والريب في القرارات الرسمية، المتعلقة بالمواجهة مع كورونا؛ ويكفي أن نتصفح البيان الصادر عن الحكومة يوم الأربعاء، ونطالع الفقرة: “وأخْذا بعين الاعتبار الحركية الواسعة التي يعرفها النسيج المجتمعي المغربي، خلال شهر رمضان المعظم، وفي إطار الحرص على أن يمر هذا الشهر الفضيل في ظروف صحية مناسبة تعكس رمزيته الدينية الكبرى…”، لنكتشف أن التناقض والتضارب والارتجال، هي الصفات والعيوب نفسها التي لازمت مسؤولينا، طيلة أزيد من سنة على تفشي الوباء؛ بحيث كان من المفروض على هؤلاء المسؤولين، أن يأخذوا هذه الفقرة بعين الاعتبار، ويستبدلوا “الشهر الفضيل”، بـ”عيد الأضحى”، الذي هو الآخر يعرف فيها النسيج المجتمعي المغربي حركية واسعة، اللهم إذا كان فعل ذلك من شأنه أن يعصف بعائدات وأرباح المتحكمين في رؤوس الأغنام والأنعام وحتى الأنام !

الارتجال والأخطاء التي راكمها المسؤولون، ومنها السماح بإقامة شعيرة عيد الأضحى، هي أحد الأسباب التي رفعت أرقام الإصابات والوفيات والضحايا جراء فيروس كوفيد-19، وهو ما يعتبر سببا كافيا للإطاحة بِمن أصدر القرارات بشأن ذلك، وتقديمه للمحاسبة، لا أن يُترك في منصبه ينتظر ما ستقدم عليه فرنسا من إجراءات مستقبلية، فينقل –بكل أمانة وحَرْفيا- ذلك حتى ولو أنها ليست على مِلة المغاربة..

ومرة أخرى يشك صاحب هذه السطور في أن يكون أصحاب قرارات المنع التي يفاجئوننا، بها طيلة أزمة الوباء، هم أناس مِثلنا يأكلون ما نأكل، ويشربون ما نشرب، ويرتادون الأسواق التي نرتاد، ويَزُورون ويجلسون في المقاهي والمطاعم التي نزورها نحن المغاربة.. لأنه قطعا وبالمؤكد، إنْ كانوا يتعاملون مع مقاهي المغاربة ومع مطاعمهم ودكاكينهم التي تبيع بالتقسيط، كما نتعامل نحن، لكانوا أشفقوا على أصحابها والعاملين بها بالخصوص..

المواطنون وحتى بعض المقيمين بيننا من إخواننا وأصدقائنا، العاملون بهذه المرافق، تفاجئك نبرتهم الحزينة في كل لقاء يجمعك بهم، وتُحِسّ بسرعة وبيُسر، أنهم حانقون جدا وغاضبون لحد السخط، على قرارات ارتجالية رعناء لا تضع لقمة عيشهم بالحسبان..

لست أدري مرة أخرى، ومعي كثير من ذوي النيات الحسنة من هذه البلاد، ما إذا كان المسؤولون أصحاب هذه القرارات مثل التي أصدروا يوم الأربعاء، يعرفون كم من مقهى ومطعم أغلق أبوابه معلنا إفلاسه، وكم من مقهى ومطعم كان على وشك فعل ذلك، ولكنه حتْما سيفعل خلال الأيام المقبلة، لأنه فُرض عليه ذلك فرضا بالإغلاق، ليلا ونهارا، خلال الشهر الفضيل الوشيك الحلول ؟!

مسؤولون بهذه البلادة أو بهذا العناد لا يمكن للوطن والمواطن أن يطمئن على مستقبل البلاد، وهم مستمرون يديرون شؤون البلاد والعباد، بهذه القسوة، وهذه النرجسية الضاربة في الرعونة والغباء..

مهْلًا.. لا تُحدثني عن تعويضات مفترى عليها، ولا تغني ولا تطعم أو تسمن من جوع، هذا إذا وصلت إلى من هم في حاجة إليها وأكثر.. !

أخيرا وكمجرد سؤال بريء، أليس من بين صناع القرار مَن يفكر خارج الصندوق المألوف فيحاول، ولو مرة، التماهي مع المطالب الشعبية، بعيدا عن الأنا المترفعة، على الأقل، أخذا بعين الاعتبار اعتياد المواطنين على التعامل بحذر مع الوباء، وأخذا بعين الاعتبار فتح الأسواق والحمامات والأماكن العمومية وغيرها منذ أشهر، ولم يؤثر ذلك على الحالة الوبائية، بل إن نِسب الإصابات والضحايا في تراجع، على الرغم من عدم إتمام حملة التلقيح؟ !

