×

الحريات الفردية وسؤال المعنى

الحريات الفردية وسؤال المعنى

الحريات الفردية وسؤال المعنى

الحريات الفردية وسؤال المعنى
صورة: هسبريس
الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 01:00

مبدئيا، يعتبر التفكير الجدي والمسؤول والمستمر، في تغيير القوانين، بما يخدم قضية الحريات في المجتمع، أمرا محمودا، كما يعتبر سؤال الغاية والجدوى، سؤالا مركزيا، لا محيد عنه، بالنسبة لمن يشتغل على تقنين مسلكيات الأفراد والجماعات، فلا بد من استحضار غايات القوانين وفلسفتها، أثناء مناقشة قضية من القضايا ذات الصلة، بمسألة الحريات. مناسبة هذا الكلام هو ما يثار من نقاش حول الحريات الفردية أو ما يسمى كذلك، في بلادنا، وما يستدعيه هذا النقاش من تقاطبات وصدامات حدية، أغلبها لم يعد لها من معنى بالنظر إلى تواضع الكثير من المتدخلين، الذين يشتغلون بمنطق الحسابات الضيقة، وبالنظر إلى ما يشغل المواطنين ويهمهم، من قضايا رئيسة، تحظى بالأولوية.

فماذا يمثل موضوع الحريات الفردية، بالمعنى الذي يطرح به اليوم في بلادنا؟ بالنسبة إلى المواطنات والمواطنين؟ وما معنى الحريات؟ وما معنى الفرد؟ أسئلة لا تكاد تعثر لها على أجوبة علمية دقيقة، بعيدا عن لغة السجال الإيديولوجي، بالمعنى السلبي للكلمة، فبالنسبة إلى البعض، الحريات الفردية تعني حرية التصرف في الجسد أو هي حرية ممارسة الجنس، بلغة مباشرة، من طرف مواطنين بالغين، ولست أدري كيف يتم اختزال مفاهيم ضخمة وعميقة من قبيل الحرية، الديمقراطية، بل والدستور أيضا، في بلاغات سريعة وردود متشنجة، في معظمها، جلها يقول لا للفصل 490 من القانون الجنائي، أو نعم للفصل 490 من القانون الجنائي، ما يعني أن الأمر، لا يتعلق في عمومه بمناقشة جدية، لقضية مجتمعية رئيسة وراهنة، بقدر ما يتعلق بالرغبة في مغالبة ردود لردود أخرى مختلفة أو مناقضة.

ما هي أنواع الحريات والحقوق التي نحتاجها اليوم في بلادنا، وما هو ترتيبها، وهل يأتي ضمنها حرية الجسد، أو الجنس؟ المؤكد أننا نحتاج في بلادنا إلى الكثير من الاشتغال على الحريات الأساس، التي تبني المواطن والمواطنة، قبل الانتقال إلى بعض التفاصيل الجزئية، التي تشغل الكثيرين، أين المواطن الإنسان اليوم في بلادنا؟ لا نكاد نعثر عليه، لقد ضاع بين الدروب والهوامش، واستهلكته مصاعب الحياة، وهو بالكاد يحوز بعض أساسيات العيش، ولا أقول الكريم. أكثر أحاديث الناس وهمومهم هي حول مصروف اليوم، وأمراض البدن والنفس، ورداءة السكن، وعطالة الأبناء، وغلاء فواتير الماء والكهرباء، وأقساط الديون المتراكمة، وعنوسة الفتيات، وعجز الشباب عن الزواج، وغيرها كثير، وليس بينها، حرية الجنس الرضائي، على الأقل إلى حدود الساعة، ولا أحد يهجم على الناس في بيوتهم، ليرى ما يفعلون، أو لا يفعلون

. معلوم جدا، وجود العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج في بلادنا، فلا عاقل ينكر هذا الواقع، وهو واقع سيئ وممجوج، بالنسبة لقطاعات واسعة من المواطنين والمواطنات، على الأقل، وإذا أردنا الحديث عن الإسلام في هذا الباب، فهو يبني الإنسان عبر تنشئته على قيم الفضيلة، ثم يرسله بعدها ولا يتجسس عليه، ولا يقبل من يتجسس عليه، ولكنه في الآن نفسه، لا يريده أن يطلق العنان لنزواته الجنسية باسم الحرية الفردية وما إليها من كلمات، فالدين في معناه العلمي والتربوي يفكر كثيرا في المآلات، والمؤكد أن مآلات هذا النوع من السلوكات لا تحتاج إلى تفصيل، والمؤسف أن النساء والأطفال يكونون دائما في مقدمة الضحايا، ويكفي الحديث عن أعداد عمليات الإجهاض السري والعلني، وأعداد حالات الحمل خارج مؤسسة الزواج في بلادنا، فماذا نريد بالضبط، وإلى أين نتجه؟ ولماذا يكون حظنا من الحرية دائما هو الاستبداد أو الفوضى، القمع أو العبث؟

‫تعليقات الزوار

3
  • Freethinker
    الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 12:51

    ههه، ضحكتيني أضحك الله سنك كما يقال في أوساطكم. تقول إن الدين لا يسمح بإطلاق العنان للنزوات الجنسية وهو مبني أساسًا على تعدد الزوجات وملك اليمين والجواري والسبايا والهدايا وزواج المتعة وزواج الصغيرة وتفخيذ الرضيعة و72 من حور العين والولدان المخلدين وغيرها من الفانتازمات الذكورية التي هدفها إشباع جميع أشكال النزوات الجنسية للرجل، ثم تنتقد العلاقة الرضائية المقتصرة فقط على شخصين بالغين يجمع بينهما الحب والود لسنين طويلة!!! منطق غريب!

  • kalla wa na3am
    الأربعاء 24 فبراير 2021 - 08:25

    Freethinker ne m’a rien laissé à dire. Bravo ! dans le mille

  • وطني
    الخميس 25 فبراير 2021 - 10:22

    راي الاستاذ اقنسوس راي موضوعي هام ويتطلب الحاج المتدخلين من المتعلمين والمعلمين في الشان الديني والاجتماعي لاستدراك الخطا ووضع ايجابيات في متناول المواطنين لفك اللبس واحترام التشريع ولما لا والانسان مفطور على ماجبل عليه ….

صوت وصورة
حكيمي يتبرع بمدرسة لتلاميذ الحوز
السبت 4 ماي 2024 - 20:30 3

حكيمي يتبرع بمدرسة لتلاميذ الحوز

صوت وصورة
الفاضيلي .. "أبي لم يمت"
السبت 4 ماي 2024 - 18:19

الفاضيلي .. "أبي لم يمت"

صوت وصورة
حوار مع وزير الصحة
السبت 4 ماي 2024 - 16:14

حوار مع وزير الصحة

صوت وصورة
ضعف البنية التحتية بالهراويين
السبت 4 ماي 2024 - 12:39 2

ضعف البنية التحتية بالهراويين

صوت وصورة
الطبيب التازي يغادر السجن
السبت 4 ماي 2024 - 10:14 19

الطبيب التازي يغادر السجن

صوت وصورة
فرحة ابن التازي بعد الحكم
السبت 4 ماي 2024 - 00:38 13

فرحة ابن التازي بعد الحكم

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 3 سنوات | 46 قراءة)
.