معرض الكتاب 2025.. "القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري..إلى أين؟ حسنين توفيق يجيب
" في مرحلة ما بعد الظواهري.
.
إلى أين؟"، أحدث إصدارات دار العربي للنشر، للباحث د.
حسنين توفيق إبراهيم، وأحد إصدارات العربي في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
"القاعدة فى مرحلة ما بعد الظواهرى.
.
إلى أين؟ يتناول الكتاب ما حدث في في 31 يوليو 2022، عندما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من قتل أيمن الظواهري، زعيم "تنظيم القاعدة الرئيسي".
وقد تم تنفيذ هذه العملية بواسطة طائرة مسيرة استهدفته في شرفة منزله بالحي الدبلوماسي في وسط العاصمة الأفغانية كابول.
وأثناء الإعلان عن مقتل الظواهري، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن ما حدث يمثل نجاحًا كبيرًا للاستخبارات الأمريكية، حيث دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على اتهام الظواهري بالقيام بدور رئيسي في التخطيط لهجمات إرهابية أودت بحياة آلاف الأمريكيين، من أبرزها: أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتفجيرات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في 7 أغسطس 1998، فضلًا عن تفجير المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في ميناء عدن اليمني في 12 أكتوبر 2000.
ولذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية برصد مكافأة مالية قيمتها 25 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تفيد في الوصول إلي الظواهري.
وتُعد عملية مقتل الظواهري أكبر ضربة تلقاها "تنظيم القاعدة الرئيسي" منذ مقتل زعيم التنظيم ومؤسسه أسامة بن لادن في 2 مايو 2011.
كما أنها تُعد العملية الأولى التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية داخل أفغانستان منذ انسحابها الفوضوي والمرتبك منها في أغسطس 2021.
ونظرًا لذلك، فإن هذه العملية تطرح العديد من القضايا والتساؤلات الجوهرية حول مستقبل "شبكة القاعدة" في مرحلة ما بعد الظواهري.
يتمحور موضوع هذه الدراسة حول تحليل واستشراف مستقبل "شبكة القاعدة" خلال الأجلين القصير والمتوسط على الأقل، وذلك في ضوء انعكاسات عملية مقتل الظواهري على هذه الشبكة، والتي سوف يتم تناولها ضمن جملة من المحددات الأخرى التي تؤثر، بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة، في رسم ملامح هذا المستقبل.
فغياب زعيم "تنظيم القاعدة الرئيسي" ليس هو العامل الوحيد، أو حتى الأكثر أهمية في صياغة مستقبل شبكة جهادية إرهابية، كبيرة وممتدة، مثل "شبكة القاعدة".
وعند تحليل واستشراف مستقبل "شبكة القاعدة" في مرحلة ما بعد الظواهري، تؤكد الدراسة ضرورة وأهمية التمييز، لأغراض البحث والتحليل، بشكل واضح بين "تنظيم القاعدة الرئيسي"، والذي يُطلق عليه اسم "التنظيم - الأم" أو "التنظيم المركزي" من ناحية، و"شبكة القاعدة" من ناحية أخرى.
فـ "تنظيم القاعدة الرئيسي" نشأ وتمدد في أفغانستان تحت زعامة أسامة بن لادن منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين.
وقد حظي بدعم كبير من قبل "حركة طالبان"، التي سيطرت على السلطة في عام 1996، حيث وفرت له ملاذات آمنة ومعسكرات تدريب وغير ذلك من أشكال الدعم.
وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، شنت الولايات المتحدة الأمريكية في الشهر التالي (أكتوبر) حربًا على أفغانستان انتهت بإطاحة حكم "طالبان"، وتدمير القدرات العسكرية والبنية التحتية لـ "تنظيم القاعدة الرئيسي"، فضلًا عن تشتيت قياداته.
ونتيجة لذلك، تمركزت بقايا التنظيم في المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان.
أما "شبكة القاعدة" فهي تضم إلى جانب "تنظيم القاعدة الرئيسي" مجموعة الفروع التي بايعته تباعًا في مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وتنتشر هذه الفروع في عدد من الدول في آسيا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
وبناءً عليه، فإن عملية الاستشراف سوف تشمل "التنظيم الرئيسي" والفروع القاعدية التابعة له.
ومن خلال هذا التمييز، يمكن تجنب حالة الالتباس السائدة في كثير من الأدبيات السابقة بشأن استخدام مسمى "تنظيم القاعدة" أو مسمى "القاعدة"، حيث إن هناك من يستخدمهما للإشارة إلى "تنظيم القاعدة الرئيسي" فقط، فيما يستخدمهما آخرون للإشارة إلى "التنظيم الرئيسي" وفروعه خارج أفغانستان.
وسوف يبرز هذا الالتباس بجلاء عند تأطير الجدل الأكاديمي بشأن مستقبل "شبكة القاعدة" كما طرحته بعض الأدبيات السابقة.