بحملة الكترونية واحتفالات واسعة.. اليمنيون يحيون الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة
بحملة الكترونية واحتفالات واسعة.
.
اليمنيون يحيون الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة الأثنين 14 أكتوبر 2024 11:04 ص الصحوة نت - خاص "سَيَهزم الشعب العظيم الأئمة الجدد، المتدثرين بعمائم المحتل الفارسي، كما تمكن الأجداد العظماء من هزيمة الإمامة والكهنوت في الشمال والإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في جنوب الوطن، بثنائية ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
" هذا ما أكده اليمنيون بإحيائهم الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، من خلال حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #أكتوبر_فجر_الحرية، بالتزامن مع احتفالات شعبية ورسمية على أرض الواقع من تعز في أقصى الجنوب الغربي للوطن وصولًا إلى مأرب في أقصى الشمال الشرقي لليمن.
وشارك في الحملة التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية آلاف النشطاء والساسة والمسؤولين والصحفيين، مشيرين في تغريداتهم إلى أن الوضع إبان الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن وما تشهده اليوم مناطق سيطرة الحوثيين من استبداد وظلم واضطهاد وتمييز يشبه ما ذاقه اليمنيون من الإمامة الكهنوتية وشقيقها التوأم، المتمثل في الاستعمار الأجنبي.
وأشار المدونون في منشوراتهم إلى ما أسموه جناحي الجمهورية والوحدة الوطنية، والمتمثلة في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وكيف تمكن الأحرار والثوار في كلتا الثورتين من الانتصار للإرادة الوطنية في الشمال وهزيمة المستعمر الغاصب في الجنوب، والعمل معًا بروح طموحة لتحقيق اليمن الكبير.
وحدة هدف ومصير وأكد محافظ شبوة السابق محمد بن عديو أن "ثورة 14 أكتوبر 1963 شكلت حدثًا مهمًا في تاريخنا الوطني، وأعطت مع توأمها ثورة 26 سبتمبر 1962 قوة دافعة لحركة النضال الوطني التي توجت بالاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967".
وأضاف بن عديو: "كان لوحدة الموقف والهدف للثوار على كامل التراب اليمني، شماله وجنوبه، الأثر المهم في انتصار الثورتين.
ابتهجت عدن بانتصار سبتمبر، وتعزز موقف الصف الجمهوري في مواجهة مخلفات الكهنوت باندلاع ثورة أكتوبر.
وبرحيل المستعمر، سقطت فلول الملكية".
وأكد نائب رئيس الجمهورية السابق الفريق علي محسن الأحمر ما ذهب إليه بن عديو، قائلًا في تغريدة على منصة "إكس": "في 14 أكتوبر 1963، أطلق الأبطال من جبال ردفان شرارة التحرر ضد الاحتلال البغيض، مستمدين زخمهم من ثورة 26 سبتمبر المجيدة.
فتوحَّدت الثورتان لتمزيق قيود الإمامة والجهل والتخلف والاستبداد والاستعمار، ومضتا معًا في مسار واحد نحو الهدف الأسمى: اليمن الكبير".
تعز منطلق وصنعاء البداية وتحدث وزير الثقافة السابق الأستاذ خالد الرويشان عن الاحتفال الذي شهدته تعز، كما هي عادة الحالمة عشية ذكرى 14 أكتوبر، متسائلًا: "لماذا تحتفل تعز وتبتهج رغم أحزانها؟"، ليجيب في نفس التغريدة مؤكدًا: "لأنها تعز أولاً! ولأنها كانت منطلق عمليات أبطال 14 أكتوبر تخطيطًا وتنفيذًا، ولأنها كانت واسطة العقد وسنان الرمح وخاصرة البلاد.
.
ولأنها صمّام أمان الجمهورية ورافعة اليمن الكبير".
وأكد أن "الحالمة تقاتل عن حلمها".
الصحفي عبدالله المنيفي قال:إن "الثورة اليمنية ليست تقليدًا لغيرها، كونها الثورة الوحيدة في محيطها الإقليمي، وكل مرحلة منها مهدت للمرحلة التي تلتها.
من يذهبون لفخ فشل الثورة - في أيٍّ من مراحلها - لا ينظرون حولهم ولا لما أحدثته الثورة من تغيير على المدى البعيد".
وأضاف المنيفي في تغريدة أخرى على منصة "إكس": "سعى الإماميون والإنجليز لتمزيق خارطة الوطن وتشطير الأرض اليمنية وعزل اليمن عن محيطها، فجاءت الثورة في سبتمبر وأكتوبر؛ لتعيد لليمن اعتباره ومكانته وارتباطه بعروبته وحضارته وهويته التاريخية".
واستحضر الناشط محمد السعدي خطابًا للمناضل علي عنتر قال فيه: "لقد ناضلنا في حرض وفي صرواح وفي المحابشة وفي كل جبل من جبال المحافظات الشمالية في مواجهة فلول الإمامة، وناضل إخواننا ورفاقنا من أبناء المحافظات الشمالية نضالاً مستميتًا في شوارع عدن وفي جبال الضالع وردفان".
