طهران- واشنطن- لندن- الزمان
عاد العراق ساحة لتبادل العقوبات بين واشنطن وطهران ، بما يرفع من سخونة البلد الذي تنتظره ايام احتجاج شديدة اعلن عنها المتظاهرون في ساحة التحرير امس..
حيث أعلنت إيران في بيان لوزارة خارجيتها الجمعة، فرض عقوبات على السفير الأميركي في بغداد لدوره في أعمال «إرهابية» ضد مصالحها، منها اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وذلك غداة فرض واشنطن عقوبات على سفير طهران سيرج مسجدي في العراق. فيما توقعت مصادر ان تتأثر الهدنة التي اعتمدتها بعض المليشيات في الايام القليلة الماضية حول عدم قصف المنطقة الخضراء ومحيط مطار بغداد .ونقلت صحيفة الغارديان امس ، عن مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية انه : يحاول السير على حل وسط بين الولايات المتحدة وإيران، وقوله كذلك: “أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين. لست مطالبا بالسير على الحبل، بل أن أركب دراجة على الحبل. أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين “.
وأفادت الخارجية في البيان الذي نشره المتحدث باسمها سعيد خطيب زاده، عن فرض عقوبات على السفير ماثيو تولر ونائبه والقنصل الأميركي في مدينة أربيل مركز إقليم كردستان الشمالي، لكونهم «انخرطوا بشكل فاعل في تنظيم، تمويل، قيادة، وارتكاب أعمال إرهابية ضد مصالح حكومة أو شعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
واتهمت الخارجية الإيرانية الدبلوماسيين الثلاثة بـ»انتهاك القوانين الأساسية ومبادئ الحقوق الدولية»، ولا سيما «الضلوع في اغتيال الجنرال الحاج قاسم سليماني» قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الذي قتل بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من كانون الثاني/يناير.
وعددت الخارجية من بين أسباب هذه العقوبات الرمزية الى حد كبير، دور الدبلوماسيين الأميركيين وبلادهم في دعم تنظيمات «إرهابية» في المنطقة أبرزها تنظيم الدولة الإسلامية، و»دورهم في تطبيق العقوبات الظالمة وغير القانونية ضد شعب إيران».
وشدد خطيب زاده في تغريدته التي نشر من خلالها البيان، على أن «الخطوات المناهضة لإيران لن تمر من دون ردّ».
وكانت الولايات المتحدة فرضت الخميس عقوبات على السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، متهمة إياه بمحاولة «زعزعة استقرار العراق» وبارتباطه المباشر بالحرس الثوري الإيراني.
ورأى مسجدي في وقت سابق الجمعة، أن العقوبات بحقه «أثبتت أحقية أهدافي وأعمالي وجعلتني أكثر تصميما وثباتا لتحقق الأهداف المقدسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الايراني».
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) «سررت لسماع هذا الخبر (…) النظام الإرهابي والإجرامي للولايات المتحدة ان قد وضعني مرة أخر عل قائمة عقوباته الظالمة إل جانب 80 مليون إيراني، حث واجه أبناء بلدي وآلاف الأطفال والمرض، صعوبات في تلقي الدواء والغذاء ويعانون من الضغوط اللانسانية في ذروة تفشي كورونا».
واعتمدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة «ضغوط قصوى» حيال الجمهورية الإسلامية، لا سيما منذ قرار واشنطن الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج الإيراني في العام 2018، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين إيران والولايات المتحدة، اذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يشكل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية الكبيرة.
وتعرضت مصالح أميركية في العراق، من بينها السفارة وقواعد عسكرية يتواجد فيها جنود أميركيون، لهجمات صاروخية متكررة في الأشهر الأخيرة. وحذّر مسؤولون أميركيون من أن واشنطن لا يمكنها «التسامح» مع هذه الهجمات التي تتهم مجموعات مسلحة مقربة من طهران بالمسؤولية عنها و فرضت الولايات المتّحدة الخميس عقوبات على السفير الإيراني في بغداد إيراج مسجدي لمحاولته «زعزعة استقرار العراق» بصفته جنرالاً في الحرس الثوري الإيراني، كما فرضت عقوبات على اثنين من أعضاء المجلس المركزي لحزب الله اللبناني.
وبحسب وزارة الخزانة الأميركية فإنّ مسجدي كان «مستشاراً وثيقاً» للقائد السابق لفيلق القدس، قوّة النخبة المسؤولة عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني الذي اغتالته الولايات المتّحدة بضربة جوية قرب مطار بغداد في كانون الثاني/يناير الفائت.
وتأتي العقوبات على السفير الإيراني في العراق في الوقت الذي شدّدت فيه واشنطن لهجتها ضدّ الهجمات الصاروخية التي استهدفت بصورة متزايدة في الأشهر الأخيرة سفارتها في بغداد ومصالح أخرى لها في العراق، والتي يتّهم الأميركيون فصائل عراقية موالية لإيران بالوقوف خلفها.
وقالت وزارة الخزانة في بيان إنّ «مسجدي أشرف على برنامج لتدريب الميليشيات العراقية ودعمها، وقاد أو دعم جماعات مسؤولة عن هجمات قتلت وجرحت عناصر من القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق».
وأضافت أنّ مسجدي استخدم منصبه كسفير «لإخفاء تحويلات مالية لصالح فيلق القدس».
ونقل البيان عن وزير الخزانة ستيفن منوتشين قوله إنّ «النظام الإيراني يهدّد أمن العراق وسيادته بتعيين مسؤولين من فيلق القدس في الحرس الثوري سفراء في المنطقة لإدارة سياسته الخارجية المزعزعة للاستقرار».
كما فرضت وزارة الخزانة الخميس عقوبات على اثنين من كبار مسؤولي حزب الله الشيعي اللبناني، هما عضوا المجلس المركزي للحزب الشيخان نبيل قاووق وحسن بغدادي.
وقالت الوزارة في بيانها إنّ فرض هذه العقوبات يتزامن «مع اقتراب الذكرى السابعة والثلاثين لهجوم حزب الله» على مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983.
وقتل في ذلك اليوم 241 عنصراً من المارينز في تفجير ضخم دمّر مقرّهم في العاصمة اللبنانية. وفي نفس اليوم قتل 58 مظلياً فرنسياً في تفجير مماثل استهدف مبناهم في بيروت.