ريمة تفاصيل استشهاد الشيخ صالح حنتوس بعد ثلاث حملات حوثية

في واحدة من أبشع الجرائم التي تستهدف علماء الدين في اليمن، استُشهد الشيخ صالح أحمد حنتوس، أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، بعد ثلاث موجات من الهجوم الحوثي المسلح على منزله، انتهت باستشهاده وإصابة زوجته، وتفخيخ المنزل تمهيدًا لتفجيره.
وبحسب مصادر محلية وشهادات موثوقة، بدأت الجريمة فجر الأحد الموافق 29 يونيو، عندما نفذت ميليشيا الحوثي الحملة الأولى على منزل الشيخ في قرية المعذب، وقامت بربطه داخل المسجد القريب من منزله.
غير أن زوجته المسنة سارعت إلى الموقع بعد سماع أصوات الصياح، وأطلقت النار على المهاجمين وقتلت أحدهم، ثم فكّت قيود الشيخ تحت وابل من الرصاص.
عقب ذلك، شنّت الميليشيات الحملة الثانية ظهرًا، مستخدمة أكثر من 30 طقمًا عسكريًا، واندلعت اشتباكات عنيفة قادها الشيخ صالح إلى جانب أولاد أخيه، الشيخ سعد حنتوس، وعبدالرحمن، وحمزة، وأسامة، الذي أصيب وأُسر وهو ينزف.
ومع غروب الشمس، تصاعد الموقف أكثر، حيث وصلت تعزيزات إضافية من الأطقم الحوثية، وتواصلت المواجهات حتى استُشهد الشيخ متأثرًا بجراحه، بعد أن قاوم حتى اللحظة الأخيرة، فيما تعرّضت زوجته لإصابة خطيرة لم تتأكد تفاصيلها بعد.
الشيخ صالح حنتوس تجاوز عقده السابع، وأمضى أكثر من 40 عامًا في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، وكان يدير دارًا قرآنية شهيرة في المنطقة، أغلقتها الميليشيات قبل خمس سنوات، ثم فرضت عليه مشرفًا حوثيًا لمراقبة نشاطه.
ورغم محاولات الحوثيين المتكررة لاعتقاله، وتمرير وساطات قبلية لاستسلامه، رفض الشيخ الانصياع أو مغادرة داره، ما جعله هدفًا مباشرًا لعمليات متعاقبة من المداهمات والمضايقات، شملت إطلاق النار على أبنائه في السوق، ومصادرة راتبه، والتهديدات المتكررة بالتصفية، والتي تحدث عنها في وصية صوتية وثّق فيها ما كان يتعرّض له.
مصادر محلية أكدت أن القيادة الميدانية للحملة يقودها شقيق فارس الحباري، مدير أمن محافظة صنعاء، بالتعاون مع مشايخ ووجهاء موالين للحوثيين من أبناء ريمة، أبرزهم فارس روبع، ومحمد عبده مراد، الذين شاركوا في استجوابه أكثر من مرة، وفرضوا عليه الإذعان لمشروعهم الطائفي، لكنه رفض بشكل قاطع.
إدانات ومطالبات بالتحقيقوأدان مكتب حقوق الإنسان في ريمة الجريمة في بيان رسمي، مؤكدًا أنها ترقى إلى جريمة حرب متكاملة الأركان، ومطالبًا بفتح تحقيق محلي ودولي عاجل لمحاسبة الجناة وتدخل المنظمات الحقوقية والإنسانية لحماية من تبقى من أسرة الشيخ بالاضافة إلى المطالبة بإعلان موقف قبلي صريح ضد ما وصفوه بـ"العار المتحوث" الذي سمح بهذه الجريمة في ريمة.
وفي حين تستمر الميليشيات الحوثية بتفخيخ منزل الشيخ وتهديد السكان المحيطين، تتصاعد المطالبات بكشف المتورطين المحليين في الجريمة، خاصة أولئك الذين سهّلوا العملية وشاركوا في تمهيد الطريق لها.