نتانياهو يدعو إلى "حلف أبراهام" ضد إيران .. وخبراء: المغرب يتحلى بالحذر

دعا بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطاب ألقاه تحت قبة الكونغرس الأمريكي، أول أمس الأربعاء، إلى تشكيل “تحالف أبراهام” جديد ضد المد الإيراني بالمنطقة؛ ما ألقى الضوء من جديد على مصير هذه الاتفاقات في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.

وقال نتانياهو إنه يطمح إلى “إنشاء تحالف يمتد عن اتفاقات أبراهام الموقعة مع دول البحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة أخيرا، والسابقة مع دول مثل الأردن ومصر، لمواجهة المد الإيراني”.

وتعيش العلاقات بين دول اتفاقيات أبراهام وإسرائيل على وقع “البرود” منذ أن شنّت إسرائيل حربا مستمرة إلى حدود اللحظة على قطاع غزة، أودت بالعديد من المدنيين”.

#div-gpt-ad-1608049251753-0{display:flex; justify-content: center; align-items: center; align-content: center;} وحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن “نتانياهو شكر الرئيس السابق دونالد ترامب على المساهمة في اتفاقيات أبراهام”، داعيا إلى “توسيعها لتشكيل حلف جديدة سماه بـ ‘حلف إبراهيم’ يكون وفق اتفاقات عسكرية ضد إيران”.

وغابت العديد من مضامين اتفاقات أبراهام التي تم توقيعها، أبرزها موعد قمة النقب التي كان من المقرر عقدها في الأراضي المغربية، في وقت عززت فيه الرباط دعمها لفلسطين، سواء على المستوى الدبلوماسي أو الإنساني.

في أواخر يونيو المنصرم، أعطى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة.

وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن “هذه المساعدات، التي أمر بها الملك، تتكون من أربعين طنا من المواد الطبية تشمل، على الخصوص، معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية”، مضيفا أن هذه المواد الطبية “موجهة إلى البالغين، وكذا إلى الأطفال صغار السن”.

ويحظى رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعم واسع من دونالد ترامب، مرشح الجمهوريين، وأكد وفق ما نقلته “رويترز” أنه “سيستقبله يوم الجمعة في فلوريدا”.

وقال الداود أبا دكتور، باحث في القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن “خطاب نتانياهو هو شخصي، لا يرقى إلى مستوى تمثيل دولة إسرائيل، بسبب المأزق الكبير الذي يعيشه بفعل الحرب في غزة”.

وأضاف أبا دكتور، ضمن تصريح لهسبريس، أن اتفاق عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ومحاولة تطويره لمواجهة إيران “سيواجه عائقا بسبب استمرار الحرب ضد ساكنة قطاع غزة، رغم توافق وجهات النظر حول الخطر الإيراني”.

واعتبر المتحدث عينه أن المغرب دخل، أخيرا، في “رهان واضح المعالم من أجل كسب حلفاء جدد لدعم قضية الصحراء المغربية”، مشددا على أن “الرباط صارمة في أن تحقيق مكاسب في ملف الصحراء المغربية لن يكون على حساب القضية الفلسطينية”.

من جانبه، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن “المغرب سيكون حذرا تجاه مستقبل اتفاقات أبراهام”.

وأضاف بنطلحة لهسبريس أن الحذر المغربي سببه “استمرار العدوان على غزة”، مستبعدا بذلك “انخراط المغرب في أي مبادرة تعلنها تل أبيب دون تحقيق وقف إطلاق النار”.

وشدد المتحدث عينه على أن “خطاب نتانياهو هو محاولة للركوب على الانتخابات في أمريكا”، موضحا أن “المغرب سيد قراراته، وهو من سيحدد مصير أي شيء يتعلق بعلاقته مع إسرائيل”.

وزاد: “المغرب له مصالحه، وأي قرار سيتخذه حول العلاقة مع إسرائيل سيراعي مواقف الأمة المغربية وحقوق الشعب الفلسطيني”.

حري بالذكر أن الملك محمدا السادس وصف، في ماي المنصرم، في خطاب بالقمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، العدوان على غزة والأوضاع الإنسانية الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بـ”وصمة العار على جبين الإنسانية”.

المغرب      |      المصدر: هسبرس    (منذ: 1 أشهر | 7 قراءة)
.