الغلة الرياضية المغربية في 2024
تستعد سنة 2024 لإغلاق صفحاتها الأخيرة، وسط حصيلة رياضية وطنية تأرجحت بين المد والجزر، بعد أن عزفت رياضات فردية وجماعية على وتر التألق في أكبر المحافل القارية والعالمية، في وقت لم تخرج رياضات أخرى عن دائرة التواضع على مستوى النتائج، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب.
وتُسلط “هسبورت” من خلال هذا التقرير الضوء على أبرز الإنجازات الرياضية الفردية والجماعية، مع الإخفاقات التي سجلتها الرياضة المغربية سنة 2024 الأولمبية.
المغرب بلد “المونديال” صادق الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في 11 من دجنبر الجاري، بشكل رسمي، على تنظيم المملكة المغربية نهائيات كأس العالم 2030، في ملفها المشترك مع إسبانيا والبرتغال، وهو الملف الذي يحظى بثقة كبيرة من الجهاز الوصي على الكرة العالمية.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وتُودع الرياضة المغربية، وخاصة كرة القدم، سنة 2024 لتفتح ذراعيها لسنة جديدة 2025، ستعرف تنظيم المغرب أحداثا رياضية كبيرة، أبرزها نهائيات كأس أمم إفريقيا للمنتخبات، مع مواصلة العمل على أوراش ضخمة، تحضيرا لـ”مونديال” 2030.
برونزية تاريخية في أولمبياد باريس بصم المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة على مشاركة تاريخية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الماضية “باريس 2024″، بعد صعوده إلى “البوديوم” بالتتويج ببرونزية كرة القدم.
وبات المنتخب الوطني الأولمبي، بقيادة الإطار الوطني طارق السكتيوي، أول منتخب عربي كروي يتوج بميدالية أولمبية في التاريخ.
كما قدم رفاق القائد أشرف حكيمي والمهاجم المتألق سفيان رحيمي أداء نال الإشادة والثناء.
وكان بإمكان العناصر الوطنية حصد الذهب الأولمبي في دورة تُوج ابن الرجاء رحيمي هدافا لها، متفوقا على مواهب كروية بارزة.
البقالي يحفظ ماء وجه أم الألعاب واصل البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي تألقه سنة 2024 بمنحه المغرب ذهبية 3000 متر موانع في الألعاب الأولمبية الصيفية دورة “باريس 2024”.
وتُعد هذه الميدالية الذهبية الأولمبية الثانية للبطل المغربي على التوالي، في إنجاز تاريخي سيظل محفوظا في الأذهان، بعدما حافظ على ذهبيته التي حققها في أولمبياد طوكيو في النسخة السابقة.
وحفظ البقالي، ابن العاصمة العلمية، ماء وجه أم الألعاب المغربية في هذه الدورة الألعاب الأولمبية، حيث خرج باقي المشاركين بخفي حنين.
من جهته أنهى الفريق الوطني المغربي منافسات البطولة العربية لألعاب القوى لأقل من 23 سنة بمصر برصيد 32 ميدالية (16 ذهبية و11 فضية و5 برونزيات).
وعلى المنوال نفسه سار المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة بتصدره سبورة ميداليات البطولة العربية لألعاب القوى للناشئين والناشئات بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، بفوزه بـ 31 ميدالية، منها 10 ذهبيات و13 فضية و8 برونزيات.
منتخب “الفوتسال” بأقدام ذهبية واصل المنتخب الوطني المغربي لـ”الفوتسال” سيطرته على هذه الرياضة في القارة الإفريقية، بعدما حقق لقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، إذ فاز “أسود الفوتسال” في النهائي على منتخب أنغولا بخمسة أهداف لواحد.
كما شارك أبناء الإطار الوطني هشام الدكيك في نهائيات كأس العالم وخرجوا من ربع النهائي بعد خسارتهم أمام البرازيل بثلاثة أهداف لواحد.
الدكيك أفضل مدرب “فوتسال” في العالم في إنجاز غير مسبوق للرياضة المغربية توج الإطار الوطني هشام الدكيك بلقب أفضل “مدرب فوتسال” في العالم لعام 2023، وفقًا لاستفتاء أجراه موقع “Futsalplanet” المتخصص في هذه الرياضة.
