حزب الحركة الشعبية يعدد إنجازات الملك محمد السادس على مدى 25 سنة

اختار الأمين العام لحزب الحركة الشعبية أن يمهّد لقراءات أكاديميين في 25 سنة من حكم الملك محمد السادس ببعث “رسالة إلى الشباب، الذي يجب أن يستمد القدوة والمثال من الملك محمد السادس”، مضيفا: “حتى نحن، كنخب سياسية، في حاجة إلى الاقتداء بجلالة الملك في عزمه وتصميمه، وفي جديته، وفي توجهه الاستراتيجي والاستشرافي، وفي تواصله بلغة الأرقام والإنجازات والأوراش الكبرى في الميدان”.

وخلال كلمته الافتتاحية للمائدة المستديرة، التي كانت حول موضوع “الملك محمد السادس .

.

ربع قرن من العطاء والنماء”، والتي احتضنها مقرّ الأمانة العامة لـ”حزب السنبلة”، أشار الأمين العام للحزب إلى أنّه عشية وفاة الحسن الثاني هبّ “المغاربة البسطاء ليبايعوا الملك محمد السادس بالفطرة” (.

.

) وأن سرّ قوة النظام الملكي هو تلك العروة الوثقى السرمدية بين العرش والشعب”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} ريادة إفريقية محمد الخلوقي، أستاذ القانون الدولي، قال إن الملك “توّجه مباشرة غداة اعتلائه العرش نحو القارة الإفريقية، بالنطر إلى جمود الاتحاد المغربي، الذي فوّت على الشعوب المغاربية حزمة من الفرص الكفيلة بضمان التكافل السياسي والتكامل الاقتصادي” لافتا إلى أنّ هذا التوجه اتخذ شعار “رابح- رابح” ليعاكس “ما ساد أواخر الحرب الباردة من علاقات قائمة على إرشاء كل من يتربّص بالوحدة الوطنية أو له مصلحة في ابتزاز المغرب”.

وأشار الخلوقي، وهو يقارب في مداخلته موضوع “الدبلوماسية المغربية في عهد الملك.

.

تعزيز مكانة المملكة على المستوى الدولي والريادة على المستوى القاري”، إلى أن هذا العهد شهد بناء الأسس “لانضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وضمنها انتخابه من قبل كافة الأفارقة لتمثيل القارة في مجلس الأمن سنتي 2012 و2013، ثم حرصه على الصعيد الداخلي على منح الإقامات للأفارقة وتسهيل أمورهم القانونية”، مضيفا أن المغرب “شرخ الاصطفاف الثلاثي لجنوب إفريقيا والجزائر ونيجريا داخل الاتحاد عبر قيامه بشراكة استراتيجية من خلال خط أنبوب الغاز المغرب- نيجريا، الذي سيعود بالنفع على الدول الإفريقية قبل غيرها”.

منتقلا من سرد وجه “الريادة بإفريقيا” إلى ملامح تعزيز “المكانة دوليا” استدعى المتحدث قول الملك في خطابه بقمة الخليج سنة 2016 إن “المغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرة نحو تنويع شراكاته”، مشيرا إلى أن المغرب بعث رسالة إلى كافة شركائه بكونه “لا يمكن للمملكة أن ترمي بيضها في سلّة واحدة، ولذا فتحت شراكات جديدة مع الصين وروسيا، وقد آتت هذه السياسة أكلها، إذ كان المغرب من الدول القليلة التي أمنت اللقاحات زمن عجز دول أوروبية خلال “كورونا”، كما أنّ عدم دخوله في الحسابات الاستراتيجية في حرب أوكرانيا، رغم اعترافه بسيادتها على أرضها، خوّل له أن يصبح ثالث مستورد للقمح الروسي”.

بؤرة الاهتمام طامو آيت مبارك، الأستاذة الباحثة بجامعة محمد الخامس بالرباط، سجّلت أن “قضيّة المرأة كانت حاضرة في 22 خطابا و20 رسالة من أصل 55 خطابا ورسالة ألقاها الملك خلال 25 سنة، وهمّت هذه الخطب النهوض بوضعية المرأة، وتفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بتأمين حقوقها، وتحيين النصوص التشريعية في هذا الإطار، وإشراك النساء في صنع القرار على كافة المستويات، فضلا عن تمكينها من الاندماج في المشروع التنموي الوطني”.