وأوضح السعدي أن "أهم ما حققته الثورة اليمنية في أكتوبر وسبتمبر هو الانتصار للإرادة اليمنية على الاتفاقات المشؤومة بين الاحتلال الأجنبي والحكم الإمامي المتخلف".
الناشط السياسي والصحفي سامي الكاف قال: "إن قيام الجمهورية العربية اليمنية وانتهاء عهد المملكة المتوكلية في شمال اليمن كان حافزًا للتخلص من الوجود الاستعماري البريطاني في الجنوب، فبدأ الفعل الثوري يتصاعد من خلال عدد من المكونات والفصائل السياسية، سواء في السلطنات والإمارات والمشيخات التي شكلت اتحاد الجنوب العربي، أو في صفوف الطلبة الذين كانوا يدرسون في مصر والسودان أو في عدن نفسها التي شهدت أيضًا ظهور حركات وفصائل ونقابات تمارس العمل السياسي منذ بداية الخمسينيات".
وأضاف: "تم اعتبار يوم 14 أكتوبر 1963، الذي سقط فيه راجح غالب لبوزة ورفاقه في ردفان في عملية فدائية، بداية الثورة في جنوب اليمن".
وأوضح الكاف أنه "قبل ذلك التاريخ، كانت صنعاء منطلقًا للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل في أغسطس 1963، رافعة شعار الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني.
وهي نتاج اندماج عدد من الفصائل، مثل حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، والجبهة الوطنية.
اختار المجتمعون لجنة تحضيرية برئاسة قحطان محمد الشعبي المنحدر من طور الباحة - الصبيحة في لحج".
وحدة هدف ومصير بدوره، أكد أمين سفيان أن "المشاريع الصغيرة المنتمية لمخلفات الرجعية والاحتلال لا تستطيع إخفاء نهجها، وهي في مواجهة حقيقية مع الشعب اليمني وتاريخ وقيم الثورة وأهدافها، فلا قروية ولا جهوية ولا طائفية ولا سلالية يمكن أن تنتمي للثورة اليمنية".
وأوضح عبدالكريم عمران أن ثورة 14 أكتوبر كانت الهدف الأول لثورة 26 سبتمبر، التي نصت على (التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما .
.
.
إلخ)، وكان الهدف الأهم لثورة 14 أكتوبر بعد التحرر من الاستعمار هو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وهذا يؤكد واحدية مسيرة النضال الوطني شمالًا وجنوبًا".
عدن مفتاح النصر وأكد وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان أن "تحرير صنعاء في 26 سبتمبر 1962م من الكهنوت الإمامي كان مدخلاً لتحرير عدن في 14 أكتوبر 1963م من الاستعمار البريطاني، والتاريخ يعيد نفسه عكسياً هذه المرة؛ فبتحرير عدن يجب أن ينطلق اليمنيون جميعاً لتحرير صنعاء".
وغرد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد بن مبارك، قائلاً: "من عدن النضال والصمود وموطن المناضلين ومأوى الأحرار، وبمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر الخالدة التي انطلقت من جبال ردفان بقيادة راجح لبوزة ورفاقه الذين رسموا خيوط الفجر الأولى وصنعوا نصراً على أعظم إمبراطورية حينها"، مضيفاً: "أوجه تحية إجلال وإكبار لنضالات اليمنيين وكبريائهم النبيل عبر التاريخ".
وأكد بن مبارك أن "مثلما كانت عدن مفتاح النصر ضد الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، فإنها ستظل عنوان الانتصار الكبير لاستكمال استعادة الدولة".
وقال رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد بن دغر: "إن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يمثل وفاءً لشهداء ومناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الوطن الغالي بعد مرحلة طويلة من النضال الوطني والشعبي السلمي في المدن والأرياف.
قابله المستعمرون بأعقاب بنادقهم وبمزيد من القمع والاضطهاد والسجون ومصادرة الحريات، وذلك للحفاظ على مصالحهم في المنطقة وقاعدتهم العسكرية في مستعمرتهم عدن".
وأضاف بن دغر: "كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر ملحمة وطنية دوى صداها في جبال ردفان الشماء، ولاحقاً في أنحاء الجنوب واليمن كله، لتصبح عدن بعد ذلك مركز الفعل الثوري ومحط الأنظار، انتظاراً لما سيقرره اليمنيون هناك".
وأوضح أنه "ليس مصادفة أن طلائع ثوار أكتوبر كانوا مناضلين عائدين مدافعين عن سبتمبر، يقودهم شهيد الثورة الأول راجح بن غالب لبوزة.
كانت معارك ردفان الأولى التي خاضها الثوار مع الجيش البريطاني وأعوانه إيذاناً بعهد جديد في الجزء المحتل من الوطن".
