معهد وايزمان "عقل إسرائيل النووي" الذي قصفته إيران
معهد وايزمان للعلوم هو أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية في ، وثالث مؤسسة تعليمية أنشئت فيها، ويصنف ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم، ويقدم خدمات بحثية متقدمة ، ويطلق عليه لقب "العقل النووي لإسرائيل".
تأسس المعهد عام 1934 في فترة ، ومنذ عام 1948 وهي توليه أهمية كبيرة ضمن منظومتها للبحث والتطوير، وله أبحاث علمية وبراءات اختراع في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الحياة والتقنيات المتقدمة والنانو والطب الحيوي والتقنيات العسكرية.
قصفت المعهد -الذي يتخذ من مدينة رحوفوت جنوب وسط إسرائيل مقرا له- بصاروخ باليستي يوم 14 يونيو/حزيران 2025، مما أسفر عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث، واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
التأسيس أسسه عام 1934 العالم الكيميائي حاييم وايزمان، الذي شغل منصب رئيس منظمة الصهيونية العالمية وكان أول رئيس لإسرائيل، تحت اسم معهد "دانيال سيف" للأبحاث، وذلك تخليدا لذكرى أبناء متبرع بريطاني أسهم في تأسيس المعهد ودعم هجرة اليهود إلى .
وقتها كان المعهد ثالث مؤسسة للتعليم العالي يؤسسها اليهود في فلسطين بعد معهد التخنيون في والجامعة العبرية في القدس، وكان يركز على الأبحاث الخاصة بتطوير القطاع الزراعي لليهود في فلسطين، وتمكّن بالتعاون مع محطة "التجارب الزراعية" اليهودية من تهجين نباتات جديدة.
معهد وايزمان أحد أعمدة البحث العلمي في إسرائيل (شترستوك) منذ اللحظات الأولى لتأسيس المعهد، وهو يشكل أحد أعمدة البحث العلمي في إسرائيل، فقد دُعي للعمل فيه كبار علماء اليهود وغيرهم، خاصة الداعمين للحركة وهجرة اليهود إلى فلسطين.
عام 1944 أسس مجموعة من النشطاء اليهود في بقيادة مائير فايسجل اللجنة الأميركية لمعهد وايزمان بهدف جمع الأموال اللازمة لتوسيعه وتطويره.
وبعدها بعامين، وضع حاييم وايزمان الحجر الأساس للمبنى الجديد للمعهد، وبنى مبناه الرئيسي وملاحقه المختلفة.
إعلان في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1949، أعيدت تسمية المعهد وأطلق عليه اسم مؤسسه "معهد الدكتور حاييم وايزمان"، وفي عام 1959 أسس المعهد شركة "ييدا" للترويج لابتكاراته.
أبحاث وبراءات اختراع يصدر معهد وايزمان العشرات من الأبحاث سنويا في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الحياة والتقنيات المتقدمة والنانو والطب الحيوي والتقنيات العسكرية والكيمياء والأدوات الطبية الدقيقة والرياضيات، وله مئات براءات الاختراع، الأمر الذي جعل البعض يطلق عليه لقب "العقل النووي لإسرائيل".
كما يصدر المعهد دراسات دورية حول الأمراض السرطانية ومعالجتها، وبحوثا في علم الجينات، ويستضيف نحو 50 مؤتمرا علميا دوليا كل عام.
المعهد سمي على حاييم وايزمان رئيس منظمة الصهيونية العالمية وأول رئيس لإسرائيل (غيتي) ويولي المعهد اهتماما كبيرا بتطوير طرق التعليم في المواضيع العلمية، بحيث يؤسس باحثوه طرقا وأساليب جديدة في التدريس لاسيما الجامعي، ويصدر الكتب التعليمية لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية في الرياضيات والطبيعة والفيزياء والكيمياء وغيرها من المواضيع العلمية.
ويدير القسم ثلاثة مراكز وطنية للمعلمين: المركز الإسرائيلي لمعلمي الكيمياء، والمركز الإسرائيلي للعلوم والتكنولوجيا في المدارس الإعدادية، والمركز الإسرائيلي لمعلمي الفيزياء.
وسجل المعهد منذ تأسيسه نحو ألفي براءة اختراع، وفيما يلي أبرز ابتكاراته وأبحاثه: ابتكار جهاز حاسوب "إيزاك"، الذي يعدّ الأساس لصناعة الحاسوب في إسرائيل، عام 1945.
هو أول مؤسسة إسرائيلية تعد أبحاثا حول مرض السرطان، وأول مؤسسة تبني مسرعات الجسيمات.
بناء أول برج للطاقة الشمسية في إسرائيل عام 1989.
اختراع دواء "كوباكسون" لعلاج مرض التصلب اللويحي المتعدد عام 1997، وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
إنشاء حديقة "كريات وايزمان" للتكنولوجيا الفائقة.
في أبريل/نيسان 2004 طوّر المعهد أول حاسوب بيولوجي في العالم، واخترعه البروفيسور إيهود شابيرا.
عام 2006 أسس مبادرة أبحاث الاستدامة والطاقة لدعم الاكتشافات العلمية في مجال الطاقة البديلة.
تصنيع أنظمة تشفير وفك تشفير البث التلفزيوني.
