العاصمة العربية الأولى التي تطرد الملالي !
العاصمة العربية الأولى التي تطرد الملالي ! الجمعة 20 ديسمبر 2024 12:32 ص لم تُخْفِ إيران غرورها، و تبجحها المجاهر حين تم الغدر بالعاصمة صنعاء في 21من شهر أيلول الأسود من العام 2014 فراح أشقاها يعلن بعنجهية : ها هي العاصمة العربية الرابعة تسقط في أيدينا.
كان هذا التصريح المقتضب، و المتعجرف يعطي رسائل و معان كثيرة.
فمن تلك الرســـائل و المعاني ؛ أن إيران، لا تمثّل مسماها : الجمهورية الإسلامية، إذ أن من أبسط حقوق هذا الزعم ألا يصدر عنها مثل هذا التصريح، فالهوية الإسلامية يفترض أنها هوية جامعة لا تسمح بالتطاول من شقيق على شقيقه ؛ حتى مع علم الجميع بالأعمال العدائية التي مارستها ــ ولاتزال تمارسها ــ إيران على اليمن ؛ لكن الملالي تسكنهم أحقاد تاريخية قديمة من العـرب؛ منذ أن أسقطوا إمبراطورية فارس، و لأن إيران كانت قد أخذت في التمدد على حساب العرب في بيروت، و بغداد، و دمشق ــ حينهاــ فقد أسكرها نشوة الغرور، فذهبت إلى ذلك التصـــــريح الذي لم تراع فيه حتى مشــاعر مليشياتها من أبناء تلك العواصم الذين اتخذتهم سُخْريا.
و الأبعد من ذلك؛ أنه كان تصريحا يحمل في طياته تهديدا لكل العواصم العربية، و أن هناك بقية تتبع .
.
!! فهذه الرابعة، بمعنى أنها تتربص بخامسة، و سادسة.
.
الخ.
كان هناك ما يجعل إيران تذهب ذلك المدى البعيد في الغرور ، فما كان يبدو على السطح هو أن ثمة تفاهم ما جرى بين طهران و واشنطن، منذ أن أتاحت الأخيرة الفرصة للملالي أن يتغلغل نفوذهم في العراق ؛ و لكي تبقى إيران تمثل دور الفزّاعة في المنطقة، حتى و إن استثمر دورها غيرها؛ فيكفيها من الإدارة الأمريكية الفُتاة، و الرضا لتصرفاتها التي يجب ألا تتجاوز المنطقة المحددة.
و كان هذا أحد أسباب انتفاشة الغرور ،أما السبب الآخر ، فإن إيران حظيت بجيران؛ هم ــ في الأصل ــ محل استهدافها، و مع ذلك فقد ساعدوها على تحقيق بعض أغراضها بفرقتهم و اختلافهم ، و سياسة المناكفات البائسة.
حين فاخر الملالي بسقوط العــــاصمة العــربية الرابعة في أيديهم ، شعر المواطن العــربي أن ذلك تحديا صارخا يوجب يقظة الأمة، و وضع حد لهذا المشروع الخبيث.
ربما كان لسان حال بعض العواصم العربية : برأس أخي، و لا برأسي ! و هو بالمناسبة حـــــال قصــير الأمد ، فما وقع برأس أخيك، سيكون رأسك المستهدف التالي؛ لولا متغيرات الطوفان التي عصفت بكل المخططات المشبوهة، و كل أجندات العالم.
لم تطل انتفاشة الأكاسرة في طهران؛ برغم صفقات مشبوهة لأحداث دموية بارزة ، يضع فيها المراقبون السيــاسيون إيران كأحــــد أهم الأطـــــراف المشبوهة في جملة أحــداث شهدتها المنطقة، توَخّـــــــت من ورائها إيـران أن يترسخ حضــــورهـا، و يحظى مشروعهــا بمزيــــد من الفـــرص في المنطقة، إلا أن انتصار الثورة السورية زلزل المشروع الإيراني، و زعزع أركانه، مُنزِلا به هزيمة استراتيجية مدمرة، و بأسرع مما كان متوقعا.
كان المشروع الإيراني ؛ يبسط نفوذه فيما عرف بالهــــــلال الشيعي ، و يضع قدميه على الشــــاطئ الشرقي للبحر للأبيض المتوسط، بل و يضع النفوذ الشيعي على بوابة تركيـــا ، و هو هدف تمليه الخلفية الصفوية ، و يعـــــــززه العــداء التاريخي الضارب منذ أن تحـالف الصفويون في إيران مع دول أوروبية لضـــرب الدولة العثمـــــانية ، حيث كانت اوروبـا تسعى لوقف التوسع العثماني في القارة الأوروبية، و كان الصفويون يبذلون جهودا كبــــيرة لإسقــــاط المشروع السني الذي كانت الدولة العثمانية على رأسه ؛ و لذلك تحالفوا ــ في القرن السابع عشر الميلادي ــ مع البرتغاليين الذين وضعوا أسطولهم البحري في خدمة الصفويين، و وثقوا علاقاتهم مع البـابا، و إمبراطورية النمسا، و ملك البرتغال لمواجهة الدولة العثمانية ؛ و ذلك في وقت كانت الخــــــلافة العثمانية تطرق أبواب فيينا عــاصمة النمسا.
مشكلة طهــــــران أنها لا تريد أن تنطلق أو تعيش في إطار محيطها العربي، و الإسلامي، و إنما تضع نفسها في إطار الفلك الأوروبي ، مُجــاهرة حقدها على العـــــرب ؛ الذي لا تخفيه من مناهجها التعليمية، و كيف تصور العربي في منــاهجها بأسـوأ الصور، و تفاخر في مناهجها بأنها وقفت ضد العرب دفاعا عن هويتهافي مراحل عدة.
و كما لم تكن إيران تحلم بأن يكون لها ذلك النفوذ الواسع، والسريع في سوريا، الذي قادها للإطلالة على البحر الأبيض المتوسط؛ كذلك لم تكن تتوقع أن تتحطم آمالها، و تخرج من سوريا بهزيمة استراتيجية ثقيلة بوقت أسرع.
لم تخسر إيران سوريا فحسْب؛ بل هزمت هزيمة استراتيجية كبيرة، هي أثقل عليها من الهزيمة التي ستأتيها من العراق.