من الجنون إلى الفن.. أحلام مرضى أقدم مستشفى نفسي في العالم على لوحات نادرة

تتجلى الأحلام الزاهية التي تتلاشى عند الاستيقاظ، تاركة شظايا محيرة تراودنا طوال اليوم، والعواطف القوية من بكاء وخوف ونشوة ويأس، التي لا تنبع من أحداث حقيقية بل من نشاط الدماغ بين النوم واليقظة.
هذه الظواهر النفسية، التي طالما درسها علم النفس، أصبحت الآن محور معرض فني جديد يضم أعمالاً لفنانين كانوا مرضى في مستشفى بيثليم المعروف بـ«بيدلام»، أقدم مستشفى نفسي في العالم، ومستشفى مودسلي الشقيق.
يضم المعرض لوحات للفنانة الراحلة شارلوت جونسون واهل، والدة رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، التي قضت ثمانية أشهر في مودسلي بعد انهيار نفسي.
خلال إقامتها، أبدعت العديد من اللوحات وعقدت معرضها الأول الذي بيع بالكامل، وقالت لاحقاً: لم أستطع التحدث عن مشاكلي، لكنني استطعت رسمها.
وأوضحت ابنتها راشيل جونسون لصحيفة «الغارديان» أن إقامة والدتها في المستشفى منحتها راحة من الأعباء المنزلية ووقتاً للرسم، مضيفة أن الرسم كان بمثابة الأكسجين لوالدتها، لكنها عادت إلى عائلتها وهي لا تزال تعاني من المرض.
وتُعرض لوحتان لجونسون واهل في المعرض المعنوَن (بين النوم واليقظة: أحلام وتخيلات المستشفى)، الذي سيُفتتح في متحف بيثليم للعقل في أغسطس.
ويتركز المعرض حول عمل فني ضخم بعنوان (تيارات الليل) للفنانة المعاصرة كيت ماكدونيل، التي تستخدم أغطية منسوجة بكلمات مضطربة لتجسيد القلق وتضارب الأفكار المرتبط بالأرق.