مع الشروق : مستقبلكم يبدأ اليوم
شكرا على الإبلاغ!سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق مع الشروق : مستقبلكم يبدأ اليوم نشر في يوم 06 - 07 - 2025 قريبًا تنطلق مرحلة التوجيه الجامعي أو اللحظة الفاصلة التي لا تقل شأنًا عن اجتياز امتحان الباكالوريا بل ربما أهم ، إنها محطة دقيقة يحدّد فيها الناجحون الجدد مسارهم العلمي والمهني، ويضعون أولى لبنات المستقبل ،ففي هذه المرحلة، لا يكون السؤال: "ماذا سأدرس؟"، بل "من أكون؟ وماذا أريد أن أكون؟".
فالتوجيه الجامعي الواعي ليس إجراء روتينيا، بل فعل وعي واستباق واستشراف ، هو لحظة مواجهة صريحة بين ميولات الطالب وواقع السوق.
.
بين الطموح الشخصي وإمكانيات الجامعات، ومتطلبات العصر.
المعادلة ليست سهلة ، والواقع يؤكد أن منظومة التوجيه الجامعي مازالت تعاني من بعض النقائص والاخلالات، فآليات التوجيه مازالت تدار بعقلية إدارية وحسابية جامدة، أكثر منها تربوية أو استراتيجية ،ومعايير التوجيه لا تضع الطالب في صدارة الاهتمام، بل تُقحمه في معادلات تقنية معقدة مضبوطة سلفا قد تقصيه عن رغبته وتدفع به إلى مسارات لم يخترها، فتتضاعف بذلك نسب الهدر الجامعي وتتفاقم البطالة.
الراسخة في التعليم والمتطلعة إلى مستقبل منتج ومزدهر، مطالبة اليوم بإعادة بناء علاقتها بمنظومة التعليم العالي على قاعدة الربط الذكي بين رغبات الطالب، والتكوين الجامعي، وحاجيات سوق الشغل ، فلا معنى لجامعات منغلقة على تخصصات تقليدية في زمن تتسارع فيه البشرية نحو الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والطاقات الجديدة، والصحة الرقمية، والاقتصاد الأخضر.
.
.
التوجيه الجامعي ليس مجرد لحظة إدارية إنه عقد بين الطالب والمجتمع، بين الفرد والوطن ، لذلك يجب أن يتحول إلى لحظة تفتح آفاقا، لا تسدّ أبوابا، وأن يكون التوجيه بوابة لإعادة الاعتبار لقيمة التخصص ورغبة الطالب الجديد، لا مجرّد آلية لملء الشعب أو استهلاك الزمن الدراسي.
أبناء الباكا: انكم الآن على أعتاب قرار مصيري مثير.
.
لا تتسرعوا، واختاروا بتروّ واستشراف وعلانية .
.
لا تختاروا بناءً على الصور والانطباعات أو رغبات الآخرين، بل على وعي حقيقي بذواتكم، وقراءة ناضجة لما يتطلبه المستقبل.
استشيروا، دققوا، ولا تخافوا من اختياراتكم إن كانت منسجمة مع طموحاتكم فأنتم لستم فقط طلبة جدد.
.
أنتم صانعو القادمة.
راشد شعور انقر لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة لدينا 73000000 خبرا ومقالا مفهرسا.