قبائل عمران تُحيي "يوم النشور" في استعراض لهويتها القبلية في وجه محاولات الطمس الحوثية

في تحدٍ واضح لمحاولات جماعة الحوثي فرض طابع طائفي على المناسبات الاجتماعية، أحيت آلاف من أبناء قبائل محافظة عمران، أمس الأحد، مناسبة "يوم النشور"، وهو تقليد قبلي عريق يصادف اليوم العاشر بعد عيد الأضحى المبارك.
وشهدت منطقة ريدة توافد القبائل، خاصة من قبائل بكيل وعيال سريح وغولة عجيب والجبل، حاملين أسلحتهم التقليدية، ومرددين الزوامل والأهازيج الشعبية، في مشهد احتفالي خالٍ من أي شعارات حزبية أو طائفية.
ويُعد "يوم النشور" أحد أبرز الأعياد القبلية في شمال اليمن، حيث تجتمع القبائل للتصالح والتسامح ومناقشة شؤونها العامة، إلى جانب الاحتفال بعودة الحجاج وختام عيد الأضحى.
وتُمارَس خلاله طقوس تشمل إطلاق النار في الهواء، وتنظيم مسابقات للرماية، والرقصات الشعبية كـ"البرع".
ورغم غياب توثيق رسمي لنشأة هذا التقليد، يؤكد كبار القبائل أن عمره يتجاوز 200 عام.
ويُعتقد أن المناسبة نشأت من عادة استقبال القبائل لحجاجها العائدين، وتوديع أجواء العيد استعدادًا لاستئناف الحياة اليومية.
اللافت أن "يوم النشور" يأتي مباشرة بعد ما يُعرف بـ"عيد الغدير" الذي تحتفي به جماعة الحوثي سنويًا، وهو ما دفع الجماعة في السنوات الأخيرة لمحاولات متعددة لتعطيل المناسبة أو دمجها ضمن أجندتها، وهو ما قوبل برفض حازم من القبائل.
وكانت أبرز محاولات الحوثيين في عام 2023، حين مُنع إطلاق النار خلال المناسبة، إلا أن القبائل خرجت في استعراض جماهيري واسع، متحدية المنع، وسط تحذيرات شديدة اللهجة من وجهاء غولة عجيب لأبو علي الحاكم، أحد أبرز قيادات الجماعة.
ويرى مراقبون أن استمرار إحياء "يوم النشور" يعكس تمسك القبائل اليمنية بهويتها وتقاليدها، ويمثل موقفًا اجتماعيًا واضحًا ضد محاولات فرض طابع مذهبي على الفضاء العام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتبقى هذه المناسبة رمزًا حيًا للهوية القبلية اليمنية، ورسالة صريحة بأن الثقافة الأصيلة لا تُمحى بسهولة، رغم محاولات التسييس والطمس المتعمد.
المصدر: المصدر اونلاين