أليس منكم أيها المسؤولون عن مصير البلاد والعباد، من يفكر خارج سياقات الدولة الاستعمارية فرنسا؟ ويفكر بدل ذلك كما فكّر ويُفكر أشقاء لنا، نتقاسم معهم الثقافة نفسها والتفكير نفسه وحتى المصير ذاته، كالسعودية مثلا؛ يعني بلاد الحرمين الشريفين، مكة المكرمة والمدنية المنورة، حيث إقبال المؤمنين على المساجد يكون كبيرا؛ إذ قررت السلطات هناك السماح، خلال الشهر الفضيل، بفتح المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم 24 ساعة على 24، بدل الفتح في الصباح والإغلاق حتى منتصف الليل، كما كان معمولا به منذ أشهر.. وذلك حتى لا يكون الإقبال مكثفا خلال أوقات محددة، ولِتتاح الفرصة للناس لقضاء حوائجهم وابتياع ما شاؤوا طيلة اليوم.. ويوصي القرار طبعا بأخذ الاحتياطات اللازمة لدرء الإصابة بالفيروس..

هكذا يفكر العقلاء والذين قلوبهم تخفق لمستقبل شعوبهم، وتئن بأنينهم، وكم يؤسفني أيّما أسف أن يأتي الدرس هذه المرة من هناك !

‫تعليقات الزوار

2
  • المنصوري
    الأربعاء 14 أبريل 2021 - 10:23

    ولم التاسف ان ياتيك الدرس من هناك. ارجو ان اكون مخطئا في انطباعي ان هناك تقليل من شان ” هناك”. هناك فرق تعمل بجد ونشاط وتفاني . هناك بلد قرر ان يتغير وان ينقلب على النمطية التي يُنظر لهم بها . هناك مسؤولون تنويريين في افكارهم يحاسَبون على اداء اجهزتهم التي تخدم الجماهير .
    ارجو ان اكون مخطئا في فهم ” هناك التي اوردت” لان هناك تعدت بمراحل ما عندك وما قصرت عن فهمه. هناك اهل حزم وعزم .

  • Amaghrabi
    الأربعاء 14 أبريل 2021 - 15:12

    استاذي نورالدين المحترم,اعتقد أن الوباء الذي يعم الكرة الارضية أزعج الكبار والصغار الدول الغنية والفقيرة وأصبح التخبط في اتخاذ القرارات اصبحت عشوائية بحيث حتى في المانيا الديموقراطية التي تقرر بعد الف حساب وحساب أخطأت في عيد الفصح حينما اعلنت الرئيسة مركل باغلاق اخر الاسبوع مع يوم الاثنين سرعان ما ظهرت مرة اخرى وتراجعت عن قرارها واعتذرت للشعب الالماني على انها ارتكبت خطئا لا يغتفر لان حتى التراجع فيه بعض الاضرار ,وما اريد ان اقوله ان الوباء قلب جميع الموازين وبالتالي الاغلاق فيه ضرر والفتح فيه ضرر وبالتالي هي حيرة والنقاد وجدوا ضالتهم الدسمة لينتقدوا كما يشاءون سواء فتحت الدولة المرافق الاقتصادية والدينية او اغلقتها واتمنى من اتلعقلاء ان يكظموا غيضهم ويقولون لدولتهم سمعا وطاعة

صوت وصورة
اليوم العالمي للجاز في طنجة
الإثنين 29 أبريل 2024 - 19:46

اليوم العالمي للجاز في طنجة

صوت وصورة
فوائد الخروب الصحية
الإثنين 29 أبريل 2024 - 19:37

فوائد الخروب الصحية

صوت وصورة
النقابات وزيادة ألف درهم
الإثنين 29 أبريل 2024 - 17:55 15

النقابات وزيادة ألف درهم

صوت وصورة
آليات سقي تخدم المردودية
الإثنين 29 أبريل 2024 - 14:30

آليات سقي تخدم المردودية

صوت وصورة
زيادة ألف درهم في الأجور
الإثنين 29 أبريل 2024 - 13:44 144

زيادة ألف درهم في الأجور

صوت وصورة
معاناة ركن السيارات بالبيضاء
الإثنين 29 أبريل 2024 - 13:31 3

معاناة ركن السيارات بالبيضاء

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 17 قراءة)
.