سجن بن صالح يستعرض الإنجازات

شهد السجن الفلاحي بمدينة الفقيه بن صالح، صباح الثلاثاء، احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج.

الاحتفال، الذي حضره عامل الإقليم وممثلون عن السلطات القضائية والأمنية ومسؤولون محليون وفاعلون من المجتمع المدني، تجاوز طابعه الرمزي ليتحول إلى لحظة حقيقية لاستعراض ما تحقق من منجزات داخل هذه المؤسسة السجنية في بعدها المحلي وكذا تسليط الضوء على الدينامية الوطنية التي يشهدها القطاع.

بالمناسبة، أكدت إدارة المؤسسة، في كلمتها الافتتاحية، أن ما يميز هذا الموعد السنوي ليس فقط طابعه الاحتفالي؛ بل كونه محطة تقييم وتثمين للجهود المبذولة محليًا.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وشددت على أن السجن الفلاحي بالفقيه بن صالح، على غرار باقي المؤسسات السجنية في جهات المملكة، انخرط في التحول الإصلاحي الذي تقوده المندوبية العامة منذ إحداثها سنة 2008؛ لكن بخصوصية محلية تترجمها مجموعة من المشاريع الميدانية التي تعزز حضور المؤسسة داخل النسيج المجتمعي.

ومن بين أبرز ما تم تحقيقه محليًا خلال على المستوى المحلي، وفقا لكلمة مدير السجن الفلاحي، إحداث مكتب استقبال وإرشاد لتقريب الخدمات من المرتفقين وتسهيل الولوج إليها، خاصة بالنسبة للفئات الهشة، إلى جانب إطلاق خدمة الزيارة الإلكترونية عبر منصة “زيارة” التي خففت من عناء التنقل وانتظار المواعيد.

كما تم تفعيل الهاتف الثابت داخل المؤسسة بشراكة مع فاعل وطني؛ مما سيمكن النزلاء من التواصل مع ذويهم بطريقة أكثر إنسانية.

وكشف الاحتفال أيضًا عن نتائج أولى مراحل برنامج “سجون بدون عود”، حيث استفاد 23 نزيلًا من هذه المبادرة التي تنفذ بتنسيق مع مؤسسات حكومية ودينية ومجتمعية، في خطوة تؤكد الإيمان بأن الإصلاح يبدأ من داخل الأسوار؛ لكنه يستكمل خارجها.

كما جرى توقيع شراكة محلية مع المديرية الإقليمية للتعليم، دعمًا لبرامج محو الأمية والتعليم النظامي التي سجل فيها 22 نزيلًا هذا الموسم.

الشق التأهيلي لم يكن غائبًا عن هذا المسار المحلي، حيث استفاد العشرات من النزلاء من برامج التكوين المهني والفلاحي، شملت مجالات كالحلاقة والصباغة والبناء والكهرباء، بالإضافة إلى إنتاج الخضروات.

أما برنامج محو الأمية، فاستفاد منه حوالي 100 نزيل، في مبادرة أشرفت عليها المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

وعلى الرغم من أن المناسبة محلية في طقوسها، فإنها لم تكن بمنأى عن السياق الوطني الأوسع؛ فقد تطرقت كلمة الإدارة السجنية إلى الاستراتيجية الوطنية للمندوبية العامة، التي تستند إلى خمسة محاور كبرى: وهي أنسنة ظروف الاعتقال، وتعزيز برامج الإدماج، وضمان الأمن داخل السجون، وتطوير القدرات المؤسساتية، وإدماج البعد البيئي والنوع الاجتماعي في التدبير اليومي للمؤسسات.

كما شكل الحفل مناسبة لتسليط الضوء على الدينامية القانونية التي يعرفها القطاع، من خلال المصادقة على قوانين جديدة؛ من بينها القانون 23-10 المنظم للسجون، والقانون 43.

22 المتعلق بالعقوبات البديلة، إلى جانب المرسوم الخاص بالنظام الأساسي لموظفي السجون، وهو ما يفتح الباب أمام تحول جذري في شروط العمل والتحفيز، ويكرّس الاعتراف الرسمي بالمجهودات المضنية التي يبذلها موظفو القطاع.

ولم يفت مسؤول المؤسسة، في ختام الحفل، التنويه بالأدوار الحيوية التي يضطلع بها موظفو السجن المحلي، باعتبارهم صمام الأمان داخل فضاءات غالبًا ما تكون مشحونة، مؤكدا أن التحول المنشود لا يمكن أن يكتمل دون إشراك العنصر البشري وضمان ظروف اشتغال تليق بثقل المهام الملقاة على عاتقه.

وتأكيدًا على هذا التوجه، خُصصت لحظة لتكريم عدد من الموظفين الذين تميزوا بتفانيهم وانضباطهم في أداء مهامهم اليومية، حيث جرى توزيع هدايا رمزية اعترافًا بمجهوداتهم ومساهمتهم في إنجاح برامج المؤسسة وتحقيق أهدافها التأهيلية، في صورة تختزل روح التحول الذي لم يعد مجرد شعار، بل واقع يتشكل داخل الأسوار يومًا بعد آخر.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 4 ساعة | 1 قراءة)
.