الدالاي لاما "الراهب البوذي البسيط" يحيي عيده التسعين

الدالاي لاما "الراهب البوذي البسيط" يحيي عيده التسعين

مكلاود غانج (الهند) (أ ف ب) – أحيا الدالاي لاما الذي يصف نفسه بأنه "راهب بوذي بسيط" لا يحتفل عادة بأعياد ميلاده، عامه التسعين الأحد بالصلاة من أجل السلام بعد أن شددت الصين على أنه سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد من يخلف الزعيم الروحي للتيبت.

نشرت في: 06/07/2025 - 12:27 وعلت تراتيل رهبان وراهبات يرتدون الرداء الأحمر من معابد جبلية وسط غابات الهملايا في الهند، حيث يعيش الدالاي لاما منذ أن فرّ هو وآلاف التيبتيين هربا من القوات الصينية التي سحقت انتفاضة في عاصمتهم لاسا عام 1959.

وقال الدالاي لاما في رسالة "أنا مجرد راهب بوذي بسيط، لا أحتفل عادة بأعياد الميلاد"، شاكرا الذين يحيون المناسبة معه على استغلال الفرصة "لطلب السلام الداخلي والرحمة".

ومرتديا الأثواب التقليدية ورداء أصفر فضفافا، سار بمساعدة اثنين من الرهبان فيما ارتسمت على وجهه ابتسامته المعهودة أمام آلاف من أتباعه.

تعتبر الصين الدالاي لاما متمردا وانفصاليا، علما بأنه حائز على جائزة نوبل للسلام وقاد لسنوات طويلة حملة للمطالبة بالمزيد من الاستقلال للتيبت المنطقة الجبلية ذات القمم الشاهقة.

لكن إلى جانب الاحتفالات، يسود القلق في أوساط التيبتيين المقيمين في المنفى من أن تقوم الصين بتعيين خليفة له بعد وفاته، من أجل تعزيز سيطرتها على المنطقة التي أرسلت قوات إليها في 1950 وتحكمها مذّاك.

ويثير ذلك احتمال ظهور متنافسين على المنصب أحدهما من جانب بكين التي تعلن نفسها ملحدة، والآخر من مكتب الدالاي لاما ومقره في الهند المجاورة، الخصم الإقليمي للصين.

- قلب طيب - وجاءت الاحتفالات الأحد تتويجا لأيام من الصلوات من أجل تنزين غياتسو، الذي يؤمن أتباعه بأنه التناسخ الرابع عشر للدالاي لاما، رجل جعلته تعاليمه الأخلاقية وروحه الفكاهية الفريدة أحد أكثر الزعماء الدينيين شعبية في العالم.

وقال في رسالته بمناسبة عيد ميلاده: "بينما من المهم السعي وراء النمو المادي، من الضروري التركيز على السعي للسلام الداخلي من خلال المحافظة على قلب طيب وإظهار الرحمة ليس فقط تجاه المقربين والأعزاء، بل تجاه الجميع".

وأضاف "ومن خلال ذلك، ستساهمون في جعل العالم مكانا أفضل".

وشملت مراسم إحياء المناسبة إعلانه الرئيسي بأن مؤسسة الدالاي لاما الروحية ستستمر بعد وفاته، وذلك بعد تسلمه عددا كبيرا من رسائل الدعم من التيبتيين في الداخل والمنفى.

وقال إنه تلقى مناشدات لذلك من أتباع من جميع أنحاء منطقة الهملايا ومنغوليا وأجزاء من روسيا والصين.

وقد يكون للمسائل التي تبدو غامضة بشأن التناسخ عواقب سياسية واقعية، إذ يخشى التبتيون أن تمثّل وفاته نكسة كبيرة في سعيه لمزيد من الحكم الذاتي لمنطقة الهملايا.

وأضاف الدالاي لاما أن مسؤولية تحديد هوية الدالاي لاما الخامس عشر ستوكل "حصرا" إلى مكتبه في الهند، ما دفع الصين للرد بسرعة مشددة على وجوب أن توافق "الحكومة المركزية" على خليفة الزعيم الروحي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ للصحافيين الأربعاء إن تحديد الخليفة سيجرى "عبر سحب بالقرعة من إناء ذهبي".

وتحتفظ بكين بهذا الإناء، وحذر الدالاي لاما من أن استخدامه بشكل غير نزيه يفقده "أي قيمة روحية".

وقدم رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي التهاني الحارة في عيد ميلاد الدالاي لاما الأحد، معتبرا أنه "رمز دائم للحب".

وتتنافس الهند والصين بشدة على النفوذ في جنوب آسيا، لكنهما سعتا لإصلاح العلاقات بعد اشتباك حدودي في عام 2020.

بدوره قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في بيان إن واشنطن "ملتزمة تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للتيبتيين".

ومن بين الحشود التي حضرت الاحتفالات نجم هوليوود ريتشارد غير، الداعم منذ سنوات للتيبتيين في المنفى والذي قال الأحد إن الدالاي لاما "يجسد كليا نكران الذات والمحبة الكاملة والرحمة والحكمة".

كما وردت رسائل دعم من الرؤساء الأميركيين السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وباراك أوباما الذي قال إن الدالاي لاما أظهر معنى "الدفاع عن الحرية والكرامة".

وانتهت الاحتفالات مع تناول الدالاي لاما قطعة من الحلوى فيما أنشد الآف "ميلاد سعيد".

ولم ترد تفاصيل عن خليفة الدالاي لاما.

وحتى الآن كان جميع من تم تعيينهم دالاي لاما من الرجال أو الفتيان وتولوا المنصب في سن المراهقة.

وغالبا ما كان يتم التعرف عليهم في صغرهم.

الدالاي لاما الحالي، الذي تم التعرف عليه في 1937، قال إنه إذا وُجد خليفة فسيأتي من "العالم الحر" خارج سيطرة الصين.

وفي خطاب ألقاه الأحد أمام أتباعه، قال إن ممارسته للبوذية تعني أنه كرّس حياته للسعي للرحمة.

وأكد متحدثا بالتيبتية "أنا الآن في التسعين من عمري و.

.

.

عندما أتأمل في حياتي، أرى أنني لم أُضع حياتي على الإطلاق".

وأضاف "لن أشعر بالندم لحظة موتي، بل سأتمكن من الموت بسلام تام".

© 2025 AFP أبرز أخبار 7 يوليو الأكثر قراءة © 2025 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.

لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.

عدد الزيارات معتمد من .

ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.

الوكالات      |      المصدر: فرانس 24    (منذ: 1 أيام | 1 قراءة)
.