هل بإمكان إيلون ماسك ومنصته إكس تحويل مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
التحق السبت الماضي بتجمع دونالد ترامب الانتخابي في مدينة باتلر بولاية بنسلفانيا ضيف من العيار الثقيل: الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك.
لماذا اختار مالك منصة إكس وسيارات تسلا وشركة الصناعات الفضائية سبايس إكس دعم المرشح الجمهوري، وقد كان في وقت سابق من أنصار الحزب الديمقراطي وصوت لصالح هيلاري كلينتون في 2016 ثم لجو بايدن في 2020؟ نشرت في: 09/10/2024 - 10:06 دأب الملياردير المثير للجدل وعاشق الفضاء والتكنولوجيا الفائقة، إيلون ماسك منذ فترة على نشر مواقفه السياسية الشخصية على منصته، حيث يتابع أكثر من 200 مليون شخص.
مواقف تدعم المرشح الجمهوري ،حتى أن صورته على هذا الحساب الشخصي وهو يرتدي قبعة كتب عليها شعار ترامب الشهير ،MAGA.
.
وأغلب منشوراته الأخيرة تؤكد هذا الدعم وتنتقد بقوة المرشحة الديمقراطية ووعودها الانتخابية وكذا سياسة الإنفاق العام لإدارة .
لم تكن علاقة بدونالد ترامب بهذه القوة في البداية.
ماسك، الذي كان، بدأ يبتعد شيئا فشيئا عن الديمقراطيين على خلفية اختلافات بينه وبين إدارة بايدن تتعلق بنقابات العمل التي يعارضها، كما أن شركاته كانت في مرمى تحقيقات فيدرالية أمريكية، والتي بحثت حتى في كواليس استحواذه على منصة تويتر التي غيّر اسمها إلى إكس.
وهو ما يعتبره متخصصون نقطة التحول في مواقف ماسك إذ بدأت منشوراته على هذه المنصة تقترب أكثر فأكثر من ومن ترامب، وبدأت أيضا تروج معلومات مضللة ونظريات المؤامرة.
ونشر مؤخرا تغريدة فيها صورة مركبة لكامالا هاريس مرتدية زيا شيوعيا، استخدم خلالها واتهم المرشحة الديمقراطية بأنها ستحول إلى فنزويلا في حال فوزها في انتخابات الرئاسة.
وفي 26 يوليو/تموز، تضمن مقاطع من حملة كامالا هاريس، بصوت يقلد صوت المرشحة استخدم خلاله ، وتهاجم فيه بايدن.
استخدمت في الفيديو تقنية "الديب فايك" (التي تتمثل في صنع فيديوهات مماثلة للأصل إلا أنها مصطنعة، ما يعتبر مخالفة واضحة لقواعد استخدام منصة إكس) وشوهد أكثر من 100 مليون مرة.
كما تتعرض منصة أكس باستمرار للاتهام بأنها تفتقر لمراقبة المحتويات ويذكر أن ماسك كان قد أعاد لترامب في نوفمبر 2022 حسابه الذي حذفه تويتر بعد الهجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصاره في 6 يناير 2021.
العلاقة بينه وبين ترامب متوترة، حيث نصحه ذات مرة عبر تغريداته على إكس "بالرحيل إلى حيث تغرب الشمس، كراعي البقر الوحيد في فيلم وسترن"…وقال إنه سيدعم مرشح الجمهوريين الآخر رون دي سانتيس حاكم فلوريدا.
ترامب من جهته كان قد وصف ماسك بالمحتال وكان من أشد المعارضين للسيارات الكهربائية التي يصنّعها معتبرا إياها باهظة الثمن وغير سريعة بما يكفي …وهو موقف لا يخدم مصالح صاحب شركات تسلا بكل تأكيد .
ذكرت في مقال صدر في سبتمبر الماضي أن الدفء بدأ يدب في أواصر علاقة بماسك في مارس آذار الماضي .
حين التقى الرجلان في بالم بيتش بولاية فلوريدا حيث كان دونالد ترامب يسعى إلى جمع الأموال لحملته الانتخابية.
وأسر ماسك إلى مقربين منه أنه لن يكشف عن دعمه لترامب رغم أنه يساعده ماليا.
غير أن ماسك تخلى سريعا عن هذا الموقف بعد محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع في باتلر في ولاية بنسلفانيا في يوليو الماضي والذي قرر على إثره إظهار دعمه للمرشح الجمهوري علانية وبقوة .
إيلون ماسك نشر على منصة أكس بعد لحظات من محاولة الاغتيال صورة لترامب مع تعليق مفاده " آخر مرة كان لدى أمريكا مرشح بهذه القوة كان ثيودور روزفلت.
" دعم ماسك لترامب لا يقتصر على تغريدة فحسب حيث أعلن ن ماسك التزم بدفع 45 مليون دولار شهريا لحملة المرشح الجمهوري خلال السباق الرئاسي.
وقد يرى ماسك في شخص دونالد ترامب المرشح الأكثر ملاءمة له من حيث تطبيق القوانين والتنظيم ولديهما توافق في وجهات النظر بخصوص العراقيل الإدارية مثلا، وتخفيف الضرائب الذي يعتبر من بين أبرز وعود ترامب الانتخابية.
في حين أن الديمقراطيين يساندون تقليديا مسألة فرض على الأغنياء واستغلال الأموال العامة لمكافحة عدم المساواة.
