فلاحون بالشرق يحظون بدورة سقوية
استجيب خلال الأيام الأخيرة لمطالب متكررة من فلاحي مجموعة من السهول الفلاحية بجهة الشرق، لاسيما في إقليم الناظور، وبالضبط سهل صبرة الذي واصل فلاحوه اعتصامهم أمام مقر تقسيمة زايو التابعة لمركز الاستثمار الفلاحي لأشهر، إذ جرى تخصيص 15 مليون متر مكعب للري الفلاحي.
وتُطرح العديد من التساؤلات حول إمكانية إنقاذ الدورة السقوية، بعد الغياب الطويل لمياه الري، الأشجار المثمرة التي تعتمد بشكل أساسي على دورات الري المنتظمة، وتتأثر بشدة بانقطاع المياه لفترات طويلة، فيما تعرّضت لفترة طويلة من الإجهاد المائي، ما قد يؤدي إلى جفاف جذورها وتدهور حالتها.
ويرى كمال أبركاني، الأستاذ بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، أن “هذه الكمية الممنوحة تعتبر نصف ما هو مطلوب لتلبية حاجيات المزارعين، إذ كان يجب أن تكون 30 مليون متر مكعب”، غير أنه عاد ليؤكد أنه “بسبب أزمة شح المياه قررت اللجنة المختصة في توزيع المياه تخصيص 15 مليون متر مكعب فقط، نظراً للتخوف من حدوث جفاف مستقبلي”.
#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وأضاف أبركاني ضمن تصريح لهسبريس: “السؤال المطروح الآن هو هل يمكن إنقاذ الأشجار المثمرة؟ يمكن القول نعم ولا في آن واحد”، مستحضراً “تأثر بعض الأشجار المثمرة مثل العنب بشكل كبير، إذ توجد مساحة تقدر بحوالي 2500 هكتار من مزارع العنب التي كانت تحتاج إلى تغطية مائية إضافية في شهر غشت، لكنها لم تحصل عليها بسبب التخوف من العجز المائي”.
وتابع المتحدث ذاته: “لو تم تخصيص 15 مليون متر مكعب من المياه بشكل استباقي لكان من الممكن حماية محاصيل العنب وأشجار الحمضيات.
لكن مع ذلك يمكن القول إن كمية المياه المخصصة حالياً ستساعد في الحفاظ على الأشجار، حتى وإن لم تكن كافية لضمان إنتاج جيد”.
وأكد الخبير الفلاحي ذاته أن “المزارعين الذين لا يملكون وسائل لتحلية المياه قد يواجهون صعوبات، خاصة في زراعة العنب، فرغم أن الأشجار قد تظل على قيد الحياة إلا أن الإنتاج قد يتضرر بشكل كبير”، مبرازاً أن “المياه المخصصة ستحافظ على الغطاء النباتي، لكن هناك حاجة ماسة إلى تساقطات مطرية كافية لتعويض نقص المياه الحالي”.
وأشار أبركاني إلى أن “ارتفاع منسوب السدود في الآونة الأخيرة يعد إيجابياً، لكنه ليس كافياً”، مردفا: “التربة مازالت بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه لتصل إلى نسبة التشبع المطلوبة.
ونأمل تساقطات مطرية تتراوح بين 50 و70 ملم مستقبلاً لرفع حقينة السدود وضمان توازن توزيع المياه”.
وخلص الأستاذ الجامعي ذاته إلى التذكير بأن “بعض المزارعين اضطروا لاقتلاع أشجارهم المثمرة بسبب توالي سنوات الجفاف، ولا يمكن إعادة زرعها إلا من خلال مشاريع كبرى، مثل تلك التي أطلقتها الدولة، لتحقيق أهداف إعادة التشجير وتوفير المياه بشكل مستدام”.
في السياق ذاته أشار إبراهيم العنبي، مستشار فلاحي، إلى أن “الجهة الشرقية للمملكة عانت بشكل كبير هذا العام من ندرة مياه السقي نتيجة توالي سنوات الجفاف التي أدت إلى نفاد مخزون حوض ملوية”.
واستدرك العنبي: “غير أن التساقطات الأخيرة التي شهدتها جهة الجنوب الشرقي للمملكة حفّزت الوزارة المكلفة على منح دورة سقي استثنائية خاصة لسقي الأشجار المثمرة، مثل الحوامض، والزيتون، والعنب”، مبرزاً أنه “رغم قلة المياه المتوفرة إلا أن هذه الدورة ستساهم بشكل كبير في إنقاذ العديد من الأشجار من الموت بسبب العطش وارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها معظم جهات المملكة”.