من دماج إلى ريمة: مشروع الحوثي لتفكيك المراكز الدينية وفرض التشييع بالقوة

تهامة 24 – تقرير خاص تكشف تقارير ميدانية متواترة عن تصاعد وتيرة الانتهاكات الطائفية التي تنفذها مليشيا الحوثي بحق المراكز الدينية السلفية في عدد من المحافظات اليمنية، في سياق مشروع ممنهج لتغيير الهوية العقائدية للمجتمع اليمني.

ومنذ اجتياحها منطقة دماج في صعدة عام 2011، تعمل الجماعة على استنساخ ذات النموذج القمعي في محافظات مثل إب وذمار وصنعاء وريمة، عبر استهداف مباشر للدعاة، وإغلاق المساجد، وفرض مناهج طائفية.

التقرير التالي يرصد محطات هذا المشروع، ويضعه في سياقه الأيديولوجي المرتبط بولاية الفقيه والمخطط الإيراني في اليمن.

دماج… الشرارة الأولى للمشروع الطائفي مثّل الهجوم الحوثي على مركز دماج السلفي نقطة انطلاق لمخطط شامل يستهدف تصفية المراكز السنية وإعادة تشكيل البيئة العقائدية على النمط الاثني عشري.

وبذريعة “محاربة التكفيريين”، فرضت الجماعة حصارًا دمويًا استمر أشهرًا، قبل أن تفرض تهجيرًا قسريًا شمل المئات من طلاب العلم، والدعاة، وعائلاتهم.

لم يكن الهدف عسكريًا بحتًا، بل دينيًا عقائديًا، يتمثل في تفكيك البنية السلفية وإحلال خطاب مذهبي موالٍ لإيران.

إب: خنق الهوية السنية وتفريغ الساحة الدعوية في محافظة إب، واصلت مليشيا الحوثي استهداف الخطاب الديني السني من خلال إغلاق عشرات المدارس والمراكز الدعوية، وملاحقة الخطباء والدعاة المستقلين، وفرض خطب الجمعة الصادرة عن الجماعة بالقوة.

كما شنّت حملة اعتقالات متواصلة ضد رموز المراكز السلفية، بالتزامن مع حملات تحريض علنية ضد كل من يرفض إحياء ما تسميه الجماعة “المناسبات الدينية”، مثل المولد والولاية وعاشوراء، وفق نسختها الطائفية ذات الصبغة الإيرانية.

ذمار: فرض التشييع بقوة القبضة الأمنية أما محافظة ذمار، فقد كانت من أولى المحافظات التي شهدت حملة مركزة ضد العلماء المحسوبين على التيار السلفي والسني، حيث جرى استبدال خطباء المساجد، وإغلاق الحلقات القرآنية، وفرض مناهج دينية طائفية على المدارس الحكومية والخاصة.

وتستخدم المليشيا جهاز الأمن والمكتب التربوي كأداتين لفرض الأدلجة المذهبية، في إطار مساعٍ مستمرة لـإعادة تشكيل الوعي الديني للجيل الصاعد بما يتماشى مع فكر ولاية الفقيه.

صنعاء: تأميم المساجد وتفريغ المنابر في العاصمة صنعاء، تصاعدت حملات تأميم المساجد، حيث ألزمت الجماعة الخطباء بالالتزام بـ”الخطبة المركزية” التي تصدرها أسبوعيًا، ومنعت الخطب المستقلة التي لا تتماشى مع خطابها الطائفي.

كما جرى تفكيك معظم مراكز تحفيظ القرآن السنية، واستبدال مناهجها بمقررات دينية تحتوي على مفردات الولاء للإمام والولي الفقيه.

واعتقلت المليشيا عشرات من الدعاة الوسطيين الذين رفضوا الانخراط في مشروعها العقائدي.

ريمة: نسخة مصغرة من دماج أحدث الهجمات التي طالت المراكز السلفية جاءت من محافظة ريمة، حيث شنت المليشيا حملة أمنية ضد منزل الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز مشايخ تحفيظ القرآن في المنطقة.

الهجوم الذي استخدمت فيه أكثر من خمسين طقمًا عسكريًا، تخلله اقتحام المسجد ودار التحفيظ التابعة له، في سابقة خطيرة تعكس نقل سيناريو دماج إلى هذه المحافظة الريفية.

الشيخ حنتوس، الذي لم يعرف عنه أي نشاط سياسي، أصبح مستهدفًا فقط لأنه يمثل ثقلًا دينيًا سنيًا مستقلاً.

مشروع ممنهج لتشييع اليمن كل هذه الاعتداءات ليست أعمالًا فردية، بل تأتي ضمن مشروع أيديولوجي متكامل تنفذه مليشيا الحوثي بدعم وتخطيط إيراني.

المشروع يهدف إلى تشييع المجتمع اليمني من الداخل، بدءًا من تصفية رموز الخطاب السني، مرورًا بإحلال المناهج العقائدية، وانتهاءً بزرع جيوب مذهبية موالية لإيران في المساجد والمدارس والشارع العام.

صمت المجتمع الدولي عن هذه الانتهاكات لا يعني زوال آثارها، بل ينذر بموجات احتقان طائفي خطير، ستكون لها تداعيات عميقة على وحدة المجتمع واستقراره.

اليمن      |      المصدر: تهامة24    (منذ: 7 ساعة | 1 قراءة)
.