التحالف الدولي ينسق بين 13 دولة لإزالة مواقع إلكترونية تابعة لداعش

 التحالف الدولي ينسق بين 13 دولة لإزالة مواقع إلكترونية تابعة لداعش

حذرت قوات التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي من نشاط التنظيم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إن الشرطة الأوروبية "يوروبول" والأمريكية نفذتا عملية لتعطيل مواقع إلكترونية إرهابية تستخدم لنشر الدعاية، مما يحد من قدرة هذه الجماعات على التجنيد والتواصل والحشد عبر الإنترنت.

كما نسق كل من يوروبول ويوروجست عمليات مشتركة مع ١٣ حكومة من دول التحالف الدولي مما أدى لاعتقال ٩ أشخاص في إسبانيا وإغلاق العديد من الخوادم في كل من الولايات المتحدة وألمانيا وهولاندا وأيسلندا.

وأكد التحالف الدولي، في تدوينة له على صفحته الرسمية بفيسبوك، أن العمليات الأمنية المشتركة بين دول التحالف أسفرت عن إزالة محطة إذاعية، ووحدة دعائية، ومحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، استخدمت جميعها للدعاية وجمع الأموال وتنسيق الهجمات، حيث قللت العملية من قدرة الجماعة الإرهابية على التجنيد والتحريض على العنف عبر الإنترنت، ويعتبر إغلاق هذه الوسائل ضربة قوية لمساعيها.

تفكيك خلية إرهابية في إسبانياأشارت تدوينة التحالف الدولي للعملية الأمنية التي نفذتها قوات الأمن الإسبانية مطلع الشهر الجاري ضد خلية تعمل في تنشيط الوجود الإلكتروني لتنظيم داعش الإرهابي، بعدما اعتنق أفراد الخلية أفكار التنظيم المضللة، ووفقا لما أعلنته الأجهزة الأمنية فإن مدريد تلقت مساعدة أمنية في توقيف الخلية الإرهابية من قبل المغرب.

ووفقا لبيان الحرس المدني الإسباني، نشرته وسائل إعلام مغربية محلية، فإن جهاز الاستخبارات للحرس المدني رصد مجموعة من الشباب المقيمين بشكل رئيسي في مدينة مليلية، والذين كانوا يستخدمون مجموعات رسائل خاصة لنشر وتبادل مواد دعائية متطرفة تحرض على ارتكاب أعمال عنف.

 وجمعت التحقيقات أدلة على تنظيم وتشكيل مجموعة توسعت بمرور الوقت، سواء على الإنترنت أو خارجه، وتم تلقين أعضائها أشد الأفكار العنيفة للتنظيمات الإرهابية الجهادية، حيث تركزت المواد الدعائية المكتشفة على تنظيمات مثل داعش و"داعش-ولاية خراسان".

بدأ قسم الاستعلامات التابع للحرس المدني تحقيقا في أمر مجموعة من الشباب الذين يعيشون بشكل رئيسي في مدينة مليلية، الذين ومن خلال استخدام مجموعات في تطبيقات التواصل الفوري، قاموا بمشاركة ونشر مواد دعائية للتلقين الإرهابي لأطراف ثالثة والتحريض على ارتكاب أعمال عنف.

وأورد البيان، أنه طوال التحقيق، تم الحصول على مؤشرات حول تنظيم وتشكيل مجموعة كانت تنمو باستمرار، سواء عبر الإنترنت أو في الواقع، والتي تم تشبيع أعضائها بأكثر الافتراضات تطرفا وعنفا للمنظمات الإرهابية الجهادية.

الذكاء الاصطناعي والإرهابتشير تقارير عدة إلى اتجاه التنظيم الإرهابي للبحث عن بدائل أقل تكلفة في نشر مواده الدعائية، حيث لجأ إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل وصول أفكاره بأسرع وقت وأقل تكلفة إلى بقاع بعيدة حول الأرض.

ويرى مراقبون أن التقارير الصادرة بالتعاون مع الأمم المتحدة حول التكنولوجيا والإرهاب تؤكد استغلال الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل منهجي من قبل الإرهابيين والمتطرفين.

وحول دخول التنظيمات الإرهابية إلى عالم تقنية الذكاء الاصطناعي، أكد الطيب هزاز، الخبير في المجال الرقمي، أن التنظيم الإرهابي لجأ إلى برامج الذكاء الاصطناعي كي يتمكن من نشر دعايته بدون تكاليف كبيرة.

