شاهد أول فيديو يظهر شهيد القرآن الشيخ صالح حنتوس بعد استشهاده

في جريمة مروعة أثارت موجة استياء واسعة، استشهد الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في محافظة ريمة، مساء الثلاثاء، عقب حملة عسكرية شرسة نفذتها ميليشيا الحوثي استهدفت منزله الواقع في مديرية السلفية شمال غرب اليمن.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق جثمان الشيخ حنتوس مسجّى داخل منزله، قبل أن تنقله عناصر حوثية إلى أحد المراكز الصحية الخاضعة لسيطرتهم في المحافظة، حيث ألقى عليه مقربون النظرة الأخيرة.
وقالت مصادر محلية إن الحملة الحوثية التي بدأت فجر الثلاثاء واستمرت لأكثر من 18 ساعة، استخدمت خلالها الميليشيا مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت عن استشهاد الشيخ حنتوس وإصابة زوجته بجروح خطيرة، وسط حصار خانق فرضته الجماعة على المنزل.
وأضافت المصادر أن الشيخ، البالغ من العمر أكثر من سبعين عامًا والمصاب بأمراض مزمنة، واجه الهجوم بشجاعة، بينما كانت زوجته ووالدتها تحاولان إنقاذ جثته بعد استشهاده تحت القصف.
وأظهرت تسجيلات مرئية لحظة اقتحام المنزل من قبل المسلحين الحوثيين، حيث قاموا بالعبث بمحتوياته ونهب ممتلكاته الخاصة.
وأكدت مصادر مقربة أن أربعة من عناصر الحوثي قُتلوا خلال الاشتباكات، فيما أُصيب أربعة من أبناء المنطقة أثناء محاولتهم الدفاع عن الشيخ وعائلته.
وانتشر تسجيل صوتي مؤثر للشيخ حنتوس قبيل استشهاده، تحدث فيه عن تهديدات صريحة تلقاها من قيادات حوثية باغتياله داخل المسجد وقصف منزله، مؤكداً مظلوميته واستعداده للشهادة في سبيل ما وصفه بـ"الدفاع عن القرآن وأهله".
ويُعد الشيخ صالح حنتوس من أبرز الوجوه الدعوية والتربوية في محافظة ريمة، إذ كرّس أكثر من خمسة عقود في خدمة القرآن الكريم وتعليم الأجيال، قبل أن تُغلق ميليشيا الحوثي دار القرآن الكريم التي كان يديرها، ضمن حملة ممنهجة استهدفته منذ سنوات.
من جهتها، أدانت الحكومة اليمنية الجريمة، حيث أكد وزير الإعلام معمر الإرياني أن ميليشيا الحوثي استخدمت عشرين طقماً عسكرياً في حصار منزل الشيخ حنتوس، وقصفته بالقذائف، ومنعت إسعافه وزوجته، واصفاً الحادثة بأنها "امتداد لسلسلة من الانتهاكات التي تستهدف رموز العلم والدعوة، وتكشف الوجه الطائفي للجماعة وسعيها لتدمير النسيج المجتمعي".
وطالبت منظمات حقوقية وناشطون بفتح تحقيق دولي عاجل في الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها، مشددين على أن السكوت عن هذه الانتهاكات سيشجع الحوثيين على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين والمربين والعلماء.