مشروبات الطاقة خطر يهدد الصحة العامة.. 7 مخاطر و6 بدائل
كتب- عمر صبري: قالت الدكتورة عزيزة ثروت جمال، باحثة بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية، بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن السنوات الأخيرة شهدت انتشارًا واسعًا لمشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين؛ حتى أصبحت ظاهرة مقلقة في كثير من المجتمعات، وعلى رأسها المجتمع المصري.
وأضافت عزيزة أن هذه المشروبات تُسوَّق على أنها وسيلة سريعة لزيادة النشاط والتركيز وتحسين الأداء البدني والعقلي؛ لكنها في الواقع تخفي خلف مظهرها الجذّاب العديدَ من الأضرار الصحية والنفسية.
تعريف مشروبات الطاقة ومكوناتها وعرفت عزيزة مشروبات الطاقة بأنها مشروبات غير كحولية تُستخدم لزيادة النشاط البدني والذهني، وتحتوي بشكل رئيسي على الكافيين، والسكر، والجلوكورونولاكتون، والتورينوجوار أناوتامين، وفي بعض الأنواع تُضاف مستخلصات نباتية وبعض الفيتامينات والجنسينج، وتصل نسبة الكافيين في بعضها إلى ثلاثة أضعاف ما تحتويه القهوة.
انتشار مشروبات الطاقة بين الشباب وأوضحت الباحثة أنه يرجع انتشار هذه المشروبات بين الشباب إلى عدة عوامل؛ منها الإعلانات الجذابة، والربط بين تناولها والنجاح الرياضي أو التفوق الذهني، وسهولة توفرها في المحلات التجارية، وغالبًا ما يتناولها الشباب قبل الامتحانات أو أثناء ممارسة الرياضة، ظنًّا منهم أنها تُحسِّن الأداء.
وأضافت عزيزة أن مشروبات الطاقة تُعد خطرًا صحيًّا حقيقيًّا؛ خصوصًا عند الإفراط في تناولها، ومن أبرز أضرارها: 1- زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
2- القلق والتوتر واضطرابات النوم.
3- الإدمان على الكافيين.
4- مشكلات في الكبد والكلى عند الاستهلاك المزمن.
5- خطر على مرضى السكري؛ بسبب ارتفاع نسبة السكر.
6- تسبب الصداع والأرق.
7- تأثيرات سلبية على النمو عند المراهقين.
وأكدت الباحثة أنه من الضروري أن تتدخل الجهات المختصة؛ لوضع ضوابط صارمة لبيع مشروبات الطاقة، مثل منع بيعها لمن هم دون 18 عامًا، ومنع بيعها في المدارس والجامعات، وإجبار الشركات على وضع تحذيرات واضحة على العبوة، ووضع ضرائب خاصة للحد من استهلاكها، وأيضًا لا ينصح بتناول هذه المشروبات للحوامل والأطفال.
وأشارت عزيزة إلى أن للإعلام دورًا مزدوجًا؛ فهو من جهة يسهم في الترويج الواسع لمشروبات الطاقة من خلال الإعلانات الباهرة، ومن جهة أخرى يمكنه أن يلعب دورًا توعويًّا كبيرًا من خلال تقديم برامج ومحتويات تشرح الأضرار الصحية، وتشجيع أنماط الحياة الصحية، وعرض تجارب حقيقية لأشخاص تأثروا سلبًا بتناولها.
وتابعت الباحثة: غالبًا ما تُروَّج مشروبات الطاقة في صالات الألعاب الرياضية، ومحطات الوقود والمحلات التجارية، والجامعات والمدارس؛ من خلال عربات البيع المتنقلة، ومنصات التواصل الاجتماعي عبر المؤثرين.
هل هناك ضرورة لتناول مشروبات الطاقة؟ وأجابت الباحثة ردًّا على سؤال "هل هناك ضرورة لتناول مشروبات الطاقة؟"، قائلةً إنه في الواقع معظم الناس؛ خصوصًا الشباب والمراهقين، لا يحتاجون إلى مشروبات الطاقة، بل يمكن أن يحصلوا على النشاط والتركيز من خلال التغذية السليمة والنوم الكافي وممارسة الرياضة.
البدائل الصحية لمشروبات الطاقة وحددت عزيزة العديدَ من البدائل الصحية التي يمكن أن تمنح الجسم النشاط والتركيز دون آثار جانبية؛ ومنها: 1- الماء البارد مع شريحة ليمون.
2- العصائر الطبيعية الطازجة؛ مثل الليمون والبرتقال والنعناع.
3- المكسرات الغنية بأوميجا 3.
4- الشاي الأخضر أو الأعشاب الطبيعية.
5- التمارين الصباحية والتنفس العميق.
دور الإعلام والبحث العلمي في إيجاد الحلول ونوهت الباحثة بأنه يجب أن يتعاون الإعلام مع مراكز البحث العلمي؛ لتقديم بدائل حقيقية.
وشددت عزيزة على أن انتشار مشروبات الطاقة بين الشباب والمراهقين لم يعُد مجرد ظاهرة عابرة؛ بل أصبح خطرًا يهدد الصحة العامة، من الضروري أن تتكاتف الجهود بين الأسرة والمدرسة والإعلام والجهات الرقابية؛ للحد من هذا الخطر، وتوجيه الشباب نحو بدائل صحية ومستقبل أكثر وعيًا وسلامة.
اقرأ أيضًا: