الحرم والعمارة السعودية الثالثة - د.عبدالعزيز الجار الله

بالتأكيد أن المعتمرين والزوار للمسجد الحرام لهذا العام رمضان 1446هـ/ 2025 ومعهم الملايين ممن يتابعون صلوات الحرم عبر شاشات التلفزيون قد لاحظوا المعمار الرائع للمسجد المكي، واكتماله في العمارة السعودية الثالثة في صورة لم يعتادوا عليها في الجهة الشمالية والغربية، ولأول مرة الحرم بلا رافعات ومعدات البناء وإنشاءات كان الحرم المكي في أجمل عمارة عربية وإسلامية، حتى إنه أذهل من هم في ساحات الحرم أو خلف شاشات التلفزيون وبخاصة زاوية الكاميرات التي ركزت على واجهتيه الشمالية، والغربية التي تظهر مشروع مسار مكة الذي يقع على بعد 500 متر عن ساحة الحرم غرباً.

وهي بهذا المعمار الضخم وهيبة العمارة السعودية الثالثة للمسجد الحرام، تعد واحدة من أكبر وأندر المشاريع المعمارية في تاريخ المسجد الحرام بمكة المكرمة في تاريخه الطويل، وبالتالي تهدف إلى عدة أغرض وظيفية وعمرانية منها: - زيادة قدرة المسجد الحرام لاستيعاب أكثر من مليوني مصلٍ في وقت واحد.

- توسيع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام لاستيعاب المزيد من المصلين وتسهيل حركة المعتمرين والزوار، عبر تحسين وتوسعة المداخل والمخارج للمسجد الحرام.

- تسهيل تدفق الحشود ومنع الازدحام في مواسم الحج والعمرة في رمضان.

- المحافظة على بقاء النموذج الأقوى للعمارة العربية والإسلامية، وتأصيل عناصره.

فقد تجسدت إبداعات فن المعمار الإسلامي في العمارة السعودية الثالثة، الطابع والسمة وروح المعمار المسلم مع إبقاء هندسة العمارة الحديثة ذات الجودة والمتانة، وتطويعها بما يناسب تاريخ الفن العربي الذي تمتد جذوره في رحلة طويلة عبر السنين.

والمتوافقة مع بيئة ومناخ المنطقة العربية مشرق العرب الذي انطلقت منه حملات الدعوات إلى أقطار العالم، ومعها ثقافة جنوب غربي آسيا حيث شح الأمطار وسطوع الشمس، وسلسلة الجبال التي تقود إلى العمق والمتانة يتردد صداها في ثنايا الصدوع وارتفاعات الشفا العالية، فهذه الصورة الجميلة نجحت الكاميرات الإخراجية بنقلها للعالم لتربط الإنسان بهندسة العمارة العربية والجبال السمر والإدارة على الأرض من جهد بشري في إدارة المشهد حتى أن المسجد المكي استوعب حسب الإحصاءات الرسمية وما تناقلته وسائل الإعلام إلى أن المسجد الحرام شهد حضور أكثر من (4) ملايين مصل ومعتمر، في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك 1446/ 2025 بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث جرى أداء صلاة العشاء والتراويح وختم القرآن، وهي من الليالي المباركة التي يتحرى فيها ليلة القدر.

السعودية      |      المصدر: الجزيرة السعودية    (منذ: 1 أسابيع | 1 قراءة)
.