ويأتي هذا التكريم العالمي ليسلط الضوء على المسيرة الحافلة للدكيك مع المنتخب المغربي لـ”الفوتسال”، فقد نجح ابن القنيطرة في قيادة “أسود الفوتسال” إلى سلسلة من الإنجازات اللافتة، أبرزها الظفر بثلاثة ألقاب في بطولة إفريقيا، وإحراز كأس العرب ثلاث مرات، بالإضافة إلى الوصول إلى الدور ربع النهائي في “مونديال” ليتوانيا، فضلا عن إحرازه لقب كأس القارات.
كربوبي خامس أفضل حكمة في العالم احتلت الحكمة الدولية المغربية بشرى كربوبي المركز الخامس في تصنيف الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء لكرة القدم (IFFHS) ضمن قائمة أفضل 10 حكمات في العالم لعام 2024.
وحصلت كربوبي على 27 نقطة في التصنيف، ما جعلها تتفوق على أسماء بارزة في عالم التحكيم، مثل كاتيا غارسيا من المكسيك وإيدينا ألفيش من البرازيل، علما أن المرتبة الأولى كانت من نصيب الحكمة الإنجليزية ريبيكا ويلش، التي توجت بلقب أفضل حكمة في العالم بـ 118 نقطة، متفوقة على الفرنسية ستيفاني فرابارت والسويدية تيس أولوفسون.
الفن النبيل.
.
خيبة أولمبية حصدت الملاكمة المغربية واحدة من بين أسوأ نتائجها على مر التاريخ في الأولمبياد، بعد المشاركة “الفاشلة” في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، بثلاث ملاكمات خرجن بخفي حنين، في غياب للذكور الذين فشلوا مبكرا في انتزاع بطاقة التأهل، وهي حصيلة تؤكد حجم المشاكل التي يُعانيها الفن النبيل الوطني.
وشارك المغرب في أولمبياد باريس 2024 بثلاث ملاكمات؛ ويتعلق الأمر بكل من خديجة المرضي في وزن أقل من 75 كيلوغراما ووداد برطال في وزن أقل من 54 كيلوغراما وياسمين متقي في وزن أقل من 50 كيلوغراما؛ غير أن البطلات الثلاث لم ينجحن في الصعود إلى “البوديوم”.
كما يُعتبر غياب المغرب عن ملاكمة الذكور في الأولمبياد مهزلة بكل المقاييس، إذ فشل كل الملاكمين في التأهل؛ ما يؤكد حجم المشاكل التي يتخبط فيها “الفن النبيل” المغربي، الذي سبق أن أهدى المغرب أربع ميداليات أولمبية من قبل.
شدغور يتألق في بطولة العالم للشبان تألق الملاكم المغربي عثمان شدغور سنة 2024 بعد فوزه بالميدالية البرونزية لوزن 48 كلغ في بطولة العالم للشبان بمدينة بودفا بمنتينيغرو.
وعلى المستوى القاري تُوج المنتخب الوطني المغربي بلقب بطولة إفريقيا الـ 21 التي أُقيمت بعاصمة الكونغو الديمقراطية كنشاسا، بعد حصوله على 21 ميدالية (10 ذھبيات و8 فضيات و3 برونزيات).
الكراطي الوطني يتألق سنة 2024 نجحت رياضة الكراطي في أن تبصم على سنة مميزة بإحراز الفريق الوطني 18 ميدالية، من بينها 5 ذهبيات، في بطولة إفريقيا للشبان والفتيان وأقل من 21 سنة (ذكور وإناث) بتونس، فضلا عن 3 ميداليات فضية و10 ميداليات برونزية.
وبعد نجاح المغرب مرة أخرى في تنظيم كأس محمد السادس الدولية للكراطي بطريقة مميزة واحترافية، وبالنظر إلى البنيات التحتية الخاصة بهذا النوع الرياضي التي يتوفر عليها، تمكنت المملكة من الظفر بشرف احتضان بطولة العالم للصغار والناشئين وأقل من 21 سنة، المقرر تنظيمها ما بين 14 و18 أكتوبر 2026، بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط.
