تجاوز عتبة الخوف

تجاوز عتبة الخوف

تجاوز عتبة الخوف الخميس 03 يوليو 2025 12:33 ص في التاريخ القديم، كان هناك قوة باطشة صنعت الأخاديد لحرق الناس لإجبارهم على اعتناق عقيدة الحاكم وتغيير عقيدتهم.

فكانت قصة الأخدود التي أشار لها القرآن.

ومن وسط حالة الرعب الممنهج خرج الغلام المؤمن ليُضَحِّي بنفسه لكي ينكشف الغطاء ويهتز عرش الطاغية تحت إيمان الناس بالغلام ورب الغلام.

"آمنا برب الغلام"، هزت الناس والأمكنة.

إنها حركة الوعي والإرادة عندما يقرر فرد أن لا يخاف، فيتحول إلى أمة وتيار جارف يقلب الوعي ويصنع الإرادات.

ومع الفارق، لم يكن أحد يعرف الشيخ صالح حنتوس.

كان ممكنًا أن يموت في منزله أو في سجن الحوثي بصمت، لكنه قرر التخلص من الخوف، وهو الخط الذي يصنع بتجاوزه الأبطال ويجعل للحياة معنى، وللفرد القائد حضور في الحياة وبعد الموت.

ظهر شيخ مسن يعلن الرفض ومقاومة الطغيان، حيث لا ذنب له إلا أنه يعلم القرآن بعيدًا عن خرافاتهم.

في يوم واحد، والشيخ صالح حنتوس يعرفه القاصي والداني، وتتحدث ببطولته الركبان، وتهمس الأمهات بسيرته، ويجاهر الشباب بمغامراته وجسارته.

شيخ وزوجته وأمها قرروا إنهاء الخوف، فهتزت دولة الحوثي كلها، وأظهرتها عارية، ضعيفة، مرتجفة، مكشوفة اجتماعيًا وسياسيًا وفكريًا.

بينما ذهب صالح حنتوس بطلًا ملهمًا لريمة التي تفاخر به، حيث تحول إلى جبل من جبالها الشامخة، مثله مثل مكحل إب الذي سجل موقفه كبطل هو الآخر بسبب تجاوزه عقدة الخوف.

وما زال حيًا في مدينة إب القديمة وما حولها، ويتشكل هناك أكثر من مكحل، ولن يموت هؤلاء أبدًا، وهم بالمناسبة كثر.

كلما مر الوقت، سيؤمن الناس بهذه النماذج ليتحولوا إلى ملهمين، وطريقتهم في كسر حاجز الخوف إلى ظاهرة يومية.

عندها لن يجد الحوثي لنفسه ملجأ غير السقوط، وسيكون سقوطًا مدويًا عقديًا وسياسيًا وعسكريًا.

وسيعود الخوف يلف السلالة التي ستتلاشى إلى الأبد.

لقد ظهروا بصورة لن تكون نهايتها سوى التلاشي في هذه البلاد الطيبة، حيث كشفوا عن أنفسهم كخصوم للدين والعلم والقرآن والإنسان، وهو أمر لا يمكن التعايش معه.

كما قال صالح حنتوس: "هؤلاء ناس لا يسعنا وإياهم هذا الوطن، يا نحن يا هم".

وهو قول له حججه ومبرراته.

لم يكن ذنب الشيخ سوى أنه يعلم الناس القرآن باعتباره كتاب الله لكل مسلم، وهم يرونه كتابًا خاصًا بهم كعائلة وراثة لا يحق لأحد شرحه أو دراسته إلا عبرهم.

وأن سيدهم قرين القرآن، والباقي تفاصيل.

بالمختصر، هم الدين والدنيا والسيادة، والوطن وأبناء الشعب خلقوا عبيدًا يعبدوا الله بتقبيل الركب، أو فهم كفار.

لم يعد هذا الكلام خافيًا، موجودًا في الكتب.

لقد ترجموه عمليًا طيلة هذه الفترة البائسة، وانكشفوا على حقيقتهم ما لم ينكشفوا من قبل، والمسألة مسألة وقت.

حتى نرى تمثال الشيخ صالح حنتوس على بوابة ريمة، كما هي أيضًا للمكحل على بوابة إب، والنماذج البطولية قادمة، وهي مقدمة النهوض وحتمية النصر.

اليمن      |      المصدر: الصحوة نت    (منذ: 6 ساعة | 0 قراءة)
.