العلاج بالموسيقى يخفض قلق المريضات بالسرطان خلال جلسات الإشعاع
أثبتت نتائج دراسة علمية حديثة أنجزها مغاربة، أساتذة بكلية الطب والصيدلة، وأطباء بالمستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة، أن “العلاج بالموسيقى التلقائي” (Receptive Music Therapy) وفقا للتسلسل على شكل حرف U، يخفّض “بشكل كبير” من مستويات القلق لدى النساء المصابات بسرطانات الجهاز التناسلي وسرطان الثدي خلال جلسات العلاج الإشعاعي.
وأكدت الدراسة “الأولى من نوعها بالمغرب”، ونُشرت بالمجلة الطبية العلمية المفتوحة “Cureus”، تحت عنوان “تأثير العلاج بالموسيقى التلقائي باستخدام التسلسل على شكل حرف U على القلق لدى المرضى الخاضعين للعلاج الإشعاعي لسرطانات الجهاز التناسلي وسرطان الثدي”، الانتشار “المرتفع” للقلق بين النساء الخاضعات لجلسات هذا العلاج.
وأنجز هذا الإسهام العلمي: الباحثون محمد الحفيد، أستاذ مشارك في الأورام الإشعاعية، ونجدي عادل، أستاذ في الطب العام، ونبيلة سلال، أستاذة مساعدة في علم الأورام، بكلية الطب والصيدلة بطنجة، إلى جانب سلوى المرابط، دكتورة في الطب العام وعلم الأوبئة، بمختبر علم الأوبئة والصحة العامة، وفضيلة بوسغيري، دكتورة في التخصص ذاته بالمستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وعمل الباحثون خلال الدراسة، التي أجريت في قسم العلاج الإشعاعي بالمستشفى الجامعي محمد السادس بطنجة، على توزيع 30 مريضة يخضعن للعلاج الإشعاعي على مجموعتين: مجموعة تجريبية وأخرى ضابطة.
وتلقت مريضات المجموعة التجريبية “جلسة علاج بالموسيقى التلقائي مدتها 20 دقيقة، خلال جلستهن الثالثة من العلاج الإشعاعي؛ بعدما قامت كل منهن باختيار الموسيقى المفضلة لديها، ليتم تشغيلها عبر سماعة بلوتوث”.
أما المجموعة الضابطة، وفق المصدر نفسه، “فتلقت الرعاية المعتادة دون أي تدخل موسيقي”.
وبعد تقييم مستويات القلق لدى المجموعتين خلال الجلسة المذكورة، باستخدام النسخة العربية من “مقياس حالة القلق (STAI، النموذج Y1)، توصل الباحثون إلى أن المجموعة الضابطة، التي لم تخضع للعلاج بالموسيقى التلقائي، أظهرت “زيادة كبيرة” في درجات القلق بعد الجلسة؛ “بينما على العكس من ذلك سجّلت المجموعة التي تلقّت العلاج بالموسيقى انخفاضا ملحوظا في مستويات القلق”.
وأكدت الدراسة أن المستويات الأولية للقلق قبل العلاج كانت متماثلة بين المجموعتين، “دون فروق ذات دلالة إحصائية”، غير أنه بعد الجلسة العلاجية كانت هذه المستويات “أقل بشكل كبير” لدى المجموعة التي خضعت للعلاج بالموسيقى مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ووفق المعطيات المتوفّرة فإن العلاج بالموسيقى باستخدام التسلسل على حرف U يقوم أساسا على تكرار مقاطع موسيقية أو أنماط لحنية معينة على شكل هذا الحرف، لكن مع “تغييرات بسيطة في النوتة أو الإيقاع أو في السرعة”، مع التركيز دائما على الحرف ذاته.
وتفيد منصة “MUSIC CARE”، في هذا الصدد، بأن “تسلسل حرف U يُعدّل علميا جميع المعايير الموسيقية ويعتمد مبادئ التنويم المغناطيسي المسكن”، موضحة أن ” بروتوكولاته الموسيقية تُفضي بالمريض تدريجيا إلى حالة استرخاء عميق، وهو يعالج بشكل طبيعي الألم والقلق واضطرابات النوم”.
جدير بالذكر أن الأعمار ما بين 46 و59 سنة تعد الفئة العمرية الأكثر تمثيلا في الدراسة العلمية، “إذ شكلت 63.
3% من المشاركين”، بينما في ما يتعلّق بالتشخيص “كانت 50% من النساء مصابات بسرطان الثدي، و30% بسرطان عنق الرحم، و20% بسرطان بطانة الرحم”.
وأفاد الإسهام العلمي ذاته بأن “العديد من الدراسات المنشورة أشارت إلى استخدام العلاج بالموسيقى لتقليل مستويات القلق لدى المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي”، مستدركا: “غير أنه على حد علمنا لم تُجرَ أي دراسة من هذا القبيل في المغرب”.
وإجمالا يعد القلق، كما استحضر الأطباء وأساتذة الطب المغاربة، “تجربة شائعة بين مرضى السرطان، إذ يظهر خلال مراحل مختلفة من رحلة الرعاية العلاجية للأورام، بدءا من التشخيص الأولي ومرورا بالعلاج وحتى المتابعة ما بعد العلاجية”.