كما سجلت بعض الأنواع الرياضية الأخرى نتائج مشرفة، على غرار رياضات التايكواندو والجيدو والطاي والكيك بوكسينغ والمواي طاي والصافات وغيرها من الفنون المماثلة.
الدراجة المغربية تتألق ببوركينافاسو توج الدراج المغربي محسن الكوراجي، في واغادوغو، بطلا للدورة الخامسة والثلاثين لطواف بوركينافاسو الدولي، ليحقق المغرب بذلك الفوز السادس له بهذه المسابقة الدولية.
وفي الترتيب العام للفرق احتل المغرب، المتوج بطلا لهذا الطواف الدولي أعوام 2002 و2007 و2009 و2015 و2017، المركز الأول، متقدما على روسيا.
كما أحرز الدراج المغربي عادل العرباوي الميدالية البرونزية في سباق الفردي ضد الساعة عن فئة الكبار ضمن منافسات البطولة الإفريقية للسباقات على الطريق بمدينة إلدوريت بكينيا.
وتُوج الدراجان المغربيان هيثم العمراوي (صنف ج 1) ومحمد بوشفار (صنف ج 2) بطلين لإفريقيا كل واحد في اختصاصه في سباقي الفردي على الطريق وضد الساعة، في البطولة الإفريقية للدراجات لذوي الاحتياجات الخاصة بالقاهرة.
“البارالمبيون” يخطفون الأضواء خطف الرياضيون البارالمبيون المغاربة الأضواء في العاصمة الفرنسية باريس بعد توقيعهم على مشاركة متميزة وتاريخية في الدورة الـ17 للألعاب البارالمبية الصيف الماضي.
وحصد المغرب 15 ميدالية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ المشاركة المغربية في الألعاب البارالمبية، منها ثلاث ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات.
وتعتبر المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية بباريس الأفضل للمملكة بعد الفوز بسبع ميداليات في دورتي 2008 ببكين و2016 بريو دي جانيرو، و11 ميدالية في دورة طوكيو.
كرة المضرب بين التألق والصراعات حافظت رياضة كرة المضرب (التنس) على مكانتها ضمن المجموعة الثانية للمنطقة الأورو – إفريقية لكأس ديفيس، مع تألق لاعبات مغربيات من الجيل الجديد في العديد من التظاهرات، على غرار ملاك العلامي، الفائزة بلقب منافسات الزوجي في بطولة أمريكا المفتوحة للشباب، وآية العوني، وياسمين القباج وغيرهن.
في حين تواصل الصراع بين جامعة التنس والبطل الواعد رضا بناني الذي حقق نتائج كبيرة سنة 2024 في بطولات عالمية من قيمة ويمبلدون للشبان، وفاز على مواطنه إليوط بنشتريت في ثمن نهائي بطولة “M15” الدار البيضاء للتنس، دون أن يحظى بأي دعم من الجامعة الملكية لرياضة التنس.
ثنائية تاريخية للرجاء دون هزيمة ستظل سنة 2024 موشومة في ذاكرة عشاق وجماهير نادي الرجاء الرياضي بعد أن تُوج “النسور الخضر” بثنائية الدوري الاحترافي وكأس العرش دون هزيمة، في إنجاز غير مسبوق.
عقدة “الكان” تُلازم “أسود الأطلس” لم يكن أكبر المتشائمين يتوقع توقف رحلة المنتخب الوطني المغربي الأول عند محطة دور الثمن، بعد الهزيمة القاسية أمام جنوب إفريقيا بهدفين دون مقابل مطلع سنة 2024، خاصة بعد التألق اللافت لأبناء الناخب الوطني وليد الركراكي في “مونديال” قطر 2022.
وأكد الخروج المبكر للمنتخب الوطني من “كان كوت ديفوار” العقدة المغربية مع هذه الكأس الإفريقية التي تُوج بها “أسود الأطلس” مرة واحدة سنة 1976.
ومع نهاية سنة 2024 تتطلع الرياضة المغربية للحفاظ على المكتسبات وإصلاح مجموعة من الهفوات في جامعات رياضية تسبح عكس التيار، في وقت رفعت المملكة سقف الطموح عاليا.