تصعيد نوعي في الشجاعية وخان يونس.. المقاومة الفلسطينية تكبّد الاحتلال خسائر فادحة

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية// شهدت مناطق شمال وجنوب وشرق قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا لافتًا من طرف المقاومة الفلسطينية، في ظل استمرار المعارك العنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تكبدت خسائر بشرية وميدانية متزايدة خلال الساعات الأخيرة، وسط تأكيدات فلسطينية على استمرار معركة “طوفان الأقصى” حتى تحقيق أهدافها.

وفي تطور ميداني جديد أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية بأن فصائل المقاومة الفلسطينية تمكنت من إطلاق صواريخ من مناطق تقع تحت سيطرة قوات الاحتلال باتجاه مواقع الاحتلال في فلسطين المحتلة.

  بدورها تبنت سرايا القدس – الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – العملية، حيث أعلنت القوة الصاروخية في سرايا القدس، مساء اليوم الأربعاء، عن استهداف مدينة “سديروت” جنوب الأراضي المحتلة برشقة صاروخية، في إطار ردها على جرائم الاحتلال المتواصلة في قطاع غزة.

  وقالت السرايا، في بيان عسكري مقتضب، إن القصف تم بـ”عدد من الصواريخ الدقيقة”، وإنه جاء ضمن عملياتها المتواصلة في معركة “طوفان الأقصى” التي تخوضها الفصائل الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023.

ويُعد هذا الاستهداف ضمن سلسلة عمليات صاروخية تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد التجمعات والمواقع العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في رد مباشر على تصاعد العدوان على المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة، خصوصًا بعد المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الزيتون والشجاعية خلال الأيام الماضية.

  خسائر إسرائيلية في الشجاعية   وفي سياق الخسائر الفادحة لقوات الاحتلال في معارك حي الشجاعية، أعلنت هيئة البث العبرية، صباح اليوم الأربعاء، عن مقتل جندي وإصابة ثمانية آخرين، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، جراء ثلاث هجمات متزامنة نفذتها المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية شمال قطاع غزة.

وفي بيان لاحق، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القتيل هو الجندي “يانيف ميخالوفيتش” من كتيبة المدرعات 82 التابعة للواء “غفعاتي”، خلال المعارك الدائرة في المنطقة.

وبحسب قنوات عبرية، فإن الهجمات نُفذت خلال عملية ميدانية تقودها “الفرقة 98” التي أُعيد نشرها مؤخرًا في القطاع، وأسفرت عن سلسلة من الإصابات والخسائر على النحو التالي: إطلاق صاروخين من قطاع غزة باتجاه مغتصبة سيدروت.

استهداف دبابة ميركافا بقذيفتي RPG، تابعة للواء المدرع السابع، أسفر عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة من الطاقم بجروح خطيرة، كما أصيب جندي رابع بجروح طفيفة.

قنص جندي من وحدة “إيغوز” على يد قناص فلسطيني بعد دقائق من الهجوم الأول.

تفجير عبوة ناسفة تحت جرافة هندسية من طراز D9، أسفر عن إصابة جنديين.

 القناة “13” العبرية أفادت بأن مسلحًا فلسطينيًا استهدف منزلًا كان بداخله جنود من وحدة “إيغوز” بقذيفة مضادة للدروع، ما أدى إلى إصابة جنديين، وعند محاولة إخلائهم، تعرضت دبابة إسرائيلية أخرى لهجوم مماثل، أدى إلى مقتل جندي من اللواء السابع وإصابة ثلاثة آخرين.

  هجمات نوعية في خان يونس   وفي جبهة جنوب وشرق القطاع، أعلنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن تفجير عبوة شديدة الانفجار بدبابة “إسرائيلية” من نوع “ميركافا” على خط الإمداد العسكري بمنطقة الزنة شرق خان يونس، مؤكدة إصابة الطاقم.

من جانبها، بثت سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد مصوّرة لهجمات بقذائف الهاون استهدفت جنود الاحتلال وآلياته المتوغلة في خان يونس، وقالت إن العملية نُفذت بالتنسيق مع كتائب القسام، ما يشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق الميداني بين فصائل المقاومة.

وفي تطور لافت، كشفت مصادر عبرية عن مقتل جندي من وحدة “إيغوز” بعملية قنص، وإصابة 4 جنود آخرين بجروح خطيرة في تفجير عبوة ناسفة بدبابة “إسرائيلية” شرق القطاع.

  الشهر الأكثر دموية لجيش الاحتلال   وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، سجّل شهر يونيو 2025 أعلى حصيلة قتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حيث قُتل 20 جنديًا وضابطًا، منهم 15 سقطوا في اشتباكات عنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في خان يونس يوم 24 يونيو.

ورغم تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي “إيال زامير” بأن قواته باتت “قريبة من تحقيق أهدافها”، إلا أن الوقائع الميدانية تعكس صورة مغايرة تمامًا، حيث يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي مقاومة شرسة، وعمليات نوعية أدّت إلى صدمات داخلية وتضارب في تصريحات القيادة العسكرية.

  حصيلة شاملة للخسائر   ووفق الأرقام الرسمية المنشورة على موقع جيش الاحتلال، فإن حصيلة قتلاه منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023 بلغت 866، فيما تجاوز عدد الجرحى 5,937 مصابًا، بين جبهات غزة والضفة ولبنان والداخل المحتل.

لكن وسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع فصائل المقاومة الفلسطينية وأوساط حقوقية تتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخفاء الأعداد الحقيقية لضحاياه، خاصة في ظل تجاهل الإعلام العبري المتكرر لعمليات المقاومة التي تعلن عنها الفصائل بانتظام، وتؤكد أنها تسفر عن خسائر مباشرة في الأرواح والعتاد.

  معركة استنزاف متصاعد   وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياته ابرية في الشجاعية وخان يونس وشرق قطاع غزة، وسط مقاومة عنيفة تنفذها الفصائل الفلسطينية باستخدام تكتيكات الكمائن، والعبوات الناسفة، والقنص، والأسلحة المضادة للدروع.

ووفق المراقبون، فأن المعطيات الميدانية على الأرض تُظهر أن فصائل المقاومة لا تزال تحتفظ بقدرات عالية في الحركة والتخطيط وتنفيذ الهجمات الدقيقة، رغم الدمار الواسع والضربات “الإسرائيلية المتواصلة”.

.

في المقابل، تواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي معضلة متفاقمة في تحقيق أهدافها المعلنة، في ظل استمرار الخسائر البشرية، وعودة وحدات عسكرية سبق سحبها إلى ساحة القتال، في مؤشر واضح على تعثر الحسم العسكري وامتداد المعركة إلى أفق مفتوح.

 

اليمن      |      المصدر: وكالة الصحافة اليمنية    (منذ: 8 ساعة | 1 قراءة)
.