ابتكار أنظمة الليزر الخاصة بقطع الماس بشكل دقيق وحساس.
أطلق المعهد أول حاسوب كمي في إسرائيل عام 2022.
ابتكار طريقة لزراعة العظام من متبرع غير متوافق في الثدي، وعلاج الأورام السرطانية الحميدة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
تطوير أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية المحسنة مثل: القمح الغني بالبروتين، والبطيخ الذي ينضج مبكرا.
خدمات عسكرية يقدم المعهد خدمات بحثية متقدمة للجيش الإسرائيلي، خاصة في مجالات وأنظمة الرصد والمراقبة وتحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة وتوجيه .
كما يعمل المركز على تطوير أسلحة ذاتية التحكم أو شبه ذاتية، وتطوير أجهزة التوجيه والتعقب الدقيقة، وتطوير تقنيات تشويش وتقنيات الحماية الإلكترونية المتقدمة، وتقديم بحوث تتعلق بتقنيات نووية أو طاقة موجهة، فضلا عن دعم أنظمة العسكرية.
إعلان عشرات المختبرات يضم المعهد أكثر من 30 مختبرا في شتى المجالات العلمية، ومكتبة علمية كبيرة تضم آلاف الكتب والمجلات والأبحاث والموسوعات العلمية، فضلا عن قاعات للمحاضرات وللمؤتمرات ومساكن للباحثين وفرق العاملين.
ويحتوي المعهد على خمس كليات، وهي: الأحياء والكيمياء الحيوية والفيزياء والرياضيات وعلوم الحاسوب، وتضم هذه الكليات 17 قسما علميا، أبرزها: قسم تدريس العلوم ووحدة الآثار العلمية.
متحف أحد أبرز المؤسسات التي تتبع المعهد، ويضم الأعمال والمقتنيات والأدوات الخاصة بهذه المؤسسة، وخاصة أرشيفها الذي يحتوي على أكثر من 200 ألف وثيقة بما في ذلك مراسلاته مع واللورد .
وتعد كلية فاينبرغ أهم المؤسسات العلمية التابعة للمعهد، وهي أول مؤسسة أكاديمية في إسرائيل تدرس علوم الحاسوب، وتركز على البحث العلمي المكثف، وتوفّر فرصا للعمل مع مجموعات بحثية رائدة في العلوم على المستوى الدولي.
ومذ تأسيسها عام 1958 حتى عام 2024، منحت الكلية أكثر من ثلاثة آلاف من طلبتها درجة الماجستير وأكثر من 5 آلاف درجة الدكتوراه ونحو 4500 درجة ما بعد الدكتوراه.
وتبلغ نسبة الإسرائيليين منهم 81%، والأجانب 19%.
معهد وايزمان يحصل على منح وتبرعات من شخصيات ومنظمات يهودية عبر العالم (شترستوك) منح وتبرعات يمنح المعهد الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في كلية فاينبرغ التابعة له درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الطبيعة دون رسوم، وفي المقابل يحصل على دعم مالي من الجاليات اليهودية حول العالم والمنظمة الصهيونية العالمية والعديد من الجمعيات العلمية اليهودية والحكومة الإسرائيلية.
ويقول المعهد إنه "يفخر بتأسيس شبكة دولية واسعة من الأصدقاء والداعمين الذين يشاركون رؤيته للعلوم لخدمة البشرية"، ويُكرم هؤلاء المتبرعين بإطلاق أسمائهم على مبانيه وساحاته وقاعاته وساحاته المختلفة.
جوائز وتصنيفات دولية حصل المعهد والعديد من الباحثين فيه على جوائز وتصنيفات عالمية، من أبرزها: حصول الباحث بالمعهد آدا يوناث على للكيمياء عام 2009.
حصول الباحثين بالمعهد أرييه وارشيل ومايكل ليفيت على جائزة نوبل في الكيمياء بالاشتراك مع عالم ثالث لعام 2013.
حصول 3 باحثين في المعهد على جائزة تورينغ في علوم الحاسوب، وذلك في أعوا 1996 و2002 و2012.
حصول الباحث بالمعهد يعقوب ساجيف على جائزة كافلي لتكنولوجيا النانو عام 2022.
فوز 10 باحثين من المعهد بجائزة بلافاتنيك للعلماء الشباب.
صنف المعهد ضمن أفضل 25 مؤسسة بحثية في العالم وفقا لمؤشر" يو مالتيرانك" عام 2019.
احتل المعهد الرتبة السابعة في أوروبا والأولى في إسرائيل بعدد المنح البحثية من مجلس البحوث الأوروبي، وذلك عام 2021.
صنفت جودة الأبحاث في المعهد في المرتبة العاشرة عالميا في مؤشر لايدن للعام 2024.
عام 2024 احتل المعهد الرتبة 69 عالميا والأولى في إسرائيل في مؤشر شنغهاي لتصنيف المؤسسات الجامعية.
قصف إيراني في يوم 14 يونيو/حزيران 2025 تعرض معهد وايزمان للعلوم إلى قصف إيراني بصواريخ باليستية في سياق تصعيد عسكري مع طهران بدأته إسرائيل بهجوم على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.
وأسفر القصف الإيراني عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.