محطات في إنهاء العنصرية والعبودية وتمثال الحرية بأسبوع يونيو الثالث
في مثل هذا الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران، شهد التاريخ محطات مفصلية في نضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة الإنسانية إذ تقاطعت مسارات النضال ضد العنصرية والعبودية التي باتت علامات فارقة بتاريخ البشرية.
استعرض برنامج "في مثل هذا الأسبوع" عبر منصة الجزيرة 360 -في حلقته الجديدة- أبرز المحطات التاريخية التي أثّرت بعمق في مسيرة الحضارة الإنسانية، من انتفاضة سويتو الطلابية في جنوب أفريقيا إلى تحرير العبيد في أميركا، وصولا إلى تدشين تمثال الحرية.
ففي 16 يونيو/حزيران 1976، اندلعت انتفاضة سويتو الطلابية في جنوب أفريقيا، حين خرج آلاف الطلاب في مسيرة سلمية احتجاجا على فرض اللغة الأفريكانية في التعليم، لكن الشرطة واجهتهم بالقمع الوحشي.
كانت الأفريكانية لغة الحكومة البيضاء ورمزا للتمييز العنصري، فشعر الطلاب أن فرضها وسيلة لمحو هويتهم الثقافية.
ردت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وكان هيكتور بيترسون من أوائل الضحايا، وتحولت صورته في لحظاته الأخيرة إلى رمز للانتفاضة.
اقرأ أيضا list of 4 itemsend of list انتشرت أحداث سويتو الدامية في العالم، خاصة بعد انتشار صور المواجهات العنيفة، مما استدعى إدانة دولية واسعة لنظام الفصل العنصري، وخلقت الانتفاضة تأثير كرة الثلج الذي أودى في النهاية بالنظام العنصري في جنوب أفريقيا.
حظر العبودية بأميركا وفي السياق الأميركي، شهد الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران 1865 محطة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة، حين وقّع الرئيس أبراهام لينكولن قانونا يحظر العبودية في جميع أراضي الاتحاد، في خطوة تالية لإعلان تحرير العبيد.
إعلان كانت الحرب الأهلية الأميركية قد اندلعت بسبب الخلاف حول العبودية بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي.
ومع انسحاب نواب الجنوب من الكونغرس، أصبح الجمهوريون أغلبية مطلقة، مما مهد الطريق لإقرار قوانين جذرية ضد العبودية.
تحرير العبيد لم يكن قرارا فوريا، بل رحلة نضال استمرت لقرون، إذ كان العبيد الفارون يتحولون إلى جزء من إستراتيجية الحرب ضد الولايات الكونفدرالية.
الحرية لم تكن يوما هدية تُمنح، بل كانت دائما حقا يُنتزع بالنضال والأمل.
وصول تمثال الحرية وفي 17 يونيو/حزيران 1885، وصل تمثال الحرية إلى نيويورك بعد رحلة عبر المحيط الأطلسي، حاملا معه حلم النحات الفرنسي فريديريك بارتولدي.
كان التمثال في الأصل فكرة لإنشاء منارة ضخمة على مدخل قناة السويس في مصر.
رفض الخديوي إسماعيل المشروع بسبب التكلفة المرتفعة، فتحولت الفكرة إلى هدية من الشعب الفرنسي للشعب الأميركي تكريما لنجاح الولايات المتحدة في تأسيس جمهورية ديمقراطية.
تم تجميع التمثال المكون من 350 قطعة في نيويورك، وكُشف عنه رسميا في أكتوبر/تشرين الأول 1886.
يحمل تمثال الحرية رمزية عميقة، حيث تمثل الشعلة في يده اليمنى الحرية التي تنير العالم، بينما تشير السلاسل المكسورة عند قدميه إلى فكرة التحرر.
والقصيدة المنقوشة عند قاعدته تدعو المتعبين والمساكين للبحث عن نسائم الحرية.
هذه المحطات التاريخية في الأسبوع الثالث من يونيو/حزيران تؤكد أن النضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية كان دائما رحلة طويلة ومعقدة، تتطلب تضحيات جسيمة وإرادة صلبة لكسر قيود الظلم والاستعباد.