وكان إيلون ماسك قد صرح بأن يخضع "لسيطرة النقابات".
أما فيما يتعلق بمسألة على مواقع التواصل الاجتماعي، فلا يبدو أن المعسكر الديمقراطي الممثل في شخص كامالا هاريس سيكون أكثر ملاءمة لماسك من ترامب.
وحذر ماسك خلال تجمع السبت في بالتر، الجماهير الحاضرة من أن "الآخرين يريدون سلبهم والحق في حمل السلاح، داعيا إلى "التصويت كما ينبغي".
وكأنه بذلك يروج إلى أن ترامب هو الوحيد القادر على ضمان هذه الحقوق.
كما أنه في ظل إدارة دونالد ترامب (2016-2020)، قامت وكالة الفضاء الأمريكية (الناسا) بمهمات فضائية لاستكشاف القمر وهو ما فتح المجال واسعا أمام شركة سبايس إكس للمشاركة في ذلك إضافة لمنافسين آخرين كبوينغ وحتى المنافس الشرس لماسك جيف بيزوس وشركته "بلو أورويغنس".
فالمناخ الاقتصادي والإداري مع ترامب سيكون أكثر تماشيا مع طموح ماسك في كل الحالات.
لا يتردد إيلون ماسك، الذي ينشر باستمرار تغريدات ونظريات قريبة من اليمين المتطرف، في إبراز مواقفه المناهضة "لإيديولجيا الووكيزم"، هذه النزعة التي تستهدف النضال من أجل حقوق الأقليات من مثليين ومتحولين جنسيا و تناهض والتمييز.
وهي نزعة تُذكر بموقف ترامب من هذا التوجه الإيديولوجي الأمريكي النشأة، كما أنهما يتفقان حول مواضيع حساسة كالإجهاض والهجرة والتحول الجنسي.
وكشفت صحيفة عن اتفاق سري يصبح بموجبه ماسك مستشارا في في حال تم انتخاب ترامب.
وكان الأخير صرح أوائل سبتمبر/أيلول بأنه ينوي تكليف ماسك بقيادة عملية "محاسبة" للحكومة الفيدرالية بأكملها في حال فاز في الانتخابات.
وأكد أن ماسك "قبل" هذه المهمة.
وأضاف ترامب: "عملا بنصيحة سأشكل لجنة حكومية مسؤولة عن إجراء تدقيق مالي للإدارة وتقديم توصيات للقيام بإصلاحات جذرية".
أعلن إيلون ماسك الإثنين على حسابه في إكس عن منصة ل لحملة دونالد ترامب من خلال التشجيع على تبني ناخبين في الولايات المتأرجحة - "السوينغ ستايتس" -.
وقال في تغريدة: "مقابل كل ناخب في ولاية متأرجحة تقوم بتبنيه تحصل على 47 دولارا.
وهي أموال سهلة!" وأصبح حساب ماسك يتضمن رابطا نحو أسماه "السوبر باك".
وهناك عريضة تدافع عن "حرية التعبير"، موجهة لكل الذين يعيشون في الولايات المتأرجحة التي يعتقد أنها ستحدد هوية الفائز في .
قال بوريس ماننتي، وهو خبير فرنسي في الشأن السياسي، في مقال نشره موقع "لاديباش الفرنسي": "إنه من الصعب الجزم بقدرة موقع للتواصل الاجتماعي على تغيير منحى الانتخابات، ولو أنه من الممكن الحديث عن تأثير هذا الموقع، لكن بشكل محدود".
وأضاف بأن منصة إكس ومنذ أن استحوذ عليها ماسك، أصبحت تقدم مساحة أكبر للأفكار المحافظة وتخضع لقدر أقل من على المحتويات".
وتابع قائلا: "وبالرغم من أن منصة إكس أصغر من أو إنستاغرام، إلا أنها تبقى منصة ذات تأثير خصوصا لدى زعماء الرأي (.
.
.
) يتمتع إيلون ماسك بقاعدة جماهيرية مخلصة، ودعمه لترامب قد يساعد في الحصول على دفع أكبر لرسائله.
لكن يصعب التنبؤ بقدرته على كسب ناخبين جدد لصالح المرشح الجمهوري".
وقد يكون نشر الأخبار المضللة وإعطاء مساحة أوسع لنظريات المؤامرة على منصة إكس، أدوات تخدم فعليا مصالح دونالد ترامب في الأمتار الأخيرة من السباق نحو البيت الأبيض.
إلا أنه من الضروري الإشارة إلى أن منصة إكس تضم أقل عدد من المستخدمين في الولايات المتحدة حيث لا يتجاوز 25 مليون مستخدم في حين لدى فيس بوك 170 مليونا وأنستاغرام 190 مليونا.
ونشر موقع أن بي سي نيوز أكد خلاله أن عدد مستخدمي إكس في تقهقر مستمر.
إلا أن استخدامها يبقى ورقة رابحة لماسك والمعسكر الذي ينتمي إليه لأن إكس هو موقع التواصل الاجتماعي المفضل لصناع القرار السياسي وللصحافيين وكل الأشخاص الذين يديرون حملة انتخابية.
ما يعني أن هذه المنصة تبقى من أكثر منصات التواصل الاجتماعي ديناميكية سياسية وفضاء للتفاعل.
عماد بنسعيّد © 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة.
لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى.
عدد الزيارات معتمد من .
ACPM المحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.