عاتبنا عادل تاعرابت مرار عن سلوكاته الخارجة عن الصواب في عز شبابه بالرغم  من الطيش الذي دمره ومساره الاحترافي ، لأنه كان فعلا مشروع لاعب كبير ، ولكن بعد فوات الاوان . واليوم في سن الثلاثيت ، استفاق الرجل متأخرا بصعقة تألق ناضج . 

تاعرابت اسير زمانه
بقراءة متأنية لمسار الدولي عادل تاعرابت مع فريقه بنفيكا سيما في هذا الموسم الاستثنائي له شخصيا ، يتأكد أن الرجل أضاع وقتا طوبلا في الاندماج مع فريقه بنفيكا أحد أعرق الاندية البرتغالية ، ولم يحظ بأهليته الرسمية الا في موسمه الخامس طبعا وفق الارقام التنافسية الهزيلة التي رسمها مع الفريق ودعته لمغادرة الفريق على سبيل الاعارة لموسمين مع جينوا الايطالي . الا أن تأخر تاعرابت في رصد توهجه وتألقه الى غاية الثلاثينات من عمره كان من خلال الطيش والضياع المهول لسنوات لم يستطع فيها ترسيخ ما كان يحمله من مهارات واداء راقي ولو انه تدرج بانجلترا دون ان يشكل أي تأثير على واجهة الاحداث الكروية هناك لدواعي سوء الانضباط والغرور ، وهو ما أثر عليه ابضا حتى مع المنتخب المغربي في عهد اريك غيريس . واليوم ، تغير الواقع بعد فوات الاوان العمرية دون أن يكون صانع النجومية التي يحتلها الدوليون المغاربة . تاعرابت و بالارقام شكل حجر الزاوية لفريقه بنفيكا في أول موسم يتألق فيه بدرجة عالية عندما لعب 20 مباراة من أصل 24 ، وهو رقم لم يتعود عليه مطلقا مع بنفيكا ، وقد يتواصل الزحف التنافسي في الدورات العشر المقبلة في سبيل تحقيق اللقب المتصارع عليه مع الفريق التقليدي بورطو .
ادوار وثقة لا محدودة 
هو شعار ترسخ في مخيلة اللاعب الدولي تاعرابت عندما قبل بدور الربط بين الوسط والهجوم دون التقيد بصناعة اللعب المتعارف عليه كصانع العاب ، ومع بنفيكا لعب هذا الدور كثيرا مع الاستمالة احيانا الى الاروقة ، إلا أنه حسب الاستطلاعات ، كان تاعرابت بحق رمزا ثقة كبيرة لفريقه وانصاره خلال العشرين ملاراة التي لعبها اسوة بالمباريات الاربع التي لعبها بعصبة الابطال الاوروبية ومبارتين عن الدوري الاوروبي ومبارتين عن كأس البرتغال ، وهي محطات منحت للرجل وزنا كبيرا حتى مع الناخب الوطني خاليلوزيتش الذي دعمه نفسيا ومعنويا للعودة الى العرين بثقة الاسد الفعلي ، وهو ما حدث بالفعل وبنفس ادواره مع بنفيكا التي يتواجد معها اليوم في الحجر الصحي والتدريب عن بعد .