وأشار رئيس مجلس النواب سلطان البركاني إلى الإرث التاريخي "الذي لا يقدر بثمن ولا يتضاءل مقداره القيمي بالتقادم"، مضيفاً في تغريدة على منصة إكس: "إنها ذكرى ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي نحتفل بها اليوم، ونحن نعهدها في مسار حاضرنا حافزاً على التضحية والنضال، وقدراً وإنجازاً تاريخياً عملاقاً امتد ضياؤه إحدى وستين عاماً ولا يزال".
وأكد البركاني أن "المناسبة وطنية خالدة تلهمنا استقلال الإرادة والقرار، إنها وصية الأولين للآخرين، أن الحرية والاستقلال والعيش بكرامة لا يأتي إلا معمداً بالفداء والتضحية والبطولات".
احتفالات واسعة وشهدت مدينة تعز احتفالاً شعبياً ورسمياً كبيراً بالذكرى الحادية والستين لثورة أكتوبر المجيدة، حيث أضاءت الألعاب النارية سماء المدينة المحاصرة من قبل مليشيات الحوثيين.
واحتشد الآلاف في شوارعها مرددين الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية المؤكدة على تحرر اليمن من المستعمر البريطاني، واستمرار معركة اليمنيين ضد الإماميين الجدد ومن خلفهم داعموهم الفارسيون في إيران.
كما شهدت تعز حفلاً فنياً وخطابياً نظمته السلطة المحلية بالمناسبة، تخللته العديد من الفقرات التي أكدت أن تعز، وكما كانت المنطلق للعمليات الفدائية ضد الاحتلال البغيض، هي اليوم كما كانت سابقاً حاملة لواء الجمهورية وراية المقاومة في وجه المليشيات الإرهابية.
ونظمت قيادة مقاومة إقليم عدن حفلاً فنياً وخطابياً بمحافظة مأرب، بمناسبة العيد الوطني الـ61 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة.
وأكدت الكلمات في الاحتفال أن "ثورة 14 أكتوبر هي امتداد طبيعي لثورة 26 سبتمبر، ومثّلتا معاً أهم الأحداث التي غيرت حياة اليمنيين وغيرت مجرى التاريخ في جنوب الوطن بشكل خاص"، مشيرة إلى "أن أهمية الثورة المباركة لا تقتصر على كونها منطلق التحرر من الاستعمار ومخلفاته فحسب، بل تكمن أهميتها التاريخية في أنها أنتجت الدولة بهوية موحدة".
كما أشعل الأبطال في جبهات مأرب وتعز والضالع الشعلة الـ61 لثورة أكتوبر المجيدة، مؤكدين المضي قدماً في معركة استعادة الدولة ومؤسساتها، ودحر المليشيات الانقلابية وجماعات الموت والتخريب والإرهاب التي تنخر في جسد الوطن منذ سنوات، في محاولات بائسة لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
حضور رموز أكتوبر وأكد النشطاء والمدونون أن "الخطر الحقيقي بعد 6 عقود على ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر هو عودة المشروع الحوثي الكهنوتي المتخلف الذي يستهدف الجنوب والشمال على حد سواء".
واستحضروا في تغريداتهم ومنشوراتهم ما يجري في فلسطين المحتلة من جرائم إبادة وتطهير عرقي، تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن المليشيات الإرهابية التي تدعي دعم القضية الفلسطينية هي نسخة مطورة من الفاشية الإسرائيلية التي بدأت في طهران وتم تسويقها ونقلها إلى اليمن.
وجدد النشطاء في تغريداتهم دعم اليمن، شعباً ودولة، للشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه وقيام دولته المستقلة، مشيرين في هذا الخصوص إلى كفاح اليمنيين ضد الإمبراطورية البريطانية، والذي تُوّج بالحرية والاستقلال، مع استمرار كفاح اليمنيين اليوم ضد الإمامة والمحتلين تحت يافطة عقائدية رجعية بغيضة.
وتداول النشطاء صوراً وتصميمات لبعض القيادات البارزة التي كان لها الفضل في إشعال لهيب الثورة، مثل الشهيد المناضل راجح غالب لبوزة، الذي ينظر إليه اليمنيون كمحارب أسطوري، ساهم في معارك سبتمبر في شمال الوطن، وعاد فوراً ليطلق العنان لثورة أكتوبر من جبال ردفان الشامخة.
كما تداول النشطاء مقاطع فيديو للأغنية الشهيرة "برع يا استعمار"، وكلمة للمناضل علي عنتر، يتحدث فيها عن وحدة ثورات اليمنيين ومشاركة ثوار أكتوبر وسبتمبر في المعارك ضد الإمامة والاحتلال.
وأكدوا أن نضالات الشعب اليمني شمالاً وجنوباً وثوراته الخالدة كانت واحدة في الأهداف، وفي مواجهة الظلم والتخلف والاستعباد والتمييز والرجعية والاستعمار بوجهيه البغيضين: الإمامة في صنعاء، والاحتلال في عدن.