مشهد "الحرب" يعود لأذهان اللبنانيين، والمستشفيات عاجزة عن استيعاب المصابين
صدر الصورة، AFP via Getty Images "حالة من الصدمة"، هكذا وصف لبنانيون ردّ فعلهم الأول على انفجارات أجهزة الاتصال (بيجر)، كانت بحوزة عناصر تابعة لحزب الله اللبناني، وأدت إلى قتلى وعدد كبير من الجرحى، مما تسبب في اكتظاظ المستشفيات في لبنان.
وحمّل حزب الله والحكومة اللبنانية إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن الانفجارات المتزامنة التي وقعت بعد ظهر الثلاثاء، وجاءت بعد ساعات من إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.
وبلغت حصيلة قتلى الانفجارات بعد حدوث موجة أخرى الأربعاء 14 قتيلاً وأكثر من 3 آلاف مصاب، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض كان قد أعلن صباحا عن مقتل طفلين نتيجة الانفجارات.
وقال الأبيض إن هناك نحو 1850 مصاباً في بيروت والضاحية الجنوبية جراء انفجار الأجهزة، إضافة لنحو 750 مصاباً في جنوب لبنان، ونحو 150 مصاباً في البقاع شرقاً.
قصص مقترحة نهاية صدر الصورة، EPA وقال الوزير اللبناني إن "حجم الضربة كان كبيراً جداً"، إذ تسببت في إصابة نحو 2800 جريح توافدوا إلى المستشفيات خلال نصف ساعة فقط ، مما اضطر إلى اتخاذ إجراء بنقل مصابين إلى خارج البلاد.
وأوضح الأبيض أن بعض المصابين نقلوا من منطقة البقاع إلى سوريا، وأن حالات أخرى سوف تُرسل إلى إيران".
تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب.
اضغط هنا يستحق الانتباه نهاية وأعلن العراق إرسال فرق طبية لمساعدة لبنان الذي تعرض لموجة انفجارات متزامنة لأجهزة اتصال طالت مئات من عناصر حزب الله الموالي لإيران، مبديا قلقه من "توسيع دائرة الحرب" في المنطقة.
كما وصلت إلى مطار بيروت طائرة مساعدات أردنية تابعة لسلاح الجو الملكي من العاصمة الأردنية عمّان وعلى متنها مساعدات طبية وغذائية، ويقدر حجم المساعدات بنحو 8 أطنان.
ولم يقتصر الاستهداف على عناصر حزب الله، إذ أعلن الوزير أن من بين القتلى "أربعة عاملين في القطاع الصحي كانوا في مستشفيات خاصة في منطقة الضاحية، وكان بحوزتهم جهاز بيجر وانفجر بهم مما أدى لوفاتهم".
وبحسب الأبيض فإن نحو "100 مستشفى شاركت في استقبال المرضى، ونقلت 1184 سيارة إسعاف 1817 جريحاً وعملت كافة بنوك الدم، إذ أمن الصليب الأحمر وحده نحو 200 وحدة دم".
وتحدث عن اتصالات من عدة دول "شقيقة وصديقة أجراها وزراء الصحة في العراق ومصر وسوريا وإيران وكل من الحكومتين التركية والأردنية".
ومنذ بدء الحرب في غزة قبل عام تقريباً، تشهد المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان تبادلاً شبه يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حليف حماس، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين في كلا الجانبين.
وأعاد حزب الله التأكيد الأربعاء أن وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لدعم غزة، وأنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء"، كما أورد البيان.
وحتى الآن تمتنع إسرائيل عن التعليق على التفجيرات التي وقعت.
يشبّه البروفيسور إلياس الوراق، المختص في طب العيون في مستشفى جبل لبنان الجامعي، حالة الطوارئ يوم تفجيرات أجهزة الاتصال، بـ "مشهد الحرب اللبنانية منذ زمن".
وقال في مقابلة مع بي بي سي: "عشت الحرب اللبنانية لفترة طويلة في مختلف المناطق وفي قلب غرف الطوارئ، ورغم أني أمارس المهنة منذ 25 عاماً لكن هذه أول مرة أرى فيها هذا العدد من الإصابات المدمرة للعيون".
ويشرح الوراق أنه أجرى - لأول مرة - هذا الكم من عمليات استئصال العيون الناجمة عن تفجير أجهزة الاتصال، "للأسف كانت عمليات الاستئصال لشبان بأعمار صغيرة وفي حالات اضطررنا لاستئصال العينين".
وتقول إحدى السيدات اللبنانيات لبرنامج غزة اليوم، وكانت قد تواجدت قرب إحدى المناطق التي تعرض فيها اللبنانيون لاستهداف أجهزة البيجر، إنها كانت "في حالة صدمة، لم أكن أدري ما الذي يجري حولي للوهلة الأولى، ودخلت في حالة من التوتر".
وتضيف أن عدداً كبيراً من الجرحى "نقل إلى المستشفيات في المنطقة المجاورة، إذ لم تعد تستوعب المستشفيات هنا أعداد المصابين التي تصل إليها وسط الحاجة المتزايدة لوحدات نقل الدم".
وتصف السيدة المشهد: "مجزرة مخيفة جداً … لم نعد نعرف من هو الضحية القادمة".
أما محمد الذي كان يتواجد في محل لبيع الخضراوات عندما سمع صراخ أحد الأشخاص، فيقول: "نحن في البداية لم نعرف إن كان قد تلقى رصاصة أو ما الذي حدث بالفعل، لاحقاً تبين أن ذلك سببه ناجم عن انفجار جهاز بيجر".
وأوضح محمد لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، أنه بعد إسعاف المصاب تبين لهم عند المستشفى أن هناك توافداً للعديد من المصابين بينهم من تعرض لبتر الأطراف أو إصابات في العين.
© 2024 بي بي سي.
بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.