جولة فنية لنسيم حداد تحتفي بالعيطة
بخطى ثابتة ورؤية فنية طموحة يواصل الفنان والباحث المغربي نسيم حداد مشروعه الاستثنائي لتكريم التراث الموسيقي المغربي، وفي مقدمته فن العيطة، من خلال جولة فنية عالمية تحمل عنوان “Ayta World Tour”.
ويفتتح حداد هذه الجولة مساء السبت 5 يوليوز بعرض ضخم ينظم بمدينة الدار البيضاء، في سهرة توصف بأنها الأضخم من نوعها في تاريخ فن العيطة، من حيث حجم الإنتاج والإخراج البصري وعدد المشاركين.
هذه الجولة، التي تحمل بعدا فنيا وثقافيا، لا تقتصر فقط على تقديم العيطة بصيغة معاصرة، بل تهدف أيضا إلى إعادة الاعتبار لهذا الفن الشعبي العريق، بوصفه تعبيرا حيا عن الوجدان الجماعي المغربي، وسجلا صوتيا لذاكرة المكان والإنسان.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ومن خلال المزج بين الجماليات الموسيقية والبصرية يراهن حداد على إبراز العيطة كفعل إبداعي متجدد، قادر على مخاطبة أذواق أجيال مختلفة، وعلى تجاوز النظرة النمطية التي طالما رافقت هذا اللون الغنائي.
وسيحمل الحفل المرتقب في البيضاء طابعا احتفاليا استثنائيا، بمرافقة أوركسترا موسيقية كبرى، وعرض بصري متكامل، يعكس فلسفة حداد القائمة على إعادة تقديم التراث في قوالب معاصرة تراعي الأبعاد الجمالية والموسيقية للمشهد الفني، وهو نهج يضع فن العيطة في قلب الفضاء الحضري والثقافي الحديث، بدل حصره في الزوايا التقليدية.
وقد نجح نسيم حداد خلال محطاته السابقة من الجولة في مدن مثل باريس، وأمستردام، في تحقيق حضور جماهيري لافت، إذ بيعت تذاكر العروض بالكامل، وتحولت بعض مقاطعه الغنائية إلى ظواهر رقمية واسعة الانتشار، برز من بينها أحد المقاطع التي أداها خلال إحدى سهراته الأخيرة، وتصدر “الترند” في عدد من دول الخليج، منها الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وقطر، في سابقة تسجل لفن العيطة خارج السياق المحلي، وتبرز قدرته على ملامسة وجدان جمهور عربي أوسع.
ويعد نسيم حداد اليوم من أبرز الأسماء التي تعمل على تجديد العلاقة بين المغاربة وتراثهم الغنائي، فمشروعه الفني لا يقتصر على الغناء، بل يمتد إلى التوثيق والتحليل والتنظير الأكاديمي، انطلاقا من خلفيته العلمية.
ومن المرتقب أن يصدر الفنان نسيم حداد، الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية، شهر شتنبر المقبل، مؤلفه الجديد بعنوان “موسوعة العيطة”، وهو عمل توثيقي وتحليلي شامل يتناول هذا الفن المغربي برؤية معرفية وثقافية، ويشكل امتدادا لمشروعه الكبير في إعادة تأهيل التراث الموسيقي المغربي وجعله في صلب النقاش الفني.