كاتب إسرائيلي: إسرائيل خسرت بالفعل أمام إيران
خسرت الحرب ضد إيران عندما أطلقت أول صاروخ، بهذا الرأي القاطع استهل المحامي والباحث الإسرائيلي إيتاي ماك مقاله التحليلي في صحيفة هآرتس.
وجاء في المقال أنه بينما يهرع المدنيون الإسرائيليون إلى الملاجئ للاحتماء من الهجمات، "تمطرهم" الحكومة والجيش وجهاز الاستخبارات () بحملة دعائية تتضمن قائمة بالمنشآت النووية والقادة العسكريين الإيرانيين الذين قضت عليهم "بفضل قدرات إسرائيل العملياتية المذهلة والماكرة".
اقرأ أيضا list of 2 itemsend of list لكن ماك يحذر من أنه ما إن ينقشع دخان التفجيرات في غضون أيام أو أسابيع قليلة، حتى يتبين للرأي العام الإسرائيلي أن الخطر الإيراني لا يزال ماثلا ولم يتبدد في الواقع، بل ربما ازدادت دوافع إيران لإنتاج أسلحة نووية بسبب هذه الجولة من العنف.
وقال إن الانتصار في الحرب يتوقف على تحقيق أهداف محددة بوضوح، لافتا إلى أن الحرب ضد إيران تفتقر إلى أهداف واقعية شأنها شأن الحال في .
ويتفق ماك -وهو خبير في مجال صادرات إسرائيل العسكرية- مع رأي الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين الذين لطالما أكدوا أن من المستحيل محو المعرفة النووية الهائلة التي راكمتها إيران على مر السنين.
وبدا الكاتب غير متفائل عندما يقول إنه طالما أن الأيديولوجية "المتطرفة" للنظام الإيراني ستظل باقية ولا يمكن وأدها أو قصفها حتى تُجبر على الاستسلام، فإن كل منشأة عسكرية دمرتها إسرائيل سيعاد بناؤها وكل جنرال قُتل سيتم استبداله.
ويرى ماك أن الوحيدين الذين يستطيعون تحديد طبيعة نظام الحكم في هم مواطنو الدولة نفسها، مشيرا إلى أن إسرائيل ظلت لسنوات تحتفظ بورقة رابحة وهي التلويح بشن هجوم عسكري واسع النطاق، الذي شكّل رادعا رئيسيا في الصراع ضد إيران.
وأوضح أن تلك الورقة أثرت على تصرفات وعلى ردود فعل الذي سعى إلى حل دبلوماسي للصراع.
والآن، بعد هجومها على إيران، لا تملك إسرائيل أي أوراق أخرى في جعبتها، برأي ماك.
إعلان وعندما تُستأنف المفاوضات الدبلوماسية، فإن الكاتب يرجح أن النظام الإيراني سيصل تلك النقطة وهو أشد قوة ومنعة بعد صموده في وجه الهجمات الإسرائيلية التي كان يخشى حدوثها من قبل.
ولم تكن إسرائيل وحدها التي خسرت أوراقها الرابحة التي كانت مصدر الردع ضد إيران، فها هي إدارة الرئيس الأميركي ، الذي كان يعوِّل أيضا على الضربات الإسرائيلية للضغط على إيران وإرغامها على التفاوض، تواجه معارضة من قاعدتها السياسية في الداخل للهجوم الإسرائيلي.
ويعتقد المحامي والباحث الإسرائيلي في مقاله أن رئيس الوزراء -المطلوب للمحكمة – يجد نفسه وحيدا دون دعم جدي من في الوقت الذي يشن فيه ما قد يتحول إلى حرب طويلة الأمد.
ورغم أن الكاتب يتوقع أن ترامب سيبذل جهده لوقف هذه الضربات، فإنه يرجح أيضا أن إسرائيل ستضطر للاعتماد على حزمة المساعدات الأميركية لتمويل الحرب التي ستكلف إسرائيل مليارات الدولارات، حسب تقديرات .
ويبقى أن نرى ما إذا كانت إدارة ترامب مستعدة للمساعدة في دفع فاتورة الحرب، على حد تعبير المقال، الذي يرى أن لا شيء من هذا القبيل يهم نتنياهو بطبيعة الحال "بعد أن أوفى -من وجهة نظره- بأحد وعوده الرئيسية لناخبيه ومعجبيه".