×

الصيد بالصقور وطرق تدريبها هواية تتوارثها الأجيال

الصيد بالصقور وطرق تدريبها هواية تتوارثها الأجيال | Azzaman

الصيد بالصقور وطرق تدريبها هواية تتوارثها الأجيال

مدينة الزبير وجزيرة الطيب

الصيد بالصقور وطرق تدريبها هواية تتوارثها الأجيال

جبار النجدي

بين وقت واخر ينط من قلب الفراغ صقر ناحرا كبد السماء ثم يهوي على طريدته ، انه منظر شديد الالفة لبدوي خبر الصحراء وعرف مواسم عطائها واهتدت خفاف جماله لمواطن الكلأ فيها، لكنه يبدو منظرا مثيرا لمن قصد الصحراء اول مرة ، يقودنا طريق الذكريات عبر مفازاة الصحراء التي تظاهر مدينة الزبير فتدلنا على اناس عاشوا في هذه المدينة على طريق محطات الرحلات الموسمية لهواة الصيد بالصقور لزمن مضى متجهة الى (جزيرة الطيب) في (العمارة) حاملين صقورهم على قبضات ايديهم معصوبة العيون تنتظر لحظة انطلاقها لتدخل في سباق مثير مع فريستها واهم رحلات الصيد رحلات صيد طائر (الحباري)، وهو طائر له طعم لذيذ ويطير مسافات طويلة مفضلا العيش في الحقول الفسيحة والبراري ورغم ثقل جسمه فانه يتمتع بسرعة طيران فائقة كما انه يميل الى العيش منفردا فيما عدا اوقات الهجرة الجماعية وللحباري طريقة فريدة وطريفة في الدفاع عن نفسها ، فهي مسلحة بكيس مملوء بسائل لزج وفي اثناء مواجهتها للصقر وهو يحاول مطاردتها تسعى الى كسب الوقت بالتباري معه ومخادعته عبر الصعود تارة والنزول تارة اخرى وحينما تسنح الفرصة المناسبة تقذف بالسائل اللزج نحو جناحيه واذا ما اصابتهما فان ريشهما سوف يلتصق ببعضه ، فتشل حركتهما عند ذاك تسارع (الحباري) الى الهروب بعيدا. ان انواعا من الصقور بالامكان تدريبها على القنص والمطاردة وهناك انواع عديدة من الصقور التي بالامكان تاهيلها لملاحقة الطريدة ومنها (الباز) ويوصف بانه اسرع من السهم، خفيف ورأسه صغير ذو عنق طويل وهو محب للنظافة ويقبل على المدرب النظيف فيجلس مطمئنا بين يديه ، كما يوجد صنف من الطيور لا يحتمل الجوع الشديد مثلما لا يحتمل الشبع الكثير فـ (الشاهين) مدلل وسريع الغضب ولا يحتمل المشقة ، لكنه من اكثر الصقور مراوغة في تعقب طريدته غير ان تدريبه في براري منطقة (الطيب) في ميسان يستغرق وقتا طويلا اذ انه ينسى سريعا ما يتعلمه ، اما الصقر العراقي الحر فطباعه على العكس تماما من طباع (الشاهين) لتمتعه بقدرات خارقة على العيش وتحمل الاجواء الحارة مع قدرة هائلة على المطاولة في جولاته الشاقة في البحث عن فريسته التي تتطلب قطع مسافات طويلة من دون ان يناله التعب متحملا الجوع والعطش بصبر وجلد ، وهناك انواع كثيرة مثل (الباشق) و(الوكري ) و ( تبع الشاهين) .

اطعام يومي

لا بد للمدرب في باديء الامر من عصب عيني الصقر حتى يألف صوته وحده فقط ويتم ذلك في اثناء اطعامه يوميا وبعد ان يتأكد المدرب وبما لا يقبل الشك من ان الصقر قد الف صوته خلال فترة التدريب عندها يرفع البرقع عن عينيه المعصوبتين ويبدأ تمريناته الفعلية معه وذلك بربط قدمه بحبل طويل محاولا مناداته من مسافة قريبة فيتجه الصقر ناحيته عند ذاك يعطي له بعض الطعام مكأفاة له ويكرر ذلك لمرات عديدة حتى يكون بمقدوره الانقضاض على الفريسة ، كل ذلك يجري عبر الاستعمال اليومي لادوات تعليم الصقور طرائق الصيد ومنها (البرقع) وهو الغطاء الذي يغطي به وجه الصقر باجمـــــــــعه عدا فتحة الانف ويوضع البرقع عــــــــلى وجه الصقر حينما يضــــــــطرب او يخاف من وجود الناس ومن ادوات الصيد الاخرى (المنقلة) وهي قــــــــطعة من (الخيش) مغلفة من الخارج بجلد سميك بحجم يد المدرب لتحميها من فتك مخالب الصقر، واداة اخرى يدعونها (السبوك) وهي بمثابة خيــــــط تربـــــــط بطرفيه ارجل الصقور التي تربط هي الاخـــــرى بآلة في اثناء التدريب، اما (المخلاة) فــــــهي كـــــــيس مصنوع من القماش يحــــــوي (طعما) للتلويح به عنــــــد ابتعاد الصقر عن مـــــــدربه في محاولة لارجاعه .

مشاركة
2

العراق      |      المصدر: الزمان    (منذ: 5 سنوات | 158 قراءة)
.