×

خبير مياه لـ (الزمان): إفتقار مستشفيات العراق لمحارق خاصة وراء تلوّث دجلة

خبير مياه لـ (الزمان): إفتقار مستشفيات العراق لمحارق خاصة وراء تلوّث دجلة | Azzaman

خبير مياه لـ (الزمان): إفتقار مستشفيات العراق لمحارق خاصة وراء تلوّث دجلة

رمي المخلفات الطبية في الأنهر يتسبب بإنتشار الكوليرا ونفوق الثروة الحيوانية

خبير مياه لـ (الزمان): إفتقار مستشفيات العراق لمحارق خاصة وراء تلوّث دجلة

بغداد – عبد اللطيف الموسوي

حذر خبير الموارد المائية رمضان حمزة محمد من خطورة التلوث الذي يعانيه نهر دجلة جراء مخلفات الخدمات الطبية الصادرة عن المستشفيات ما يؤدي الى انتشار الامراض ومنها الكوليرا ونفوق الثروة الحيوانية، موضحا ان ما يزيد من خطورة المشكلة افتقار معظم مستشفيات العراق إلى محارق طبية خاصة ومحطات لمعالجة المياه قبل تصريفها الى النهر ما يجعلها ترمي نفاياتها في نهر دجلة.

وقال محمد لـ(الزمان) معلقا على نتائج دراسة بريطانية حديثة افادت بتعرض أنهار العالم ومن بينها دجلة إلى مستويات خطيرة من مخلفات المضادات الحيوية ، ان (نهر دجلة يتعرض إلى عمليات تلوث غير مسيطر عليها في معظـم الاحيان كون نهر دجلة له خمسة روافد تمر كلها بمدن كبيرة أو قصبات)، مشيرا الى ان (دجلة وروافده تعد المصدر الرئيس لمياه الإسالة التي يستخدمها معظم السكان على ضفافه في الشرب وفي الإستخدامات الأخرى). واوضح محمد ان (معظم هذه المدن تجعل من ضفاف النهر مكباً لنفاياتها المختلفة من منزلية الى صناعية مثل مخلفات المصانع التي تستخدم المواد الكيميائية السامة، والمصافي النفطية، أو زراعية مثل مياه المبازل الملوثة بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية)، مضيفا ان (مخلفات الخدمات الطبية الصادرة عن المستشفيات تزيد من خطورة المشكلة كون معظم مستشفيات العراق تفتقر إلى محارق طبية خاصة ومحطات لمعالجة المياه قبل تصريفها الى النهر ، ما يجعلها ترمي نفاياتها في نهر دجلة). ولفت الى ان (ما يفاقم المشكلة تآكل البنى التحتية لمشاريع الصرف الصحي وشبكات الإسالة )، مشيرا الى ان (معاناة العراق ليست وليدة ظروف آنية بل تمتد الى نهاية الثمانينات من القرن المنصرم بسبب استمرار الحروب والحصار ما أدى الى تدهور البنى التحتية لمعظم مشاريع الخدمات العامة). ورأى محمد  ان(غياب المراقبة والمساءلة وتقشي الفساد الإداري وقلة الإنفاق الحكومي وعدم تعاون الوزرات والمؤسسات في ما بينها وكذلك تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية، كل هذا أدى ضعف وتلف شبكات المجاري وشبكات الإسالة وخاصة في بغداد العاصمة ما أدى إلى تسرب الكثير من مياه الصرف الصحي نحو نهر دجلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة)، مضيفا ان (التلوث الناجم عن هذه العمليات، الذي طال النهر قد أدى إلى انتشار أمراض معوية خطيرة منها الكوليرا، وكذلك تهديد الحياة المائية والثروة السمكية فيه). وخلصت دراسة بريطانية حديثة إلى أن أنهار العالم تعرضت إلى مستويات خطيرة من مخلفات المضادات الحيوية تلوّث الأنهار حول العالم.وأشارت الدراسة، الأولى من نوعها، إلى أن الباحثين فيها جمعوا عينات من أنهار في 72 دولة حول العالم بواقع 711 موقعا.ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة يورك البريطانية، أن المضادات الحيوية موجودة في تلك الأنهار بنسبة 65 في المئة.

مستويات خطيرة

وكانت المستويات الخطيرة من التلوث هذا موجودة في آسيا وأفريقيا، إذ تجاوزت بعشرات الأضعاف نسبة التلوث في دول مثل بنغلادش وكينيا ونيجيريا السقف الأمن لوجود المضادات الحيوية في المياه.أما أسوأ حالة، حسب الباحثين، فقد كانت في بنغلادش، حيث وصلت مستويات تركيز عقار مترونيدازول المعروف في العراق تجاريا باسم فلايجيل ، الذي يستخدم لمعالجة العدوى البكتيرية، إلى 300 مرة أكثر من المستويات الطبيعية. وتقول تقديرات عالمية إن المستويات الآمنة للمضادات الحيوية في مياه الأنهار يجب أن تتراوح بين 20 ألفا -32 ألف نانوغرام لكل لتر، وذلك يعتمد أيضا على نوعية المضادات الحية. وتوصل الباحثون البريطانيون إلى وجود 14 مضادا حيويا شائعا في عينات الدراسة، منها عقار  تريميثوبريم المعروف في العراق تجاريا باسم ميثبريم والمستخدم في علاج التهابات المسالك البولية، موجود في 43 في المئة من مواقع الأنهار التي جلبت منها العينات.

مخلفات نفايات

ومن الأنهار التي درسها الباحثون: دجلة، والتايمز، والسين، والتيبر في إيطاليا، وميكونغ الذي يمر عبر دول عدة في آسيا مثل الصين وتايلاند وميانمار.

ووجد الباحثون أن المواقع عالية الخطورة كانت عادة بجوار محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومخلفات النفايات.وخلصوا إلى أن تلوث الأنهار بالمضادات الحيوية مشكلة عالمية، فبينما تصل إلى مستويات قياسية في آسيا وأفريقيا، فهي موجودة أيضا في أوروبا وأميركا الشمالية وإن بنسبة أقل.

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 5 سنوات | 174 قراءة)
.