“غورغي”.. الحزب الذي حكم السنغال لسنوات يواجه خطر الانقسامات
صحراء ميديا/ إبراهيم الهريم ـ دكار يعيش الحزب الديموقراطي السنغالي الذي يرأسه الرئيس الأسبق عبدولاي واد، انقسامات داخلية، قد تعصف بالحزب الذي يعتبر أحد أعمدة المشهد السياسي في السنغال، منذ استقلال البلاد.
قبل أيام، ألغت الغرفة الثانية في المحكمة المدنية والتجارية في داكار، قرارا من رئيس الحزب عبدولاي واد، بتعيين فاتو صو، على رأس الاتحادية الوطنية لنساء الحزب.
قرار العدالة السنغالية، جاء بعد لجوء إحدى كوادر الحزب، حوا با، إلى القضاء من أجل إلغاء القرار، الذي اعتبرت أنه يتنافى مع القوانين التنظيمية للحزب في ما يتعلق بتعيين المناضلين في المناصب، في خطوة تؤكد حسب وسائل إعلام سينغالية على الانقسامات الحادة التي يعيشها الحزب ذي التوجه الليبرالي.
وألغى القضاء قرار الرئيس عبدولاي واد، وألزم الحزب بدفع التعويضات اللازمة.
الحزب الذي أسسه الرئيس السنغالي الأسبق عبدولاي واد، في يوليو عام 1974، وطثير ما أطلق عليه اسم “غورغي” والتي تعني الرجل الكبير، يعيش منذ سنوات على وقع أزمات داخلية، وصراعات بين مناضليه، تسببت في انسحاب عدد من كوادره، وتشكلهم لتحالفات وتكشيلات سياسية موازية.
تذبذب في الخيارات وبرزت للعلن هذه التجاذبات خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة، حيث تباينت مواقف بعض المناضلين والقيادات، مع الموقف الرسمي للحزب، خصوصا بعد دعمه رسميا، في رئاسيات 2024، للرئيس بشير وجوماي فاي، وعودته إلى المعارضة من جديد عبر تحالفه مع عدو الأمس، حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بقيادة الرئيس السابق ماكي صال، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، خطوة وصفها البعض بأنها تعبير عن نوع من التذبذب في خيارات عميد الأحزاب السياسية في السنغال.
مسؤولة الاتصال في الحزب نفيستو دياللو، أوضحت في لقاء تلفزيوني أمس الأحد، أن الحزب يعيش تناغما تاما، مدافعة عن الخيارات والتحالفات التي دخل فيها الحزب مؤخرا.
وقالت دياللو إنهم “دعموا الرئيس بشير وجوماي فاي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، استجابة لمطالب شعبية مشروعة، ومن أجل الوقوف أمام مرشح تحالف بينو بوك ياكار، آنذاك آمادو با”، معتبرة أن ذلك كان خيارا استراتيجيا.
من جهة أخرى بررت مسؤولة الاتصال في الحزب الديموقراطي السنغالي أن دخول الحزب في تحالف مع حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المحسوب على الرئيس لاسابق ماكي صال في الانتخابات التشريعية الأخيرة، “كان مبادرة من الرئيس عبدولاي واد، في سعيه لتوحيد الليبراليين تحت ظل واحد، وهي خطوة لا تعبر بأي حال من الأحوال عن رغبة في ركوب الأمواج، بل هي رغبة دفينة لدى عبدولاي واد بتوحيد صفوف الليبراليين”، وفق تعبيرها.
عودة إلى القواعد الشعبية لكن هذه الخيارات كما تقول نفيستو دياللو، لم تلق قبولا واسعا داخل الحزب، مؤكدة أنها تسببت في بعض الأحيان في انسحاب البعض وانشقاقه عن الحزب، وأضافت “يجب الاعتراف بأن بعض الخيارات قد تكون لها تداعيات صعبة، لكن هذه هي طبيعة العمل الحزبي والسياسي، فبناء حزب سياسي يعني مواجهة التحديات، والوقوف بقوة على موقف واحد”.
الحزب الذي أسسه الرئيس الأسبق عبدولاي واد، ووصل عبره إلى السلطة عام 2000، يواجه عواصف أبرزها تجديد الساحة السياسية في البلاد، وبروز أوجه سياسية جديدة.
ويحضر الحزب للعوة إلى قواعده الشعبية، عبر جولة في مدن الداخل، في محاولة للتجديد، وتقديم برنامج جديد، تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.