الولايات المتحدة تواجه تصاعداً مقلقاً في العنف السياسي: اغتيالات ومحاولات قتل تهزّ مينيسوتا

الولايات المتحدة تواجه تصاعداً مقلقاً في العنف السياسي: اغتيالات ومحاولات قتل تهزّ مينيسوتا

الولايات المتحدة تواجه تصاعداً مقلقاً في العنف السياسي: اغتيالات ومحاولات قتل تهزّ مينيسوتا في تصعيد خطير يعكس تنامي ظاهرة العنف السياسي في الولايات المتحدة، شهدت ولاية مينيسوتا، السبت الماضي، حادثتين منفصلتين تسببتا في صدمة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث تم اغتيال النائبة الديمقراطية ميليسا هورتمان وزوجها مارك داخل منزلهما في مدينة "بروكلين بارك"، فيما نجا السيناتور جون هوفمان وزوجته من محاولة اغتيال مماثلة بعد إصابتهما بطلقات نارية أمام منزلهما.

وتوالت ردود الفعل السياسية المنددة بالحادثتين، والتي وصفت بأنها جزء من نمط بات يتكرّر بشكل شبه روتيني في المشهد السياسي الأميركي، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في بيان: «لن يتم التساهل مع هذا العنف المروّع»، في حين أعربت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، عن "حزنها العميق"، مستذكرة حادثة الاعتداء على زوجها عام 2022.

كما عبّرت النائبة السابقة غابي غيفوردز، الناجية من محاولة اغتيال في 2011، عن تعاطفها الشديد مع أسر الضحايا.

وعبّر السيناتور الديمقراطي تشاك شومر عن قلقه العميق، قائلاً: «إدانة العنف لا تكفي إذا لم نقم بمعالجة جذوره.

نحن أمام تهديد مباشر لقيمنا الديمقراطية».

ودعا إلى تعزيز الحماية الأمنية لأعضاء الكونغرس، لاسيما ممثلي ولاية مينيسوتا.

وفي تطور لافت، كشف مسؤولون عن أن الحوادث الأخيرة ليست معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات السياسية التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، من بينها: إحراق منزل حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو أثناء نومه، إطلاق نار على موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، والهجوم على مقر الحزب الجمهوري في نيو مكسيكو باستخدام عبوات ناسفة، فضلاً عن إحراق متظاهرين في كولورادو.

من جانبه، قال النائب الديمقراطي غريغ لاندسمان إنه بات يعيش في خوف دائم خلال ظهوره في الفعاليات الجماهيرية، مضيفاً: «كل مرة أتخيل فيها نفسي ملقى على الأرض أُصاب بالهلع.

هذا الشعور لم يعد استثناءً بل أصبح رفيقاً دائماً».

وتشير بيانات جامعة برينستون إلى تسجيل أكثر من 170 حادثة تهديد ومضايقة بحق مسؤولين محليين في نحو 40 ولاية منذ بداية عام 2025، ما يعكس حجم التوتر والتصعيد في الخطاب السياسي الأميركي.

وعلى الرغم من التاريخ الطويل للعنف السياسي في الولايات المتحدة – والذي شهد مقتل أربعة رؤساء ومحاولات اغتيال متعددة – إلا أن المراقبين يرون أن ما تشهده البلاد اليوم يمثل تحولاً خطيراً في طبيعة الحياة السياسية، حيث بات خصوم سياسيون يُنظر إليهم على أنهم "أعداء يجب إسكاتهم".

وساهمت الحملات الانتخابية الأخيرة، وخاصة الخطاب التحريضي للرئيس السابق والحالي دونالد ترمب، في تأجيج هذا المشهد.

ففي أكثر من مناسبة، أعرب ترمب عن تأييده الضمني لاستخدام العنف ضد المعارضين، بل وشجّع أنصاره على الاعتداء على المتظاهرين، ما أدى إلى تفاقم حالة الاستقطاب.

وفي هذا السياق، قالت السيناتورة إيمي كلوبوشار، وهي من المقربين للنائبة الراحلة ميليسا هورتمان، إن «الخطاب العنيف، والمعلومات المضللة على الإنترنت، وقود لهذا الانفجار المستمر.

.

.

على السياسيين أن ينظروا في المرآة، ويتحملوا مسؤوليتهم».

ويبدو أن موجة العنف السياسي هذه دفعت السلطات الفيدرالية إلى تشديد الإجراءات الأمنية، حيث فُرضت طوق أمني مشدد حول مباني حكومية، وتم إلغاء فعاليات احتجاجية، وأُغلق مبنى الكابيتول في أوستن بولاية تكساس عقب تهديدات مباشرة.

وبينما يستمر التحقيق في الحادثتين بمينيسوتا، تُجمع أصوات عديدة داخل الكونغرس وخارجه على أن العنف السياسي لم يعد حالة طارئة، بل تحوّل إلى تهديد وجودي يطال صلب الديمقراطية الأميركية، ويستدعي تحركاً عاجلاً وشاملاً قبل أن تتسع دائرة الدم أكثر.

اليمن      |      المصدر: المنتصف نت    (منذ: 1 أيام | 1 قراءة)
.