ولفتت آيت مبارك إلى أن هذا الحضور “اتخذ مظهرين: مظهر حضرت فيه المرأة بشكل كلي، أي شكلت فيه بؤرة الاهتمام بالنظر إلى أهميتها وراهنيتها، كخطاب 3 فبراير 2004 والرسالة السامية الى المشاركين في القمة العالمية للنساء سنة 2003، فيما حضرت في المظهر الآخر جزئيا في خطب الملك، على أن مسألة الجزئية لا نعني بها ثانوية الموضوع داخل هذه الخطب”.

وأبرزت أن “اهتمام الملك بقضايا المرأة نابع من استشعاره لما تكتسيه القضيّة من أهمية، وللأبعاد الإنسانية الناشئة عن كون الإمامة قائمة على العروة الوثقى الرابطة بين الراعي والرعية، وأن النهوض بالمرأة من المقاصد التي جاءت بها الشريعة الإسلامية”.

“عهد المصالحات” من جانبه رأى المحامي مولاي الحسن الراجي في 25 سنة من حكم الملك محمد السادس “عهد المصالحات والنهضة الحقوقية”، قائلا إن عهد الملك محمد السادس على المستوى الحقوقي كان “امتدادا للعهد السابق مع نفحة حقوقية تستجيب لما تتطلبه المرحلة، وظاهر الامتداد أن هذا العهد تزامن مع تجربة حققت نوعا من التحوّل هي تجربة التناوب الدينوقرايطي، وتجديد الملك الثقة في حكومة هذه التجربة مع إجراء تعديلات شملت إقالة إدريس البصري وآخرين”.

وأشار الراجي في مداخلته إلى أن عهد “المصالحات” استهل بـ”التصالح مع المنظومة الكونية لحقوق الإنسان، عبر مصادقته على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ومجمل الاتفاقيات، التي كان عدم التصديق عليها حتى تلك الفترة يستغل من قبل أعداء الوحدة الترابية”.

وأضاف أن المغرب انتقل إثر ذلك إلى “المصالحة مع الذات، إذ انخرط علانية في تجربة الإنصاف والمصالحة، التي كانت تجربة فريدة من نوعها باعتراف خبراء المنتظم الدولي في حقوق الإنسان، حد أن بعضهم عدّها من أنجح خمس تجارب مصالحة في العالم”، مشيرا إلى أن “مسار الإصلاح هذا يقوده بكل شجاعة الملك مع كافة التنظيمات السياسية والنقابية والمدنية”.

إمارة المؤمنين الباحثة الاجتماعية حكيمة أشريف وقفت عند علاقة مؤسسة إمارة المؤمنين بالرعيّة، مشيرة إلى كون “أمير المؤمنين كرّس المقاصد من وراء هذه المؤسسة على غرار مشاركته لنكباتهم”، مستحضرة في هذا السياق مخاطبة الملك شعبه في الذكرى 15 لعيد العرش بعبارة “خديمك الأول الذي يتحمل مسؤولية 15 مليون مغربي”.

ولفتت الباحثة الاجتماعية إلى أن الإمامة، التي اتخذت شكل إمارة المؤمنين في المغرب، ظلّت “دعامة لتحقيق الأمن الروحي، وأي قول يخالف ذلك هو مدخل لضرب مقومات المغرب الدينية والسياسية، إذ أبقت المغرب بمنأى عن كل النعرات والخلافات التي طبعت التاريخ الإسلامي”، مبرزة أن هذه المؤسسة “تعد من الثوابت الدينية للمذهب الملكي، التي تساهم في التفاف الأمة حول إمام واحد.

وهي لم تكن يوما عند المغاربة مجرد عقد اجتماعي أو سلطة سياسية، بل تجليا للعقيدة الأشعرية”.

وأشارت إلى “تفرد” نظام البيعة في المغرب، إذ “لم يكتف المغاربة بالبيعة الشفوية، بل بأخرى كتابية تشارك فيها فعاليات علمية كبيرة”، مؤكدة أنها “ركن أساسي في الهوية الثقافية والدينية للبلاد، ومقدّس لا يقبل المساومة قبل أن تكون مطلبا سياسيا”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أشهر | 9 قراءة)
.