وأشار "هزاز"، في تصريحات صحفية محلية، إلى أن التعامل مع برامج الذكاء الاصطناعي يورط المستخدم من التنظيمات الإرهابية في ترك بصمات رقمية تمكن الأجهزة الأمنية من تعقب أصحابها وتحديد أماكنهم الجغرافية عبر تقنيات متطورة للغاية.

 ولفت "هزاز" إلى أن الجهات الأمنية المغربية تمتلك تقنيات متطورة، تواجه خطابات داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، والمساعدة التي قدمتها لإسبانيا دليل على ذلك.

من جانبه؛ أكد الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الأمنية، أن المدارس الاستخباراتية الدولية أمام تحديات جديدة، لأنها ستكون أمام نهج جديد من الابتكار الإرهابي، والتعامل مع هذا الوضع يتطلب تنسيقا وتعاونا أكثر مرونة بين الأجهزة.

وأوضح " الروداني"، في تصريحات صحفية محلية، أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية يظهر ملامح جديدة لنوعية الخلايا الإرهابية السيبرانية التي أصبحت تهدد البلدين، والتي قد تزداد حدة استخدامها للذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء ونسخ الدعاية المرئية والصوتية.

وحذر من موجة الإرهاب الجديدة قائلا إنه سيمر إلى السرعة القصوى في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ من خلال تطوير تقنيات وقدرات الترجمة إلى لغات متعددة، وتغيير محتوى بعض الفيديوهات والتطبيقات، وكذلك استخدام برامج الدعاية على نطاق واسع.

وتابع، أن استغلال التنظيمات المتطرفة والإرهابية للذكاء الاصطناعي التوليدي مسألة كانت متوقعة، وستزداد حدتها في السنوات المقبلة، والجماعات الجهادية هي تساير التطورات التي تعرفها التكنولوجيا، ولاحظنا كيف استعملت داعش وتنظيمات عابرة للحدود وسائل التواصل الاجتماعي والتداول المالي من خلال ما يسمى بالعملات المشفرة.

وتذهب كل من المغرب وإسبانيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة الأمنية، ففي مايو الماضي، التقى الجانبان على هامش الذكرى الـ٢٠٠ لتأسيس جهاز الشرطة الوطنية بالمملكة الإسبانية.

كما بحثا التعاون فيما بينهما في مجال التنسيق العملياتي والمساعدة التقنية لمواجهة تهديدات الخطر الإرهابي، ومختلف صور الجريمة المنظمة، لا سيما شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات وغيرها.

منع انتشار محتوى الكراهيةوكان التحالف الدولي قد نشر، في وقت سابق، عدة معلومات عن مشاركتها في هزيمة داعش، بعد مرور عقد كامل على انتشار تنظيم داعش الإرهابي وإعلان دولته المزعومة على أجزاء تمكن من السيطرة عليها في كل من العراق وسوريا.

وأكد التحالف الدولي، أنه قام بتدريب وتجهيز أكثر من ٢٢٥ ألفا من أفراد الأمن والشرطة المحليين، واستثمر ٤.

١٣ مليار دولار لضمان عدم تمكن داعش من العودة مرة أخرى.

بدوره قدم التحالف الدولي للقوات الأمنية المحلية التي تعاونت معه لهزيمة التنظيم الإرهابي مثل قوات الأمن العراقية، وقوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وجميع القوات الشريكة للتحالف الدولي.

وعن أغراض التنظيم الإرهابي، قال التحالف الدولي إنه قبل ١٠ سنوات، حاول تنظيم داعش محو التراث الغني للموصل بتدمير معالمها الإسلامية والمسيحية واليهودية، بهدف تغيير ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وأنه اليوم بعد مرور عَقدٌ من التقدم، تتجاوز الموصل تلك الأيام المظلمة وتعيد بناء تاريخها واستعادته.

 أما في استمرارية مواجهة حيل التنظيم الإرهابي، لفت التحالف الدولي إلى أنه يراقب تحركات تنظيم داعش المتهالك حيث يعتمد الآن على الدعاية لضمان استمراره لكن شركاء التحالف الدولي يعملون بدون توقف لمنع انتشار محتوى الكراهية للتنظيم على الإنترنت، وإضعاف شبكاته، وتقليل قدرته على تجنيد أعضاء جدد.

وتضمن الشراكة بين أجهزة القانون، وقطاع التكنولوجيا، والمجتمع المدني، مثول داعش الإرهابي أمام العدالة.

مصر      |      المصدر: البوابة نيوز    (منذ: 1 أشهر | 6 قراءة)
.