ريمة تودّع الشيخ صالح حنتوس.. استشهاد معلم قرآن تحت أنقاض منزله بقصف حوثي

أعلنت مصادر محلية في محافظة ريمة، مساء الثلاثاء، استشهاد الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية، متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها خلال الهجوم الحوثي الذي استهدف منزله ومسجده في قرية المعذب، فجر اليوم ذاته.

ويأتي هذا التطور بعد ساعات من قيام مليشيا الحوثي بشن حملة عسكرية عنيفة على منزل الشيخ حنتوس، استخدمت فيها أكثر من 20 طقمًا عسكريًا، وقصفت المنزل بقذائف (RPG)، ما أدى إلى إصابته مع زوجته بجروح خطيرة، ومنع الفرق الطبية من إسعافهما، في مشهد وصفه الأهالي بـ”جريمة مكتملة الأركان”.

وفي منشور على صفحته بموقع “فيسبوك”، أكد الشاعر زين العابدين الضبيبي نبأ استشهاد الشيخ، مشيرًا إلى أن الحوثيين أقدموا على تفخيخ منزله عقب الجريمة في محاولة لطمس معالمها وإرهاب الأهالي.

وبحسب مصادر محلية، فإن الجماعة بررت الهجوم على الشيخ المسنّ باتهامه بتحفيظ القرآن الكريم دون ترخيص منها، رغم أنه من أعلام التعليم الديني في المنطقة، ويُعرف بسيرته الطويلة في خدمة كتاب الله، منذ أكثر من أربعة عقود.

وقبيل استشهاده، بثّ الشيخ وصية صوتية مؤثرة، قال فيها: “أنا مظلوم.

.

الحوثيون أطلقوا النار عليّ في المسجد، ونهبوا مرتبي ومرتب زوجتي، واعتدوا على أولادي في السوق.

ذهبت إلى الدولة فلم ينصفني أحد… وإنها شهادة في سبيل الله”.

وفي التسجيل، وجه أصابع الاتهام إلى القيادي الحوثي فارس روبع، متهمًا إياه بتهديده العلني بقصف المنزل، وتحميله المسؤولية الكاملة عمّا جرى.

الحادثة فجّرت موجة غضب غير مسبوقة في ريمة، حيث اعتبرها الأهالي اعتداءً على الدين وكرامة المجتمع.

وانتشرت دعوات شعبية وقبلية واسعة للتحرك الفوري رفضًا لما وصفوه بـ”التمادي الحوثي في استهداف المعلمين والدعاة”.

وأفادت تقارير محلية بأن عشرات المسلحين الحوثيين انتشروا في محيط قرية المعذب بعد الجريمة، لمنع أي تجمعات احتجاجية، وسط احتقان شعبي آخذٍ في التصاعد.

ويُعد هذا الحادث امتدادًا لسلسلة انتهاكات تمارسها الجماعة ضد دور التحفيظ والمعلمين، في سياق حملة ممنهجة تهدف إلى فرض رؤيتها الطائفية على المجتمع، بحسب ما تؤكده منظمات حقوقية وتقارير ميدانية.

اليمن      |      المصدر: تهامة24    (منذ: 6 ساعة | 1 قراءة)
.