كيف غير البابا فرنسيس حياة عائلة سورية مهاجرة؟

صدر الصورة، Getty Images "لستم وحدكم".

.

كانت هذه رسالة البابا فرنسيس إلى المهاجرين في جزيرة لسبوس اليونانية، عندما زارها عام 2016، كما حثهم أيضاً على أن "لا يفقدوا الأمل".

كان ذلك في خضم أزمة الهجرة إلى أوروبا، عندما لجأ مئات الآلاف من الفارين من النزاعات والانتهاكات في دول مثل سوريا والعراق وأفغانستان وإريتريا إلى الاتحاد الأوروبي.

فاجأ الحبر الأعظم الجميع تقريباً، بما فعله في وقت لاحق من ذلك اليوم، فقد عرض أن يصطحب معه 12 من اللاجئين على متن طائرته إلى إيطاليا.

واختير هؤلاء الأشخاص، بمساعدة جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية، التي تُعرف بأعمالها الخيرية.

كانت وفاء عيد، وزوجها، وطفلاهما الصغيران الذين فروا من الحرب الأهلية في سوريا ضمن الـ 12 شخصاً.

تقول وفاء إن البابا فرنسيس كان "مثل الملاك"، مشيرة إلى أن البابا سمح للمهاجرين بالصعود إلى الطائرة أولاً، لتجنب شدة حرارة الجو.

الأكثر قراءة نهاية وتقول وفاء : "جاء البابا إلينا مباشرةً، فور صعوده على متن الطائرة" وأضافت أن البابا فرنسيس وضع يده على رأس أطفالي وقال: "مرحباً، نحن سعداء".

قبل تدخل البابا فرنسيس، كانت وفاء تخشى إرسال عائلتها إلى تركيا، بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي لترحيل الأشخاص الذين وصلوا بشكل غير نظامي ودون وثائق رسمية، لكن تصرف البابا غير كل شيء، بالنسبة لعائلتها.

ساعد فريق سانت إيجيديو عائلة وفاء في العثور على سكن، والاستقرار في إيطاليا.

وتعيش العائلة حالياً في روما، حيث تعمل وفاء كعاملة نظافة.

وتقول وفاء: "أطفالي لديهم مستقبل، فهم يدرسون.

أنا أعمل، وزوجي يعمل، أصبحنا نعيش حياةً طبيعيةً".

صدر الصورة، Getty Images وقال الفاتيكان إن البابا أراد أن يقدم "بادرة ترحيب" باللاجئين، بدلاً من الإدلاء ببيان سياسي، لكن ذلك اعتُبر على نطاق واسع بمثابة توبيخ، لسياسة الاتحاد الأوروبي المتشددة.

وفقًا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، وصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا عن طريق البحر، في العام السابق.

وقالت المنظمة إن أكثر من 3770 مهاجراً لقوا حتفهم، أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط عام 2015.

وأوضحت أن معظم هؤلاء المهاجرين عبروا البحر، من شمال أفريقيا إلى إيطاليا، بينما غرق أكثر من 800 مهاجر في بحر إيجة، أثناء محاولتهم العبور، من تركيا إلى اليونان.

وقال البابا فرنسيس إن الحل يكمن في حل المشاكل في بلادهم الأصلية، ودعا إلى التعاطف مع الفارين من أوطانهم.

صدر الصورة، Getty Images لم يتفق الجميع مع موقف البابا فرنسيس، حيث قال السياسي الإيطالي اليميني ماتيو سالفيني إن واجبه يقضي برفض الهجرة غير الشرعية.

وجاءت رئيسة الوزراء الإيطالية الحالية جورجيا ميلوني إلى السلطة، داعية إلى فرض حصار في البحر الأبيض المتوسط، لوقف تدفق المهاجرين.

ولم تنفذ ميلوني ذلك حتى الآن، بينما حافظت على علاقة دافئة مع البابا، لكن موقفها يعكس قوة شعورها تجاه هذه القضية.

وقبل ثلاث سنوات من زيارة لسبوس، كان البابا فرنسيس قد زار جزيرة لامبيدوزا جنوبي إيطاليا، التي اعتبرها الكثير من المهاجرين بمثابة بوابة إلى الاتحاد الأوروبي.

وتلا البابا خلال هذه الزيارة قداساً من أجل المهاجرين، وأدان "اللامبالاة العالمية" تجاه محنتهم، ووضع إكليلاً من الزهور في البحر، تخليداً لذكرى أولئك، الذين غرقوا، في محاولة الوصول إلى أوروبا.

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب.

اضغط هنا يستحق الانتباه نهاية وزار البابا، بعد ذلك، مركز أستالي في وسط روما، الذي يعمل لرعاية الوافدين الجدد إلى إيطاليا.

ويقدم المطبخ التابع للمركز وجبات الطعام لحوالي 300 لاجئ، وطالب لجوء يومياً.

يدير مركز أستالي الكهنة الكاثوليك "اليسوعيون"، وهي العقيدة نفسها التي كان ينتمي إليها البابا فرنسيس، عندما كان كاهناً.

ويقدم المركز خدمات مثل الرعاية الصحية الأساسية، والمساعدة القانونية، بالإضافة إلى المساعدة في الاندماج داخل المجتمع الإيطالي.

وكان البابا فرنسيس قد وصل في سيارة بسيطة من طراز فورد، واستغل الوقت، لالتقاط صور سيلفي مع بعض المهاجرين.

يقول رئيس المركز، الأب كاميلو ريبامونتي: "في الوقت الذي كان فيه الوضع السياسي الدولي غير مستقر، وتم إغلاق الحدود في العديد من البلاد، كان وجود البابا بجانب المهاجرين بمثابة مساعدة كبيرة".

كان كيدريك موساو كاسونغو، من جمهورية الكونغو الديمقراطية، أحد الأشخاص، الذين يدعمهم المركز.

وفي عام 2023، بدأ البابا جولة أفريقية، شملت بلد كيدريك.

وكان كيدريك قد دُعي إلى الفاتيكان مع مهاجرين آخرين من كل دولة، كان من المتوقع أن يزورها البابا، لإطلاعه على الأوضاع في بلدانهم الأم؟ يقول لي كيدريك: "شعرت بأنني على قيد الحياة.

أحياناً يشعر الأشخاص الأجانب بأنهم غير مرئيين في المجتمع، لكن أن أقف أمام البابا وأحييه وأمسك بيده، فذلك قد كان بالنسبة لي لفتة عظيمة.

شعرتُ بأنني مرحب بي أكثر، وأنني مرئي، ويُستمع إلى".

وقال كيدريك: "ابتسامة البابا هي الشيء الذي بقي في ذهني حقاً، عندما حيّاني وأمسك بيدي، هذه هي الصورة، التي أراها عندما أفكر في البابا".

© 2025 بي بي سي.

بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

الوكالات      |      المصدر: بي بي سي    (منذ: 10 ساعة | 0 قراءة)
.