الأزمة تكبر بين فرنسا وتركيا بعد تجديد اتهام الصحة العقلية لماكرون
اسطنبول- بروكسل -باريس
توركان اسماعيل
جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد دعوته لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالخضوع إلى فحوص لصحته العقلية بعد يوم على استدعاء باريس سفيرها لدى أنقرة على خلفية تصريحات مماثلة.
وقال الرئيس التركي إن ماكرون «مهووس بإردوغان ليل نهار»، مضيفا «لذا عليه حقا الخضوع لفحوص» لصحته العقلية. وندّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بما سمّاه «رغبة (تركية) في تأجيج الكراهية» ضد فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أن السفير الفرنسي لدى أنقرة سيعود إلى باريس «للتشاور» اعتباراً من الأحد.
وانتقد وزير الخارجية على متن طائرة كانت تقلّه إلى مالي، «سلوكاً غير مقبول من جانب دولة حليفة».
وقال لودريان في بيان «في غياب أي تنديد رسمي أو تضامن من جانب السلطات التركية بعد الاعتداء الإرهابي في كونفلان سانت-أونورين، باتت تُضاف منذ بضعة أيام دعاية كراهية وافتراء ضد فرنسا». وأشارت فرنسا إلى انعدام التضامن من جانب بعض الدول الأخرى، بعد قتل أستاذ التاريخ والجغرافيا صامويل باتي لدى خروجه من المدرسة التي كان يعلّم فيها في المنطقة الباريسية. وقطع رأسه شاب روسي شيشاني متطرّف بسبب عرضه على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد خلال درس عن حرية التعبير.
وندّد لودريان أيضاً بـ»إهانات مباشرة ضد الرئيس (إيمانويل ماكرون) تم التعبير عنها في أعلى مستويات الدولة التركية». وأضاف الوزير أن «السفير الفرنسي لدى تركيا (إيرفي ماغرو) استُدعي ويعود إلى باريس اعتباراً من الأحد 25 تشرين الأول/أكتوبر 2020 للتشاور».
وأعلنت الرئاسة الفرنسية السبت استدعاء سفيرها لدى أنقرة، بعد أن شنّ إردوغان هجمات جديدة ضد ماكرون. فيما ندّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون معتبراً أنها «غير مقبولة» ودعا أنقرة إلى «وقف دوامة المواجهة الخطيرة».
وكتب بوريل في تغريدة «تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان ضد الرئيس إيمانويل ماكرون غير مقبولة. دعوة لتركيا إلى وقف دوامة المواجهة الخطيرة هذه».
وكان إردوغان قال السبت إن ماكرون يحتاج إلى «فحص صحته العقلية» بسبب سلوكه تجاه المسلمين. ورداً على ذلك، استدعت فرنسا سفيرها لدى اسطنبول إلى باريس «للتشاور».
وجدّد إردوغان الأحد دعوته لماكرون لفحص صحته العقلية.
وذكر بوريل أيضاً باجتماع المجلس الأوروبي مطلع تشرين الأول/أكتوبر في بروكسل الذي حاول خلاله قادة الاتحاد الأوروبي تهدئة التوتر مع الرئيس التركي. وتعهّدوا بتحسين التنسيق في بعض المسائل وبإعادة إطلاق الاتحاد الجمركي في حال أوقفت تركيا عمليات التنقيب غير القانونية في المياه القبرصية. وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين من أن «في حال واصلت أنقرة أعمالها غير القانونية، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا». واعتبر بوريل أن «خلاصات المجلس الأوروبي تتضمن عرضاً حقيقياً لإنعاش علاقتنا» مضيفاً «لكن ينبغي أن تكون هناك الإرادة السياسية للسلطات التركية على هذه الأجندة الإيجابية. في خلاف ذلك، ستكون تركيا معزولة أكثر».
من جانب اخر ، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد بشدة على التهديد الأميركي بفرض عقوبات إذا قامت أنقرة باختبار منظومة صواريخ إس-400 الروسيّة رغم معارضة واشنطن.
وأكدت تركيا الاختبار الأول لمنظومة إس -400 رغم التحذيرات المتكررة من الولايات المتحدة، حليفتها الرئيسية في حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان في خطاب متلّفز في مدينة ملطية في شرق تركيا «أبلغتونا أن نعيد صواريخ إس -400. لسنا دولة قبائل نحن تركيا».
ودانت وزارة الدفاع الأميركية بشدة الجمعة القرار التركي وقالت «نُعارض اختبار تركيا هذه المنظومة، وقد تكون لذلك عواقب وخيمة على علاقاتنا الدفاعيّة».
وتعرّضت تركيا للتهديد بفرض عقوبات أميركية عليها بموجب قانون أقرّه الكونغرس عام 2017 وينصّ على اتّخاذ تدابير عقابيّة تلقائيّة ضدّ أيّ بلد يشتري أسلحة روسيّة ذات دلالة.
وردّاً على تسليم أوّل بطّارية روسيّة العام الماضي لأنقرة، علّقت الولايات المتحدة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع طائرات حربيّة أميركيّة حديثة من طراز إف-35، معتبرة أنّ منظومة إس-400 يمكن أن تتسبّب بكشف أسرارها التكنولوجيّة.
لكنّ أردوغان واصل رده الأحد وقال «مهما كانت عقوباتكم فلا تترددوا في تطبيقها».