الميثاق نت: - ندرك جميعاً طبيعة السياسة الأمريكية تجاه النزاعات والصراعات التي تشتعل في كثير من بلدان العالم ومنها ما يحدث في اليمن من عدوان إجرامي منذ ست سنوات مضت ..، وتتعرى تلك السياسة بشكل اكثر وضوحاً بمواقفها التي تعكسها إزاء تلك الحروب والصراعات. الإدارة الأمريكية تعكس من خلال مواقفها تلك - رغم أنها طرف بل وشريك رئيسي فيما يحدث - أن لا علاقة لها بتلك الحروب والصراعات ويمكن معرفة ذلك من خلال دعمها المستمر لدول العدوان سواء عبر تزويدها بالسلاح أو من خلال التغطية على ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي ..، إضافة إلى ما تعكسه عبر مندوبيها في مجلس الأمن وغيره من مواقف عدائية واضحة ومساندة لدول العدوان على اليمن. الإدارة الأمريكية أكانت ديمقراطية أو جمهورية وبعد كل المساندة والمشاركة لدول العدوان السعودي الإماراتي طيلة السنوات الست الماضية أرادت أن تغير ملابسها القديمة بملابس جديدة تظهرها وتقدمها بأنها داعية سلام وتمضي في اتجاه وضع نهاية للعدوان على اليمن واليمنيين كما نراه ونلمسه بوضوح منذ أكثر من شهرين. الإدارة الأمريكية بلباسها الجديد تقوم ومنذ شهرين تقريباً بزيارات مكوكية بين الرياض ومسقط عوضاً عن تقديمها لمبادرة - هدفت من ورائها كما تقول - لإنهاء الحرب وتقريب وجهات النظر بما يقود إلى تحقيق السلام بين اليمنيين ، ولكن مبادرتها تلك لم تكن مبنية على وقائع حقيقية أو تبدُ أنها جادة وصادقة في توجهاتها ، بل جاءت معبرة عن وجهة نظر دول العدوان دون حياء. والأهم من هذا كله أن المبادرة الأمريكية لم تأتِ بأي جديد يخرج عما جاءت به مبادرة المبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيث ، وهذا الأخير تضمنت مبادرته في محتواها ما يريده تحالف العدوان ، وعلينا عند النظر في هذه المبادرات الانتباه إلى حقيقة واضحة هي القاسم المشترك بين الجميع والمتمثلة في أن الأمريكي والسعودي والبريطاني والإماراتي هم قوى التحالف الأساسية ولا يخفون ذلك ، واجتماعهم لمناقشة هذه الحرب وأهدافها تحت ما تُسمى بالرباعية الدولية يؤكد هذه الحقيقة ، بمعنى أن رباعية تحالف العدوان الإجرامي على الشعب اليمني يريدون تحقيق اهدافهم ولا يعنيهم مصير الشعب اليمني مع أن الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً ورئيسها الديمقراطي بايدن تحدث كثيراً عن الوضع الإنساني الكارثي في اليمن وضرورة إنهائه ، ولكن هذا الكلام لا يتجاوز خداع الرأي العام الأمريكي والدولي للقول إن الإدارة الامريكية الجديدة إنسانية. وهم عندما يتحدثون حول هذا الجانب لا يشيرون الى الأسباب الحقيقية المتمثلة بالحرب الاقتصادية ومنع دخول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ، ويندرج ضمن هذه الحرب نقل البنك المركزي وقطع المرتبات وطباعة عملة بدون غطاء ، مما يجعل حربهم العدوانية الوحشية حرب إبادة لشعب بأكمله وهي أعمال تجرمها الشرائع السماوية والنواميس الأرضية والقوانين الدولية التي يدّعون حمايتها .. ولا سلام إلا بوقف كل هذا التوحش والإجرام والفصل بين ماهو عسكري وسياسي وماهو إنساني.
أسرار سياسية
ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية ؟!
اليمن
(منذ: 3 سنوات | 
24 قراءة) 