حضارة مملكة “إبلا”وعلاقتها بالشرق الأدنى القديم
بقلم ✍️ أسماء أشرف (ماجستير الدراسات التاريخية ـ جامعة قناة السويس ) شهد الشرق الأدنى القديم قيام أقدم الحضارات الإنسانية التي عرفتها البشرية منذ فجر التاريخ ، وبسبب موقعه المتميز جعلة يلعب دوراً هاماً في تاريخ البشرية ولا يزال ، بداخله قامت اقدم الحضارات الإنسانية الأولي وظهرت الديانات السماوية وفيه ابتدع الإنسان أصول الحضارة.
قد يعجبك أيضاً يحتل أيضا الشرق الأدنى القديم مكانه عبر التاريخ القديم ،فمن خلاله ألقيت الحبه الأولي وأثمرت اطيب الثمرات.
حيث تتشكل منطقة الشرق الأدنى القديم من جزئين الأول: بادية الشام في الوسط يحيط بها من الغرب والشمال والشرق سلاسل جبلية تتصل بها هضاب الاسم وفلسطين والاناضول وإيران ويربط الجزئين أرضي خصبة تمتد علي شكل هلالي من الخليج العربي حتي حدود دولة قطر وينتهي هذا الهلال في أقصي شرقها أراضي رسوبية تتألف من رواسب نهري دجلة والفرات .
وتعتبر سورية من الممالك الحضارية القديمة التي بنت لنفسها حضارة ممتدة الأطراف في مناطق نفوذها ، حيث تعود بجذورها إلي أقدم العصور ، واعتبرت موطن التقاء الحضارات الشرقية والغربية ،وتوافد إليها العديد من الشعوب.
فتقع سورية بين جبال طوروس وخليج اسكندرون في الشمال، وشبه جزيرة سيناء خليج العقبة حتي جبل الكرمل في فلسطين جنوبا، وبين البحر الأبيض المتوسط غربا ونهر الفرات وبادية الشام شرقا، قامت على أرضها العديد من الممالك الحضارية مثل ماري وإبلا وغيرهم من الممالك الهامة .
وتقع مملكة إبلا في شمال سورية جنوب غرب حلب في ( تل مرديخ) محافظة إدلب ، حيث كانت إبلا في النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد عاصمة لمملكة سميت بأسمها وامتدت من البحر الأبيض المتوسط غربا إلي نهر الفرات شرقا ومن جبال طوروس شمالا إلى سهول حماة وحمص جنوباً ولموقعها الجغرافي السبب في تمتعها بمكانة استراتيجية مهمه للاتصال بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط وسيطرتها علي الممر المؤدي إلى نهر العاصي.
ويرجع تسمية إبلا بأسم تل مرديخ ، نسبة إلى المعبود الرئيسي في هذا المنطقة وهو الإله مردوخ، ولم تبلغ ازدهار هذه المملكة إلا في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد .
وجدت أكثر من الرأي يخص تسميه إبلا فالبعض يري انها مشتقة من كلمة “إبلوم ” والتي تعني الصخرة البيضاء أو الحبل الابيض ، والبعض يري أن التسمية الصحيحه لها “عبلة” وهي الشريط الضيق من الحجارة البيضاء ، وذكر أسم إبلا في أكثر من مصدر فمنها السومرية والاكادية والحيثية وأيضاً المصادر المصرية القديمة.
وتم الكشف عن المملكة من قبل البعثة الإيطالية بقياده العالم “بالو ماتييه” رئيس جامعة روما ، وتم إجراء العديد من حملات التنقيب في أكثر من موقع ،حيث تمتعت المملكة بأثار معمارية وفنية كان لها الدور في تطورها وتقدمها من خلال ماتم التعرف عليه في هذة الآثار من نقوش .
وقد طور الابلائيون الكتابة المسمارية السومرية ،فتشكل اللغة الابلائية ثمانين بالمائة من المفردات اللغة السومرية وعشرين بالمائة فقط من لغتها المحلية ، فاستخدم الابلائيون الكتابه المسمارية أو الاسفينية وسميت بذلك لأنها تشبة المسامير أو الاسفينية وكانت الطين هي المادة الأساسية في الكتابة ، وامتاز الرقيم المكتشف أنه يتضمن أقدم معجم لغوي بين لغتين وأقدم عرض لفظي للمفردات، وان إبلا اول كشف تاريخي لفترة كانت مجهولة الآثار والمعالم.
وكان لاكتشاف المملكة والعثور علي المحفوظات الملكية داخل قصرها الملكي G، أثره في معرفة تاريخ جديد ولغة جديده، انها ألقت الضوء علي حضارة وتاريخ بلاد الشام في الألف الثالث قبل الميلاد ،وقدمت مدي اتساع وتأثير حضاره ميزوبوتاميا في بلدان الشرق الأدنى القديم وارتباطها المتواصل بحضارة “إبلا”.
ولموقعها الجغرافي السبب تقدمها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ودينيا وثقافيا،حيث أقامت الكتير من العلاقات مع البلدان المجاوره لها ومن اقوي علاقاتها كانت مع مصر القديمة في تجارة اللازورد ودور مدينة چبيل كوسيط لنقل اللازورد بينهما.
وايضا من خلال ماتم العثور اتضح بأن هذة المملكة شلت المركز الإداري في الإقليم المحيط حيث استقر بها الموظفين أن المناصب العليا وكان يترأسهم الملك الذي تتركز في يده السلطه السياسيه وأيضا مغرفة أسماء الملوك واسماء معارصيهم من البلدان المجاوره لهم وهو أمر هام جدا في تأريخ فتره ازدهار الأولي للمملكة والتي لاتزال موضوع اختلاف بين الباحثين المتخصصين.
وقضى على المملكة لاول مره على يد الملك الاكادي نارام سين ٢٢٥٠ قبل الميلاد ، ولكنها نجحت في القيام مرة أخري ولكن الحظ لم يكن حليف لها حتي قض عليها عي يم الملك البابلي حمورابي ١٧٥٠ قبل الميلاد ، حتي انتهت نهائيا علي يد الملك الحيثيي مورسيلي الاول ١٦٥٠ قبل الميلاد .
هاشتاج: