العراق يبدي استياءه من التلويح الأميركي بإغلاق السفارة في بغداد
بغداد,- عبدالحسين غزال
أفادت مديرية شرطة أربيل بوقوع صاروخ يوم الأربعاء قرب قاعدة للقوات الأمريكية المتمركزة على مقربة من مطار أربيل الدولي، في وقت أفادت مصادر متطابقة بأن صواريخ سقط قرب مقر للتحالف الدولي
وقالت الشرطة في بيان قصير إن صاروخاً وقع على قرب قاعدة للقوات الأمريكية الواقعة على مقربة من مطار أربيل. وأضافت أن التحقيقات بدأت في الواقعة.
وتضاربت الأنباء بشأن واقعة القصف في أربيل. فقد أفادت معلومات أولية غير مؤكدة بأن عددا من الصواريخ سقطت على مقربة من مقر حزب كردي معارض لإيران خلف مطار أربيل. لكن لا توجد معلومات مؤكدةاو بيانات حول ذلك .
فيما أفادت معلومات أخرى بأن بطاريات الباتريوت الأمريكية أبعدت ثلاثة صواريخ عن قواتها المتمركزة على مقربة من المطار وانفجرت في السماء.
وفي هذه الأثناء، اكدت القيادي الكردي هوشيار زيباري في تغريدة. أن ثلاث هجمات صاروخية الليلة على مواقع قريبةمن اربيل.
واضاف أن ذلك تصعيد آخر لزعزعة الأمن في العراق وكوردستان العراق من قبل نفس الجماعات التي تهاجم السفارة الامريكية في بغداد وقوافلها. هناك حاجة إلى إجراءات لإيقافها. أعربت بغداد رسمياً الأربعاء عن الاستياء إزاء تهديد واشنطن بغلق سفارتها وسحب قواتها من العراق على خلفية التعرّض إلى هجمات، ونددت بقرار «خطير». ما يشير الى تأكيد التسريبات الاخيرة. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنذر العراق الأسبوع الماضي بغلق سفارة بلاده لدى بغداد في حال عدم توقف الهجمات عليها، خصوصا الصاروخية منها، وبسحب ثلاثة آلاف عسكري ودبلوماسي. فيما أفاد مصدر، الأربعاء، بسقوط صواريخ ربما عددها خمسة قرب مقر للتحالف الدولي في محافظة أربيل.
وذكرت وسائل اعلام كردية عن المصدر قوله ، إن “عدداً من الصواريخ سقطت قرب مقر للتحالف الدولي في منطقة “كردة جال”، مشيراً إلى أن التحالف لا يعلم لحد الآن نوع الهجوم، أو عدد الصواريخ، بالضبط”.
وأوضحت أن قيادة التحالف طلبت من المنتسبين في المقر حماية أنفسهم. وتشير الدلائل ان الهجوم الصاروخي يستهدف قاعدة فيها جنود امريكان قرب حرير في اربيل ، وهذو رد احتمالي على ما قيل انه انتقال السفارة والجنود الامريكان من بغداد الى اربيل والاقليم الكردي .
ورأت مصادر دبلوماسية أنّ الانسحاب الأميركي سيعني نهاية الحرب على داعش في وقت لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يشكّل تهديداً.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحافي في بغداد الأربعاء إنّ حكومة بلاده «غير سعيدة بالقرار الأميركي».
وأضاف أن «الانسحاب الأميركي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانسحابات» من دول أخرى تشارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي سيكون «خطيراً لأن داعش يهدد العراق ولكن أيضًا المنطقة». وقد يشكّل هكذا انسحاب في حال حصوله ضربة شديدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي لم يمضِ شهران بعد على زيارته واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض. ومنذ تشرين الاول/اكتوبر 2019 حتى نهاية تموز/يوليو، استهدف 39 هجوما بصواريخ مصالح أميركية ببغداد وقواعد عراقية تضم جنودا أميركيين. وبدا أنّ وتيرة الهجمات تسارعت عقب زيارة الكاظمي إلى واشنطن في آب/أغسطس. واستهدفت بالإضافة إلى السفارة الأميركية، قواعد عسكرية وقوافل لوجستية لشركات محلية تعمل لحساب الجيش الأميركي وحلفائه في التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية العراقي في مؤتمره الصحافي إنّ «الهجمات ضد السفارات هجوم على الحكومة».
وتابع «السفارات الموجودة في بغداد تقع في ظل مسؤولية الحكومة الاتحادية وهي مسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية وهذه الاعمال ليست مقاومة بل هي هجوم على سيادة العراق وأمنه».
وغالبا ما تتبنى هذه الهجمات فصائل تشكّلت قبل مدّة قصيرة وموالية للحرس الثوري، تدعو إلى طرد «الاحتلال الأميركي» من العراق، فيما ثمة شبهات حول دعمها من أحزاب وفصائل موالية لإيران وتلعب دورا بارزا في المشهد السياسي في البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شدد خلال استقباله نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران السبت، على ضرورة حماية المراكز الدبلوماسية في العراق. وسقط صاروخ مساء الإثنين على منزل عائلة تسكن قرب مطار بغداد حيث يتواجد جنود أميركيون، ما أسفر عن مقتل خمسة أطفال وامرأتين من عائلة واحدة، الأمر الذي أدى إلى موجة غضب واسعة في العراق. وندد به حسين في المؤتمر الصحافي.
وأشار الوزير العراقي إلى أن «البعض في واشنطن يستحضر بنغازي»، في إشارة إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم استهدف ممثلي البعثة الدبلوماسية في المدينة الليبية عام 2012.
وقال «لكنه تحليل خاطىء، كما أن هذا القرار خطأ». واضاف «نأمل أن تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها» الذي يعد في الوقت الحالي «مبدئيا».
ولم تؤكد واشنطن من خلال مسؤوليها الرسميين اتخاذ قرار بإغلاق سفارتها في بغداد، فيما يرى خبراء أنّ الادارة الأميركية «تلعب من جديد» ورقة العراق في خضم الانتخابات.
وتواصل حكومة بغداد تحت ضغط واشنطن، تهديد مهاجمي السفارات، ووعدت مجدداً الأربعاء 25 ممثلا لدول عربية وغربية، بينهم أميركيون، باتخاذ اجراءات مشددة بالخصوص.
لكن الغموض يغطي هذه التصريحات، إذ إنّ الإعلان عن اعتقالات في بعض الأحيان لا يترافق وتقديم السلطات أي تفاصيل عن المهاجمين الذين تم اعتقالهم.او يتم اطلاق سراحهم علناً كما حدث قبل ثلاثة شهور .
العراق
(منذ: 4 سنوات | 
21 قراءة) 
DW Arabic