الدكتور محمد عيضة شبيبة يكتب: العمامة السوداء والكوفية السوداء والعدالة الإلهية

التعاطف مع هذه الدولة المجرمة ضد تلك المجرمة أو مع تلك ضد هذه لا يؤثر أبدًا على سير العدالة الإلهية، ولا يمنع سنة الله في الانتقام من المجرمين ولا يؤخر غضبه عن القوم الظالمين.
لقد طغت العمامة السوداء والكوفية السوداء وعاثتا في الأرض العربية بإجرام لا مثيل له في التاريخ، لقد سفكتا الدم المعصوم بحقد عنصري وطائفي بغيض.
كم أبكت تل أبيب وطهران من عيون وهتكت من أعراض وأحرقت من أجساد ودمرت من مدن، وطغت وبغت وتجبرت؟!إن نسياننا لجرائم هذه أو تلك لا يُنسي الله جل جلاله ما فعلتا، ومشيئته سبحانه وتعالى غير مشيئتنا، وإرادته لا تسير وفق رغباتنا ولا حسب تعاطفنا.
إن دعوات عجائز حلب وآرامل درعا وأيتام حماه لن تقفل في وجهها أبواب السموات، وحاشا الله وهو الذي توعد وأقسم بنصرتها ولو بعد حين ، "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
وكما أحرقت العمامة السوداء حلب وأخواتها بصورة لا مثيل لها، فقد أحرقت الكوفية السوداء غزة وما حولها بصورة لا يشبها إلا ما وقع في حلب نفسها، ولقد رأى الله دموع أرامل غزة وقهر رجالها وأشلاء أطفالها كما رأى فجائع إخوانهم في العراق وسوريا واليمن ولبنان وهو جل جلاله ناصر المظلومين ورب المستضعفين.
إن لله سننًا لا تتبدل ونواميس لا تتغير شئنا أم أبينا، لا نحيط بها علمًا ولا ندري أين ستتوقف، لكننا نثق بكمال عدله ونؤمن بسعة علمه وقوة إحاطته، فهو بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.
*وزير الأوقاف والإرشاد